عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-10-2022, 12:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,561
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سبب الاختلاف الكتابي لرسم القرآن العثماني

وفي “قاموس قاسم” نجد التعريف التالي:
“أ- المستويات اللغوية المتفق عليها أو (مستويات التحليل) هي: (الأصوات، والصرف، والنحو والدلالة) ويفصل بعض اللغويين بين الفونولوجي [علم وظائف الأصوات] والفونويتك [علم الأصوات] وبين المعجم والدلالة، والبعض الأخر يذهب أبعد من ذلك حيث يعتبرون الصرف صوتي (المورفوفونولوجي) مستوى مستقلا.”
إذن فمستويات اللغة المتفق عليها أربعة هي: الأصوات (علم الأصوات/الفونيتك، علم وظائف الأصوات /الفونولوﭼي) والصرف، والنحو والدلالة.
والمفهوم الثاني هو:
ب- تنوع كتابي، كتابة الحرف، بدل خطيeng. Allography – fr. Allographe – ger. Allograph
في قاموس “A Dictionary of Linguistics and Phonetics” نجد التعريف التالي لل
Allography:
…”The written ********, for example, consists of a series of letters, or graphemes, but each of these graphemes can be written in several different ways, depending on such matters as linguistic context, choice of type, handwriting variation, and so on”.
وترجمة النص هو:
“… وعلى سبيل المثال تتكون اللغة المكتوبة من سلسلة من الحروف، أو تنوعاتها، إلا أنه يمكن كتابة كل منها بعدة طرق مختلفة وذلك اعتمادا على بعض العوامل مثل أمور : السياق اللغوي، واختيار النوع، وتنوع خط اليد، وما إلى ذلك.”
ويقول قاموس “Webster’s College Dictionary” عن الأبجدية:
1″- the letters of a ******** in their customary order
2- any system of letters or symbols with which a ******** is written: the Greek alphabet.
3- any such system for representing the sounds of a ******** or ********s: a phonetic alphabet.”
والترجمة هي:
“1- أحرف اللغة بترتيبها المتعارف عليه.
2- أي نظام حروف أو رموز تكتب بها اللغة: مثل الأبجدية اليونانية.
3- أي نظام لتمثيل أصوات لغة أو لغات: مثل الأبجدية الصوتية.”
وفي “قاموس قاسم” نجد التعريف التالي:
“الطرق المختلفة لكتابة حرف ما، مع عدم اختلاف النطق. مثل كتابة الحروف الكبيرة والصغيرة في اللغة الإنجليزية. وفي اللغة الألمانية يمكن كتابة حرف (a) بثلاثة طرق مختلفة، مع عدم اختلاف النطق:
ger. (a, aa, ah) → haben, Aal , fahren
ويمكننا القول إن هذه التنوعات الكتابية لحرف ما توجد في اللغة العربية، إذا لاحظنا اختلاف كتابة الحرف، تبعا لمكانه في الكلمة. (بداية الكلمة، وسطها، أو أخرها).”
وأضيف إلى هذا في اللغة العربية التاء المفتوحة أو المبسوطة والتاء المربوطة أو المقبوضة، والهاء المفتوحة والهاء المربوطة، مع ملاحظة أن هذين التنوعين ليس لهما أي تأثير في الكتابة الإملائية بعكس التأثير على الرسم العثماني أو كتابة القرآن الكريم.
وكلنا يعرف أن الأبجدية العربية تتكون من ثمانية وعشرين حرفا، وإذا أضفنا إليهم الهمزة يكون عندنا تسعة وعشرون حرفا ، إذن من أين جأت التاء المربوطة، والهاء المربوطة إلى الأبجدية العربية؟ والذي يعنينا في هذا البحث هو التاء المربوطة.

