عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-09-2022, 06:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي الضغط النفسي .. القاتل الصامت

الضغط النفسي .. القاتل الصامت


رشا عرفة


هل تشعر بصداع وقدرتك على التركيز ضعيفة؟ هل أنت دائما قلق ونومك غير منتظم؟ هل تصدر منك تصرفات غير مسؤولة ؟هل أنت عصبي ؟ هل قدرتك على الاستيعاب والتعلم ضعيفة؟
لو كانت إجابتك بنعم إذن أنت تقع تحت وطأة الضغط النفسي.
والضغط النفسي هو كل تغير، داخلي أو خارجي، إيجابي أو سلبي، يجب علينا التكيّف معه،أو هو حدث يتعرض له الإنسان، ويشعره أن هناك تهديدا ما لسلامته الجسدية أو النفسية، والحدث قد يكون كارثة طبيعية كالزلازل والفيضانات، أو كوارث من صنع الإنسان مثل الحروب ،أو تعرض الفرد لإيذاء جسدي كحوادث الاغتصاب أو السرقة بالإكراه.
وتختلف الطرق التي يتعامل بها كل فرد عندما يقع تحت ثأثير الضغط النفسي، فهناك من يحاول التكيف معه وإيجاد حل للمشكلة المسببة لهذا الضغط، وهناك من يلجأ لحلول قد تساهم في تفاقم العديد من المشاكل، كأن يحاول الهروب مما هو فيه بلجوئه إلى التدخين، وتعاطي المخدرات والكحول والإفراط في الأكل والنوم، والإفراط كذلك في استخدام الحيل الدفاعية النفسية كالإنكار والتبرير والإزاحة…إلخ.
ولكن ترى ما هي مصادر الضغط النفسي ؟ وما هي آثاره السلبية على الفرد؟ وماذا يجب علينا فعله إذا تعرضنا لضغط نفسي؟
مصادر عديدة
لا أحد يستطيع أن ينكر أن الضغط النفسي أصبح وباءً يكتسح العالم ويهدد حياة الإنسان، ولا يوجد إنسان على وجه الأرض لم يقع تحت وطأة هذا الوباء، وكلنا نتعرض له أكثر من مرة في اليوم الواحد ، فهناك مصادر عديدة ومعروفة للضغط النفسي يمكن الاستدلال عليها بسهولة، مثل ‏وجود نزاع عائلي، أو الإصابة بمرض ما ، أو وفاة شخص عزيز على الإنسان ، أو تعرض الفرد لأزمة مالية ، ‏أو الطلاق، أو زحمة السير، أو الفشل في تحقيق هدف ما .
و قد يحدث الضغط النفسي نتيجة صراع داخلي عند الإنسان عندما يكون بصدد الاختيار بين شيئين لهما نفس التأثير عليه، فمثلاً قد يعرض على الإنسان وظيفتان إحداهما ذات عائد مادي كبير، والأخرى عائدها المادي أقل ولكن وضعها الاجتماعي أعلى، فيحتار مابين الاختيارين ويحدث له نوع من الضغط النفسي، و هناك بعض الأحداث التي يستطيع الإنسان السيطرة عليها ويكون متوقع حدوثها إلا أنها قد تشكل ضغط نفسي عند البعض إذا كانت تتحدى قدراتهم ، أو تضطرهم لإعادة تقييم أنفسهم، أو تعرضهم لتقييم الآخرين لهم مثل المقابلات الشخصية.
ولا تمثل التغيرات السلبية فقط المصدر الأساسي لإصابة الفرد بالضغط النفسي بل قد تلعب بعض التغيرات الإيجابية في حياة الشخص دورا في تعرضه لضغط النفسي ، كالزواج أو الولادة أو مباشرة عمل جديد.
آثار مدمرة
والضغط النفسي قد يكون إيجابيا ‏ أي أنه يقود إلى خلق تغيرات وتحديات تعود بالنفع على صاحبه، بحيث تزيد من ‏حسن أدائه، ويزيد من ثقته بنفسه، وقد يكون سلبياً، فيترك وراءه زوبعة من العوارض ‏والعلامات الجسدية والنفسية والسلوكية التي قد تكون عابرة، أو ملازمة
للشخص طوال حياته
