عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 16-04-2024, 07:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,357
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته

العمل التطوعي … أسسه ومهاراته (3/10) أثر العمل التطوعي على المتطوعين


العمل التطوعي أسسه ومهاراته، سلسلة مقالات أردت منها إحياء سنة التطوع،
فهو من أنبل الأعمال وأفضلها، لما فيه عظيم الأجر، والنفع والخير للبلاد والعباد، به يستقر المجتمع وتحصل به المحبة والألفة والوئام بين المسلمين وتتحقق به مواساة أهل العوز والحاجة وإزالة أسباب الأحقاد من الصدور، وفيه نشر الألفة بين الناس، والتعاون على البر والخير بعيداً عن الفردية أو الأنانية أو السلبية .

وحينما تقلب صفحات تاريخنا الإسلامي تجد نماذج رائعة من الأعمال التطوعية التي كان لها الدور الفاعل في التنمية والحضارة؛ التي وفرت الحياة الكريمة لكل إنسان في المجتمع المسلم، وتخفيف معاناة أهل الحاجة والعوز، ودفعت الطاقات البشرية لتسخر جهودها لمنفعة البلاد والعباد، وهذا ما حثت عليه شريعتنا الغراء، فالعمل التطوعي هو جزء من عقيدة المسلم وحياته اليومية. ولتبيان الحقائق نقدم سلسلتنا في العمل التطوعي، وستكون حلقتنا الثانية في الحكمة من مشروعية، واهتمام الإسلام بالعمل الاجتماعي .
للمتطوعين عند الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا تطمئن النفوس وتسعد القلوب، ويبارك الله لهم في أعمالهم وأعمارهم وأموالهم، ويجبب الله الناس إليهم، ويقدرون في مجتمعاتهم، وتفرج كروبهم، ويتيسر عسيرهم، وهذا كله مشروط بإخلاص النية لله تعالى، حتى ينعموا بذلك الجزاء في الدنيا.
أما في الآخرة، فلهم الأجر الجزيل من رب العالمين، وتثقل موازينهم بالحسنات، وتكون أعمالهم التي بذلوها وتطوعوا بها في الدنيا شفيعاً لهم، ووقاية من نار جهنم، وتولجهم الجنة، ويشهد لهم كل عضو في أجسادهم على فعلهم للخير، وبذلهم لأنفسهم في خدمة البلاد والعباد فلهم غاية الإكرام من الله تعالى، ويقال لهم: «كلوا وأشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية» الحاقة : 24.
وفي الشريعة الإسلامية المتطوعون ينعمون بالآتي:
1- محبة الله للمتطوعين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا» صحيح الجامع.
2- محبة الناس لهم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض». صحيح البخاري. ومما فطر عليه الناس محبة المحسن:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان
3- حفظ الله ورعايته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال:«وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه». صحيح البخاري.
4- من أحسن الناس قولاً وفعلاً : قال تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33)
5- اغتنام الأوقات بالنافع من الأعمال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم». السلسلة الصحيحة.
6- خلفاء في الأرض : قال تعالى:{وَلْتَكُن ْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104/آل عمران).
وقال سبحانه : {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه}
7-ينعمون بالسعادة والاطمئنان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن رجلاً شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسوة قلبه، فقال: امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين». مسند أحمد.
8- تفرج كروبهم، ويتيسر عسيرهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». سنن أبي داود
9- غاية الإكرام من الله تعالى: قال الله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}. وقال صلى الله عليه وسلم : « إذا أراد الله بعبد خيرا عسله ، قيل : و ما عسله ؟ قال : يفتح له عملا صالحا قبل موته ، ثم يقبضه عليه». صحيح الجامع
10- ينالون أعلى الدرجات في جنات النعيم : قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}
أهمية العمل التطوعي :
للعمل التطوعي أهمية على مستوى الفرد والمجتمع وتتركز بالآتي :
(1) باب للأجر والمثوبة من الله تعالى.
(2) زيادة النماء الاجتماعي، والتقارب بين فئات المجتمع و تماسكهما و تنمية الروابط بينها.
(3) تنمية القدرات والمهارات الشخصية والعلمية والعملية للأفراد في المجتمع.
(4) يوفر الفرص للمشاركة والتفاعل، وتحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع، والمشاركة في اتخاذ القرارات.
(5) زيادة الثقة بالنفس وتطوير القدرة على أداء الأعمال والتخطيط لها.
(6) يتيح الفرص للتعبير عن الأداء والأفكار في القضايا العامة التي تهم المجتمع.
(7) التوعية باحتياجات المجتمع لفئات التي تحتاج مساعدة.
(8) يوفر الفرصة لتأدية الخدمات وحل المشاكل بالجهد الشخصي.
(9) الولاء للمجتمع وإدراك عملية التنمية.
(10) توفير الجهد الحكومي لما هو أهم من المسئوليات الكبرى.
فالغاية من العمل التطوعي والخيري تأسيس نهضة وتنمية اجتماعية شاملة تستلهم المقومات المعنوية الراسخة في الدين, والخلق القويم , والقيم الإنسانية السامية , وإحياء مبادئ التكافل والتراحم والتعاون والتعاضد.