عرفنا من هذا النص متى ظهرت التاء المربوطة، ولكننا لم نعرف سبب ظهورها. وأرى أن سبب ظهور التاء المربوطة، والهاء المربوطة في الأبجدية العربية هو ما جاء في بحث جامعة “أهل البيت”:
“لا يوجد حرف في الابجدية العربية اسمه (تاء مربوطة) وهذه التاء المربوطة طارئة تتحول في الوقف الى هاء وهي امتداد الى حرف التاء المفتوحة التي هي حرف اصيل في الابجدية العربية وظيفتها علامة اساسية في التأنيث قد تشاركها التاء المربوطة هذه الوظيفة في منطق اللغة العربية الا أن (المربوطة) ترد الى حرف التاء المفتوحة (الاصل) عند الاضافة.”
والتفسير هو: للتمييز بين التاء المفتوحة والتاء المربوطة، والهاء المفتوحة والهاء المربوطة تم إضافة رمزين جديدين لا يوجدان في الأبجدية العربية، كما فعل اللبنانيون مع الجيم القاهرية، إلا أنهم يكتبونها – ويا للعجب – إما كافا أو غينا :
سيكارة – اولغا ، مرغيتا ، إنكلترا
رغم أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة قد أقر في دورته الرابعة بعض القرارات لكتابة الإعلام الأعجمية كما أدخل بعض الحروف مثل:
“پ = P – ج (تش) = CH – ژ وتنطق جى = J – گ تنطق جاف = G”
ولنبين الآن سبب اختلاف الكتابة في الكلمات السابق ذكرها، مع تحليلها طبقا لمستويات اللغة السابق ذكرها، وهل هي “تنوع كتابي، بدل خطي” أم لا؟
أولا: التاء المفتوحة والتاء المربوطة في كل الأمثلة التالية هما “تنوع كتابي، بدل خطي” وهذا هو لب الموضوع، ولن يفيدنا في تفسير اختلاف كتابة الكلمات في القرآن الكريم .
ثانيا: نذهب الآن إلى مستويات اللغة الأربعة: الأصوات، والصرف، والنحو والدلالة.
بالنسبة للأصوات: كل من علم اللغة العربية يقول لتلاميذه عند السؤال عن كيفية التفريق بين كتابة التاء المفتوحة والتاء المربوطة – بالطبع في نهاية الأسماء – فتكون الإجابة للتلميذ أو الطالب (عليك أن تسكن آخر الاسم وتنطقه، فإذا نطقت تاء فهى تاء مفتوحة، وإذا نطقت هاء فهي تاء مربوطة) هذا للتفريق بينهما صوتيا.
بالنسبة للصرف: كل الصيغ جاءت في صيغ المفرد، وهذا – وحده – لن يفيدنا في تفسير هذه الظاهرة.
بالنسبة للنحو: يختلف الموقع الإعرابي لكل كلمة من هذه الكلمات عن الأخرى، ومن ثم فسنبين إعراب كل كلمة على حدة. وهذا أيضا لن يفيدنا وحده.
أ- امرأة ، امرأت:
وردت لفظة (امرأة) في القرآن الكريم في أربعة مواضع في سورة النساء 12 و 128 والنمل 23 والأحزاب 50 ، أما لفظة (امرأت) فقد وردت في القرآن الكريم في ستة مواضع كتبت بالتاء المفتوحة هي حسب ترتيب السور:
{ إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني ۖ} آل عمران: 53
{ وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه ۖ قد شغفها حبا ۖ} يوسف: 30
{ قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين } يوسف: 51
{ وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك } القصص: 9
{ ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط } التحريم: 10
{ وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون } التحريم: 11
هناك رأيان يفسران اختلاف الكتابة، وكليهما على مستوى الدلالة:
الأول: (امرأت) فى المصحف تأتي بمعنى “زوج” وعندما يتحدث عنها القرأن وحدها أي بمفردها بدون زوجها تكتب (امرأة) وهذا للتفريق بين دلالة وضعين مختلفين للمرأة فى لغة المصحف فى عربية القرأن، وهذا الرأي تنقضه الآية 12 من سورة النساء: { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا } النساء: 12
فالمرأة هنا متزوجة مما يهدم هذا التفسير.
