عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14-10-2019, 04:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة

الدعوة قائمة على مصالح العباد :

يحيى بن إبراهيم اليحيى

الحلقة (3)


(( والرسول - صلى الله عليه وسلم- قام بهذه الدعوة ، فإنه أمر الخلق بكل ما أمر الله به ، ونهاهم عن كل ما نهى الله عنه ، أمر بكل معروف ونهى عن كل منكر ))

الشمول في الدعوة :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( وكلما أحبه الله ورسوله من واجب ومستحب ، من باطن وظاهر ، فمن الدعوة إلى الله : الأمر به ، وكلما أبغضه الله ورسوله ، من باطن وظاهر ، فمن الدعوة إلى الله : النهي عنه .

لا تتم الدعوة إلى الله إلا بالدعوة إلى أن يفعل ما أحبه الله ، ويترك ما أبغضه الله ، سواء كان من الأقوال أو الأعمال الباطنة أو الظاهرة ))

الانشغال بالدعوة والتعليم أولى من العمل الإغاثي في بعض الأحوال ولبعض الأشخاص :
قال الإمام أحمد : حين سأله تلميذه زهير بن أبي زهير ، فقال ( إن فلان - يعني أبا يوسف- ربما سعى في الأمور مثل : المصانع ، والمساجد ، والآبار ؟ قال : فقال لي أحمد : لا ، نفسه أولى به ، وكره أن يبذل الرجل نفسه ووجهه )) .

الجزع والحزن والبكاء لا يقدم للدعوة شيئاً :
قال شيخ الإسلام بن تيمية : (( كثير من الناس إذا رأى المنكر ، أو تغير كثير من أحوال الإسلام ، جزع وكلّ وناح كما ينوح أهل المصائب وهو منهي عن هذا ، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام ، وأن يؤمن بالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، وأن العاقبة للتقوى ، وأن ما يصيبه فهو بذنوبه فليصبر ، إن وعد الله حق ، وليستغفر لذنبه ، وليسبح بحمد ربه بالعشي والإبكار ...

وقوله صلى الله عليه وسلم : (( ثم يعود غريباً كما بدأ )) : أعظم ما تكون غربته إذا ارتد الداخلون فيه عنه ، وقد قال تعالى : مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلَ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ، فهؤلاء يقيمونه إذا ارتد عنه أولئك .

وكذلك بدأ غريباً ولم يزل يقوى حتى انتشر ، فهكذا يتغرب في كثير من الأمكنة والأزمنة ثم يظهر حتى يقيمه الله عز وجل ، كما كان عمر بن عبد العزيز لما ولي قد تغرب كثير من الإسلام على كثير من الناس حتى كان منهم من لا يعرف تحريم الخمر ، فأظهر الله به في الإسلام ما كان غريباً )).

المفهوم الشامل للتدين :
قال ابن القيم : (( ليس الدين بمجرد ترك المحرمات الظاهرة ، بل بالقيام مع ذلك بالأوامر المحبوبة لله ، وأكثر الديّانين لا يعبأون منها إلا بما شاركهم فيه عموم الناس ، وأما الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والنصيحة لله ورسوله وعباده ، ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه ، فهذه الواجبات لا تخطر ببالهم فضلاً عن أن يريدوا فعلها ، وفضلاً عن أن يفعلوها ، وأقل الناس ديناً وأمقتهم إلى الله : من ترك هذه الواجبات ، وإن زهد في الدنيا جميعها ، وقل أن ترى منهم من يحمر وجهه ويمعره لله ويغضب لحرماته ، ويبذل عرضه في نصرة دينه ، وأصحاب الكبائر أحسن حالاً عند الله من هؤلاء )).

الخلل والعيب فينا :
(( كان بعض السلف الصالح يقول : يا له من دين لو أن له رجالاً )).

كن مقتدياً تكن قدوة :
سئل التابعي وهب بن منبه اليماني عن صفة المسلم قال : (( يقتدي بمن قبله ، وهو إمام لمن بعده)

والى لقاء قادم ان شاء الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.78 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]