عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 15-11-2021, 04:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لامية الشنفرى .. تحليل وتذوق

فَضَجَّ وَضَجَّتْ بالبَرَاحِ كأنَّها

وإيّاهُ نُوحٌ فَوْقَ عَلْيَاءَ ثُكَّلُ




وأغْضَى وأغْضَتْ وَاتَّسَى واتَّسَتْ به

مَرَامِيلُ عَزَّاها وعَزَّتْهُ مُرْمِلُ




شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ

وَلَلْصَبْرُ إنْ لَمْ يَنْفَعِ الشَّكْوُ أجْمَلُ




وَفَاءَ وَفَاءَتْ بَادِراتٍ وَكُلُّها

على نَكَظٍ مِمَّا يُكَاتِمُ مُجْمِلُ






فهو يخرج لطلب القوت مثل الذئب الذي دعا أصحابه ليشاركوه البحث عنه، "وواضح أن الشاعر أسقط على الذئب كل ما يجيش في نفسه، إذ كان بلوغ القوت هو أمنيته التي تهيئ له الحياة الكريمة والاستقرار في ظل عشيرة وأهل ينعم في الحياة معهم، وهو غير قادر على تحقيق ذلك بدون الذئب السريع الذي يوصله إلى الزاد عبر المفاوز المقفرة والمسافات الطويلة، لذا صور الذئب بهذه الصورة ليحقق لنفسه الغاية المنشودة"[15].




"فاستطاع الشاعر أن يصنع علاقة معاناة وتشرد وخوف وضياع بينه وبين الذئب، إذ إنه بوجود الأهل والقوت يتحقق الرخاء والاستقرار والأمن، وغيابهما يدخله في دائرة البؤس والشقاء ورفض الواقع المعيش، والبحث عن واقع بديل من وجهة نظر الشاعر هو أفضل مما هو كائن، وهذا ما أشقى الشاعر وأضناه، إذ إنه حاول الخروج من دائرة الأهل والعشيرة واللجوء إلى عالم آخر يتكامل معه" وهو عالم الحيوان:





وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُون : سِيدٌ عَمَلَّسٌ

وَأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وَعَرْفَاءُ جَيْأَلُ




هُمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّرِّ ذَائِعٌ

لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْذَلُ







وهذا يذكرنا بقول الشاعر:





عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى

وصوت إنسان فكدت أطير







ونجد صورة القطا تدلنا على مثل هذا التكامل، إذ نجد الشاعر يسقط مشاعره وأحاسيسه وحالته النفسية على هذا الطائر:





وَتَشْرَبُ أسْآرِي القَطَا الكُدْرُ بَعْدَما

سَرَتْ قَرَبَاً أحْنَاؤها تَتَصَلْصَلُ




هَمَمْتُ وَهَمَّتْ وَابْتَدَرْنَا وأسْدَلَتْ

وشَمَّرَ مِنِّي فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ




فَوَلَّيْتُ عَنْها وَهْيَ تَكْبُو لِعُقْرِهِ

يُبَاشِرُهُ منها ذُقُونٌ وَحَوْصَلُ




كأنَّ وَغَاها حَجْرَتَيْهِ وَحَوْلَهُ

أضَامِيمُ مِنْ سَفْرِ القَبَائِلِ نُزَّلُ




تَوَافَيْنَ مِنْ شَتَّى إِلَيْهِ فَضَمَّهَا

كما ضَمَّ أذْوَادَ الأصَارِيمِ مَنْهَلُ



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]