الثاني: كل امرأة نعرف من هي تكتب بالتاء المفتوحة، وكل امرأة نكرة أي لا نعرف من هي تكتب بالتاء المربوطة. هل لاحظت شيئا مشتركا بين هؤلاء النسوة؟ نعم، كلهن معروفات.
الاسم في القرآن الاسم الحقيقيإعرابه في الآيةامرأت عمران حنة بنت فاقوذافاعل مرفوع – مضافامرأت العزيززليخا بنت ملك المغرب هيموسمبتدأ مرفوع – مضافامرأت العزيززليخا بنت ملك المغرب هيموسفاعل مرفوع – مضافامرأت فرعونأسيا بنت مزاحمفاعل مرفوع - مضافامرأت نوحقيل اسمها والهة أو واغلة (غير أكيد)مفعول به منصوب – مضافامرأت لوطقيل والعة وقيل والهة (غير أكيد)مفعول به منصوب – مضافامرأت فرعونأسيا بنت مزاحممفعول به منصوب – مضاف وأنا أؤيد الرأي الثاني، وأضيف إليه أن اختلاف الكتابة لا يكمن في المستوى الدلالي أو الصوتي، ولا المستوى الصرفي فقط أو النحوي فقط. أين الإضافة إذن؟ الإضافة هي عند تفسير الاختلاف الهجائي بين (امرأة) و (امرأت). يجب المزج بين المستويين الصرفي و النحوي، كيف؟
“امرأت” لفظة تدل على المستوى الصرفي على مفرد مؤنث نكرة، ولكن هذا وحده لا يكفي لتفسير الاختلاف الهجائي، وعلى المستوى النحوي تأتي مضافا في تركيب من المضاف والمضاف إليه وهذا أيضا وحده لا
يكفي لتفسير الاختلاف الهجائي، ولكن عند مزج المستويين معا يصير عندنا مستوى صرفي-نحوي، وهل يحدث هذا في اللغة؟ أي مزج لمستويين لغويين. نعم يتم هذا مع الفعل الثلاثي المزيد بحرفين افتعل:
“2- يتم إدغام (ت) الوزن افتعل مع الأصوات الآتية لأسباب
صرفية صوتية: ت – ث – د – ذ – ز – ص – ض – ط – ظ – و – ي – ء”
فلفظة “امرأت” إذا أضيفت إلى لفظة “عمران، العزيز، فرعون، نوح، لوط “تصير معرفة لأنها مضاف في التركيب (مضاف + مضاف إليه) وتختلف عن لفظة “امرأة” في الهجاء بسبب دمج المستويين الصرفي والنحوي، ومن ثم تفتح تاء “امرأت”.
ب- ابنة ، ابنت:
لم ترد لفظة (ابنة) في القرأن الكريم، أما لفظة (ابنت) فجاءت مرة واحدة في سورة التحريم: 12
{ ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين } التحريم : 12
الاسم في القرآن والاسم الحقيقيإعرابه في الآيةمريم ابنت عمرانبدل منصوب – مضافيسري على هذا الاسم ما سبق قوله على “امرأة، امرأت” كما أنه لا يمكن المقارنة هنا بين “ابنة، ابنت” لأن لفظة “ابنة” لم ترد أصلا في القرأن الكريم.
ج_ بقية ، بقيت:
جأءت لفظة ” بقية ” مرتين في القرأن الكريم في سورة البقرة 248 و هود 116:
{ وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسىٰ وآل هارون تحمله الملائكة } البقرة: 248
{ فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم } هود: 116
أما لفظة “بقيت” فجأت مرة واحدة في سورة “هود” 116
{ بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ } هود: 86
الفرق بين “بقية” و “بقيت” هنا يمكن تفسيره على المستوى الدلالي للغة ففي الآيتين في سورة البقرة 248 و هود 116 هناك تفسيران لهذا الاختلاف أولهما أن تاء كلمة “بقية” في سورة البقرة 248 و هود 116 هي تاء بقية بشرية أي أنها قليلة ومحدودة ومغلقة أو كما يقولون قبضت أي مقبوضة، أما تاء “بقيت” فهي إلهية أي كثيرة وغير محدودة ومبسوطة مثل يدا الله كما جاء في الآية الكريمة:
{ وقالت اليهود يد الله مغلولة ۚ غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ۘ بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } المائدة: 64
والتفسير الآخر هو أننا عرفنا هذه ال “بقية” أو بالأحرى انكشف وانتهى أمرها فقفلت مثل تائها، أما تاء “بقيت” فلا ينتهي أمرها، ويستمر مفتوحا إلى ما شاء الله لأنها بقيت الله ، ومن ثم فتحت تاؤها.