فالضغط النفسي يجعل الفرد يشعر بالقلق والخوف والتوجس وعدم القدرة على النوم ،وقد يتسبب الضغط النفسي الذي يتعرض له الشخص في تنمية دافع الانتقام والعنف عنده، وخصوصا فور شعوره بعدم قدرته على تحقيق ما يصبو إليه، وقد يصاب من يتعرض له بالاكتئاب والتبلد، واضطراب الذاكرة، وضعف التركيز والانتباه ،وانخفاض القدرة على التعلم بسبب الشحنات الانفعالية الزائدة الناتجة عن الضغوط التي تمنع العقل من اختزان المعلومات الجديدة.
ولا يقف تأثير الضغط النفسي عند هذا الحد بل يمتد تأثيره المدمر إلى وظائف الجسم المختلفة، فتزداد ضربات القلب من يتعرض للضغط، ويرتفع ضغط الدم، ويزداد معدل التنفس، و تتحفز العضلات ويجف اللعاب حتى يزداد اتساع قنوات التنفس الموصلة للرئتين، وينسحب الدم من الجلد والجهاز الهضمي، ويندفع ناحية العضلات فيبدو الجلد شاحباً، كل ذلك بعمليات معقدة يقودها الجهاز العصبي والغدد الصماء، ومع استمرار التعرض للضغط النفسي يؤدي إلى زيادة حجم الغدة الكظرية، وانكماش في الغدد الليمفاوية وحدوث قرح في المعدة ،وانخفاض في جهاز المناعة، مما يؤدي إلى ضعف في قدرة الجسم على مقاومة الأمراض..
كما أن تعرض الإنسان للضغط النفسي قد يجعله عرضة للإصابة بأمراض القلب، والشرايين، وارتفاع ضغط الدم والبول السكري، والأورام السرطانية، والتهاب المفاصل، بالإضافة إلى احتمال إصابته بالأمراض النفس جسمية مثل الأزمة الربوية.
الحل
ونظرا لما للضغوط النفسية من آثار سيئة على صحة الفرد كان لابد من التعرف على كيفية التقليل من تأثيرات هذه الضغوط علينا وهذا لا يحدث إلا بمحاولة حل المشكلة وذلك بما يلي:
*تعريف المشكلة ومحاولة إيجاد حل لها.
*تعلم كيفية التعايش مع التغيرات الجديدة، وذلك إما بتقليل مستوى الطموح، أو إيجاد هدف بديل لما لم نستطع تحقيقه، أو محاولة البحث عن دعم نفسي من الأصدقاء والأقارب.
*الحرص على ممارسة بعض الألعاب الرياضية.
*محاولة التعرف على السلوكيات السلبية للضغوط النفسية ومحاولة تجنبها بقدر الإمكان.
* محاولة الحصول على قدر كاف من الاسترخاء النفسي والجسماني، ومحاولة السيطرة على الأمور بهدوء دون العصبية. والاستفادة من فترات الإجازات في الراحة والاسترخاء العضلي وتناسي مشاكل العمل والمشاكل الأخرى.
*استشارة الأخصائيين في مجال الطب النفسي أو الحالات النفسية عند الضرورة..
*التخلص من السلوكيات الخاطئة والتي قد تكون ضارة بالصحة مثل التدخين وتناول الكحول أو المخدرات.
* اللجوء إلى الله في كل الأمور.
* قراءة القران الكريم لأنه شفاء يعيد الهدوء للنفس .
وفي النهاية لا نملك إلا القول أن الإيمان بالقضاء والقدر يجعل الإنسان أقوى في مواجهة المحن والضغوط والصبر عليها، فيجب علينا الرضا والتسليم بكل ما كتب علينا، واستعذاب الألم فما أجمل العذاب الذي يقربنا إلى الله، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين قال: “أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل[1]” فمرحباً بالمحن والابتلاءات التي يمتحن بها الله عز وجل عباده المؤمنين يرفعهم بها درجة أو يحط عنهم.
والمؤمن الحق لا تهزمه الأحداث ولا المصائب بل تزيده قوة وصلابة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.58 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]