عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 19-04-2024, 12:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,363
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته

العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (9-10)

تميز الأداء في العمل التطوعي



العمل التطوعي أسسه ومهاراته، سلسلة مقالات أردت منها إحياء سنة التطوع، فهو من أنبل الأعمال وأفضلها؛ لما فيه من عظيم الأجر، والنفع والخير للبلاد والعباد، فبه يستقر المجتمع وتحصل المحبة والألفة والوئام بين المسلمين، وتتحقق به مواساة أهل العوز والحاجة وإزالة أسباب الأحقاد من الصدور، وفيه نشر الألفة بين الناس، والتعاون على البر والخير بعيداً عن الفردية أو الأنانية أو السلبية .
وحينما نقلب صفحات تاريخنا الإسلامي نجد نماذج رائعة من الأعمال التطوعية التي كان لها الدور الفاعل في التنمية والحضارة، والتي وفرت الحياة الكريمة لكل إنسان في المجتمع المسلم، وخففت معاناة أهل الحاجة والعوز، ودفعت الطاقات البشرية لتسخر جهودها لمنفعة البلاد والعباد، وهذا ما حثت عليه شريعتنا الغراء، فالعمل التطوعي هو جزء من عقيدة المسلم وحياته اليومية.
ولتبيان الحقائق نقدم سلسلتنا في العمل التطوعي، وستكون حلقتنا التاسعة حول الأداء المتميز في العمل التطوعي :
الاهتمام بالعنصر البشري في المؤسسات التطوعية ضرورة عاجلة لتطوير العمل، ولن يكون ذلك إلا بإشاعة جو العمل بإخلاص واحتساب الأجر والمثوبة في هذا العمل ، وإتباع أسلوب الحوافز (للدعم المعنوي والمادي)، وتوفير وتهيئة الجو الاجتماعي والشرعي في المؤسسة، والضرورة القصوى أن نلمس رضا المتطوعين عن المؤسسة التي ينتمون لها، وأداءهم فيها؛ فنحن في أمس الحاجة إلى قدرات بشرية تطوعية، قادرة على الارتقاء والتطوير مع الالتزام بالضوابط الشرعية .
لذا فالنجاح في الأداء يتوقف على مدى إدراك كل فرد بالمؤسسة التطوعية لأهداف ورؤية ورسالة مؤسستهم، ومدى حافزيتهم لتحقيقها مهما كانت قوة العواصف والاضطرابات التي تواجهها المؤسسة، والربط بين الأشياء أو الأفكار التي تبدو من النظرة الأولى على أنها غير مترابطة .
وحتى نصل إلى مرحلة تميز الأداء للمتطوعين، لابد من تنمية قدرات التفكير الإستراتيجي للعمل من منظور إستراتيجي في كافة المستويات، وتذكر وأنت تسير في طريق التميز، الحكمة التالية: «يمكنك أن تحصل على أي شيء تريده في الحياة فقط إذا ساعدت الآخرين في الحصول على ما يريدون».
المحفزات للعاملين في مؤسسة خيرية
في الربع الأول من عام 2011م أعددت استبانة لكشف: المحفزات للعاملين في المؤسسات التطوعية، ووزعتها على العاملين في مؤسسة خيرية فاعلة، وكان شرط المشاركة لمن أمضى أكثر من عشر سنوات في هذا المجال، بهدف جمع البيانات من شريحة عاملة في القطاع الخيري، ومن جمعية محددة حول المحفزات في العمل؛ للوقوف على أهم ما يريده المنتسب إلى القطاع الخيري والتطوعي في عمله.
ولحرية كتابة المشارك رأيه بكل شفافية، جعل السؤال باستخدام الصيغة المفتوحة: ما الذي يحفزني في العمل؟ اكتب أهم خمسة أمور في نظرك تريدها في عملك بخلاف الراتب والمزايا المادية.
وشارك في الاستبانة 30 مشاركاً، من أقسام وخبرات مختلفة في مؤسسة خيرية وهم من العاملين مقابل أجر، وحسب نتائج الاستبانة فإن أهم خمس مزايا يريدها الموظف (في القطاع الخيري) في عمله، وتعمل على تحفيزه إن تحققت (خلاف الراتب والمزايا المادية)، وهي مرتبة تنازلياً:
1. أن تكون هناك فرص للتدريب لزيادة المهارات، والتعلم المستمر، وتنمية القدرات.
2. أن تقدر جهودي في العمل، وأكرم على إنجازي المميز.
3. أن تعقد اللقاءات الدورية مع المسؤولين.
4. أن أحقق نتائج في عملي وأرى هذه النتيجة.
5. أن يستمع لي المسؤول ويسمح لي بالمشاركة فيما يسهم في الإنجاز والارتقاء.
وهكذا أوضحت نتائج الاستبانة الحاجات والرغبات التي يأملها العاملون من مؤسساتهم الخيرية والتطوعية لرغبتهم في العطاء والإنجاز بشكل أفضل إن توافرت لهم تلك المحفزات .
ولا شك أن المؤسسة التطوعية المتميزة لا بد أن تتمتع بالآتي :
1. قيادة فاعلة وتحسين مستمر .
2. موارد بشرية محفزة ومشاركة.
3. سياسة وإستراتيجية واضحة.
4. استثمار أفضل وموجه للموارد.
5. علاقات تتميز بالشراكة والمسؤولية.
6. إجراءات العمل موجهة نحو خدمة الأهداف.
7. مقاييس محددة لتقييم الأداء.
وهذا لا يتحقق إلا باتخاذ عدة وسائل لتدريب المتطوعين على أسس الإدارة وعلى المهارات المتخصصة التي يتعين معرفتها لتطوير الأداء والارتقاء وإكسابهم مهارات وخبرات تحسن أداءهم وترفع المستوى في جهاتهم التطوعية.
وبرامج التدريب لا تعني بحال من الأحوال تدني مستوى المتطوع قبل تدريبه، وإنما تعني أن هناك مستوى أفضل من الأداء يطمح في الوصول إليه؛ وحيث إنه من الطبيعي أن يوجد التفاوت في أداء المتطوعين، فإن التدريب وتحسين الأداء يوفر للجهة التطوعية فئة متميزة تستطيع أداء الأعمال في حال الاستقرار والطوارئ مما يحقق استمرارية الجهة التطوعية في خدمة الشريحة المستهدفة بخدماتها .


اعداد: عيسى القدومي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]