د_ جنة ، جنت:
جأت لفظة “جنة” بالتنكير والتعريف في القرأن االكريم 63 مرة، كما اختلف معناها في الآيات تبعا لما جاء في “قاموس المعاني”:
1- الجنة: الحديقة ذات النخل والشجر.
2- جنة الخلد: جنة إقامة للخلود، مكان وضع الله فيه آدم جنة الخلد.
3- جنات النعيم: الفردوس السماوي.
4- روضات الجنات: أطيب بقاعها وأنزهها.
أما “جنت” فقد جأت مرة واحدة:
{ فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنت نعيم } الواقعة 89-88
اختلف معنى لفظة “جنة” تبعا لدرجاتها، حتى نصل إلى جنة النعيم، وهي الفردوس الأعلى أي أعلى منازل الجنان، ولأصحابها الحق في التمتع بكل درجات الجنان، فهي مفتوحة لهم مثل تاء “جنت النعيم”، على عكس أصحاب منازل الجنان الأخرى التي تغلق كل جنة منها على أصحابها مثل تائها. ولكن التاء المربوطة أو المقبوضة ظهرت في الآيتين:
{ واجعلني من ورثة جنة النعيم } الشعراء: 85
{ أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم } المعارج : 38
وعلى المستوى النحوي فالتركيب هنا واحد “مضاف + مضاف إليه”
وعلى المستوى الدلالي نجد في آية سورة الشعراء 85 دعاء من النبي إبراهيم أن يدخله ربه جنة النعيم، التي لم يدخلها بعد، فهذا أمر غير معلوم، أما آية سورة “المعارج” 38 فهي سؤال استنكاري إن كان الكافرون سيدخلون “جنة نعيم” أم لا، وهي بالطبع مغلقة أمامهم كتائها:
{ إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممددة } الهمزة 8-9
ولكن في آيتي سورة الواقعة 89- 88 نجد الحديث عن المقربين، الذين أكد القرأن أن “جنت نعيم” مفتوحة لهم مثل تائها.
هـ _ رحمة ، رحمت:
فتحت تاء “رحمت” في سبعة مواضع فقط، وقبضت في أكثر من سبعين موضعا، وقد أضيفت “رحمت” إلى الله في أربعة مواضع و إلى ربك في ثلاثة مواضع:
{ أولٰئك يرجون رحمت الله ۚ والله غفور رحيم } البقرة: 218
{ إن رحمت الله قريب من المحسنين } الأعراف: 56
{ قالوا أتعجبين من أمر الله ۖ رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت ۚ إنه حميد مجيد } هود: 73
{ ذكر رحمت ربك عبده زكريا } مريم: 2
{ فانظر إلىٰ آثار رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها } الروم: 50
{ أهم يقسمون رحمت ربك ۚ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ۚ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ۗ ورحمت ربك خير مما يجمعون } الزخرف: 32
وقد أضيفت “رحمة” إلى الله في موضعين، وإلى ربك في أربعة مواضع، وإلى رحمة ربه في موضع واحد في سورة الزمر 9. فما الفرق إذن؟
باختصار المقصود من “رحمة” التي وردت في الآيات هي الرحمة بمعناها العام، أي الرحمة التي تعم المؤمن والكافر، وما زالت تتنزل على الجميع حتى يوم القيامة، ولم تفتح كلها بعد مثل تائها المقبوضة، أما تاء “رحمت” فقد فتحت لأنها رحمة قد أنزلت بالفعل وفتحت.