الدوافع في العمل التطوعي :
• الدينية: وهو دافع أساس، يقصد به الثواب والأجر من الله، امتثالاً لما دعت له الشريعة الإسلامية.
• الشخصية: ويرتبط بأسباب وأغراض موجودة داخل نفس المتطوع. فهي التي تسيره وتدفعه للانخراط في العمل التطوعي.
• الاجتماعية: ويرتبط بأهمية إسهام الفرد في المجتمع وتأكيد دورة في الحراك الاجتماعي والعطاء الايجابي وانتمائه لهذا المجتمع.
• القيمية: نتيجة لوجود قيمه المشاركة والإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع.
أنواع العمل التطوعي:
1. العمل التطوعي الفردي: هو ذلك العمل الذي يمارسه الفرد بذاته، كالطبيب الذي يخصص ساعة كل يوم لعلاج الفقراء في عيادته بالمجان، وكالمعلم الذي يفرغ نفسه يوماً ليراجع دروس الطلبة الأيتام مجاناً، وكالمستشار الذي يقدم دراسة تحليلية للأسباب والعلاج لظاهرة أبناء الشوارع ويقدمها للجهات العاملة في علاج تلك الظاهرة.
2. العمل التطوعي المؤسسي: وهو أكثر تماسكاً وتقدماً واستمراراً من التطوع الفردي، وأكثر تنظيماً، وأوسع تأثيراً في المجتمع، ومن خلال المؤسسة الخيرية أو التطوعية، يتطوع الفرد ليكون مشاركاً مع مجاميع العمل التطوعي، فيحدد المجال الذي يرغب، ويقدم فيه جهده وخبرته وإمكاناته بساعات أسبوعية أو يومية معينة.
العمل التطوعي ماذا يحقق للفرد ؟
العمل التطوعي مطلب شرعي ديني وحاجة إنسانية، وضرورة اجتماعية، يحقق للفرد الآتي:
1. الثواب من الله تعالى.
2. السعادة.
3. الراحة النفسية.
4. الثقة بالنفس.
5. بناء القدرات.
6. التعامل مع الناس.
7. الثقافة والإدارة.
8. فتح آفاق جديدة.
9. الإبداع والتجديد.
أهداف مؤسسات العمل التطوعي :
ولمؤسسات العمل التطوعي أهداف لابد أن تكون حاضرة في أذهان العاملين في هذا المجال ، نذكر أهمها :
• تنشيط الحركة الاجتماعية الذاتية بمضاعفة المؤسسات الخيرية والاجتماعية والتطوعية ورفع كفايتها.
• غرس المفهوم الصحيح للعمل الخيري والطوعي الذي يتجاوز المفهوم الضيق الحالي, وليشمل النهضة والتنمية وكل معاني البر والإحسان والعدل والرحمة , وكل المعاني المرتبطة بتكريم الإنسان.
• إحياء قيم التكافل والتعاون, ورعاية ذوي القربى, والجار وذوي الحاجة في المجتمع.
• ترسيخ العمل تضامني بين المواطن والدولة والمجتمع ، فالتنمية الاجتماعية جهد مشترك.
• مساعدة الفقراء وذوي الدخل المنخفض , ومحاربة الفقر , ودرء المخاطر الاجتماعية والأخلاقية المترتبة علية , ومحوها محواً كاملاً.
• دعم ومساندة الفئات الخاصة في المجتمع من المسنين والمعاقين والأيتام وغيرهم.
• تحقيق مبدأ التنمية بالمشاركة , وضرورة المشاركة الشعبية والتي تهد ركيزة من ركائز الرعاية والتنمية الاجتماعية.
• توسيع نطاق العمل الخيري والطوعي ليتجاوز نطاق المحلية إلى إطار الإقليمية والعالمية.



اعداد: عيسى القدومي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 02-05-2024 الساعة 05:52 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.01 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]