و_ سنة ، سنت:
ذكرت كلمة “سنة” في القرأن الكريم ست مرات في الآيات التالية:
{ لا يؤمنون به ۖ وقد خلت سنة الأولين } الحجر: 13
{ سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ۖ ولا تجد لسنتنا تحويلا } الإسراء: 77
{ وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدىٰ ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين } الكهف: 55
{ ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له ۖ سنة الله في الذين خلوا من قبل ۚ} الأحزاب : 38
{ سنة الله في الذين خلوا من قبل ۖ ولن تجد لسنة الله تبديلا } الأحزاب: 62
{ سنة الله التي قد خلت من قبل ۖ ولن تجد لسنة الله تبديلا } الفتح: 23
أما كلمة “سنت” فقد ذكرت ثلاث مرات في الآيات التالية:
{ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين } الأنفال: 38
{ فهل ينظرون إلا سنت الأولين } فاطر: 43
{ سنت الله التي قد خلت في عباده } غافر:85
وقد كتبت “سنة” بالتاء المربوطة أو المقبوضة عندما يكون الحديث في الآيات عن طريقة أو كيفية التعامل الإلهي التي لا تتغير ولا تتبدل مع الأمور أو القضايا الدنيوية، التي تدل على أن الأمر مغلق ومحدد أو بالأحرى مخصص.
{ ولا تجد لسنتنا تحويلا } – { ولن تجد لسنة الله تبديلا } -{ ولن تجد لسنة الله تبديلا }
وكتبت “سنت” بالتاء المفتوحة أو المبسوطة عندما يكون الحديث في الآيات عن طريقة أو كيفية التعامل الإلهي مع الأمور أو القضايا الأخروية، التي تدل على أن الأمر مفتوح ولم يحدد، أي أن الأمر عام ومفتوح ومن ثم تكون “سنت” هنا ضمن السنة المفتوحة كتائها.
ز_ شجرة ، شجرت:
ورد ذكر كلمة “شجرة” ستة عشر مرة، أما “شجرت” فقد ورد ذكرها مرة واحدة:
{ إن شجرت الزقوم * طعام الأثيم } الدخان 43-44
كما ورد ذكر الزقوم في القرأن الكريم ثلاث مرات في سور الدخان 43 والصافات والواقعة:
{ أذٰلك خير نزلا أم شجرة الزقوم} الصافات: 62
{ لآكلون من شجر من زقوم } الواقعة: 52
والحديث في سورة الواقعة 52 عن شجر من زقوم، وهذ ليس بيت القصيد، لأن ما يعننا هو الفرق بين “شجرة ، شجرت”. ومن ثم نطبق هنا القاعدة، التي استخدمناها في تفسير الفرق بين “امرأة ، امرأت” وهي إذا كان الاسم – وهنا هو شجرة الزقوم – مجهولا ، غير محدد، ولم يسبق الاطلاع عليه، ومعرفة حقيقته، فإنه يكون مغلقا، ومما يؤكد ذلك أن الله يصف لنا هذه الشجرة بأنها تشبه رؤوس الشياطين، التي لم نرها ومجهول أمرها مثل أمر هذه الشجرة، فكتبت بتاء مربوطة. أما في سورة الدخان 43 فكتبت “شجرت الزقوم” بالتاء المفتوحة، لماذا؟ لأن الحديث هنا عن شجرة قد عرفت بالفعل للآثمين:
{ إن شجرت الزقوم * طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم } الدخان 43- 46
ثم ماذا يحدث لهم بعد أكلهم منها:
{ خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم إن هذا ما كنتم به تمترون } الدخان : 47-50
ومن سياق الآيات يتبين لنا أن هذه الشجرة من أشجار جهنم، ولما تحدث الله عن ما يحدث لأهل النار، الذين أكلوا من شجرة الزقوم، التي أصبحت معروفة لديهم فبسطت تاؤها في الرسم.
ح_ فطرة ، فطرت:
لم ترد كلمة “فطرة” في القرأن الكريم، ومعنى ” فطرة” كما جاء في قاموس المعاني هو:
“•الفطرة: الخلقة التي يكون عليها كل موجود أول خلقه.
•الفطرة: الطبيعة السليمة لم تشب بعيب، ما ركزه الله في الإنسان من قدرة على معرفة الإيمان.”
والفطرة تعني فوق ذلك أيضا “الصبغة” التي خلق الله عليها الإنسان.
أما كلمة “فطرت” فقد وردت مرة واحدة وتاؤها مبسوطة في الآية التالية:
{ فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } الروم: 3
وفتحت تاء “فطرت” في هذه الآية، لأنها الفطرة، التي بدأت مع خلق الإنسان، أي الفطرة المعروفة منذ بدء الخليقة، فهي مكشوفة معروفة للناس فكتبت تاؤها مبسوطة.
ي_ قرة ، قرت:
كل ما جاء في القرأن الكريم من ذكر “قرة” بالتاء المغلقة ورد في الآيتين:
{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } السجدة : 17
{ والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } الفرقان: 74
أما “قرت” فقد جاء ذكرها في موضع واحد هو قوله تعالى: { وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا } القصص: 9
ذكرت “قرة” المقبوضة التاء في الموضعين السابق ذكرهما، وهما قرتان لم تتحققا بعد، فالأولى فيهما أمر لا يعرف أحد متى سيحدث إلا الله، إذن فهذا أمر مجهول، فيكتب بتاء مربوطة. أما الآية الأخرى فهي دعاء واستجابتة راجعة إلى الله وحده ، فالقرة في الآيتين السابقتين رسمت مقبوضة مطابقة لحال كل منهما.
أما الموضع الثالث فاختلف عن الموضعين السابقين؛ لأن قرة العين قد تحققت بالفعل، فامرأة فرعون العقيمة؛ يتبدل حالها، ويصبح بين يديها ولد حاضر، أو بالأحرى “قرت عين” وجدت بالفعل، وليس قرت عين موعودة بها، فبسطت تاؤها مطابقة للواقع.
ك_ لعنة، لعنت:
قبضت تاء كلمة “لعنة” في اثني عشر موضعا، وبسطت مرتان فقط هما:
{ فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين } آل عمران: 61
{ والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين } النور: 7
أما الموضعان اللذان بسطت فيهما التاء، فأولهما كان سبب نزول هذه الآية هو مباهلة رسول الله ووفد نصارى نجران، وهذا أمر قد حدث بالفعل، وعرف للجميع، فبسطت تاؤها:
وأما الموضع الثاني؛ فكان في حديث اللعان بين الزوجين في سورة النور، والذي أصبح معروفا كيف يتم، ففتحت له اللعنة، مثل تائها.
ل ـ معصية ، معصيت:
لم ترد لفظة “معصية” في القرأن الكريم فليس هناك معصية في الواقع لم يقترفها الإنسان؛ من أكبرها وهي الشرك بالله إلى أصغرها أي اللمم من الذنوب.
أما لفظة “معصيت” فقد بسطت في موضعين:
{ ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله } المجادلة: 8
وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون } المجادلة 9
وقد بسطت تاء “معصيت” في الآيتين السابقتين لأنهما تحذير من الله للجميع، وحتى لا يقع المؤمنون في هذه الخطيئة، أي أن الأمر مكشوف، معروف للكل، ففتحت تاؤها.
ن – نعمة ، نعمت:
قبضت تاء “نعمة” في ستة وعشرين موضعا، وبسطت التاء في أحد عشر موضعا هي:
{ واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به ۚ واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم } البقرة: 231
{ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ۚ واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم علىٰ شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ۗ كذٰلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون } آل عمران: 103


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 40.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 40.28 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.53%)]