الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 16-03-2023, 08:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة - 1160



الفرقان


أخلاق المرأة المسلمة

الخلق الحسن للمرأة المسلمة هو قوام حياتها، وعليه مدار سعادتها فإن رزقته فقد رزقت كل خير، وإن حرمته فقد حرمت من كل خير، قال - صلى الله عليه وسلم - في بيان شرف حسن الخلق: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» (رواه البخاري والترمذي وأحمد)، ومن الأخلاق الفاضلة التي يجب على المرأة المسلمة الحرص عليها ما يلي:
1- الصبر
وهو أن تحبسي نفسك على الطاعات، وفعل الخيرات بلا ضجر ولا ملل، كما تحبسينها بعيدة عن المعاصي وعن كل خلق سيئ كالكذب والخيانة والغش والخسة، والكبر، والعجب، والبخل والشح والجوع، بإظهار عدم الرضا بحكم الله، ومجاري أقداره في عباده.
2- الصفح والإعراض
الصفح والإعراض عن كل ما تسمعين من كلمة نابية، أو حركة عنيفة فلا تردي على السيئة بالسيئة، ولكن بالحسنة وهي الكلمة الطيبة، قابلي الجفاء والغلظة من أفراد عائلتك بالعطف، والرحمة، واللين، وإن علت أصواتهم اخفضي صوتك، وإن قبحت كلماتهم جملي لفظك، رطبي كلماتك، بهذا تملكين قلوبهم، وتظفرين بودهم، وقربهم، وحسن معاملتهم، قال -تعالى-:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف:199).
3- الحياء والاحتشام
إن الحياء كله خير فألزمي نفسك بهذا الخلق فإنه أخو الإيمان، وجماع البر والإحسان، فاستحيي من الله -تعالى- حق الحياء، فلا يراك على ما يكره، واستحيي من الملائكة فلا تتكشفي في خلوتك ما استطعت، واستحيي من زوجك وأهلك ومن سائر الناس، فلا تقولي البذاء، ولا تنطقي بالفحش، ولا تعملي عملا، أو تقولي قولا يجانب الحشمة والحياء.
4- كوني سخية
فلا تبخلي بفضل طعام، أو شراب، أو كساء، أو دواء، ابذلي المعروف، وتصدقي من مالك أو مال زوجك بعد استئذانه فتشاطريه الأجر والمثوبة، وتسلمي من العقوبة؛ فإن الله -تعالى- يقول: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل: 5- 7).
لا سبيل إلى إصلاح المجتمع إلا بإصلاح المرأة
إن المرأة بمنطق الإحصاء والتعداد نصف المجتمع، ولكنها بحكم تأثيرها في زوجها وأولادها ومحيطها أكثر من النصف، ولهذا قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
فالمرأة أكثر من نصف المجتمع، وهي إحدى قواه الفاعلة وتقوم بدور مهم في صياغة حركته، ولهذا لا سبيل إلى إصلاح المجتمع إلا بإصلاح المرأة أولا.
نماذج نسائية مضيئة في عمل الخير
لم تتخلف نساء المسلمات عن ركب العمل التطوعي في سبيل الله -تعالى-، وإن صدر الإسلام ليذخر بنماذج مضيئة من أمهات المؤمنين ومن المسلمات اللاتي ضربن أروع الأمثلة في العمل التطوعي، نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر ومن هؤلاء النسوة السيدة خديجة بنت خويلد (أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها)، فقد بذلت جهدها ومالها في مؤازرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد قال عنها - صلى الله عليه وسلم -: «وواستني في مالها إذ حرمني الناس»، ومنهن أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها-، التي قال عنهـــا الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «أسرعكن لحاقا ًبي أطولكن يدًا» رواه مسلم والمقصود بطول اليد: كثرة مدها بالعطاء للفقراء، فقد كانت -رضي الله عنها- تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء، وتقول عنها عائشة -رضي الله عنها-: «ولم أر امراة قط خيراً في الدين من زينب بنت جحش، وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به لله -تعالى» (رواه مسلم ج 7/136)، ومنهن الشفاء بنت عبد الله: التي كانت تقوم بتعليم نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا سيما حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- القراءة والكتابة.
ارتداء الحجاب واجتناب الاختلاط تعبُّدٌ لله -عزوجل
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: ارتداء الحجاب واجتناب الاختلاط ليست عاداتٍ وتقاليدَ بل تعبُّدٌ لله -عز وجل-، ونحن ننكر على الذين يقولون: هذه عاداتنا وتقاليدنا، فيجعلون الحجاب وبُعْد المرأة عن الرجل من العادات والتقاليد، هذا كذب وليس بصحيح، وهو أمر له خطورته؛ لأنه يؤدي إلى أن يُغير هذا الحكم الشرعي في يوم من الأيام ويُقال: إن العادة اختلفت والتقاليد انتفت، ونحن نريد أن نُدخل منهجًا جديدًا وعادة جديدة! ثم يُغيِّرون حكم الله بسبب ما وصفوا هذا الحكم الشرعي بما ليس وصفًا له؛ حيث جعلوه من العادات والتقاليد، والواجب على مَنْ يتكلَّم عن هذه الأمور أن يتكلَّم بالمعنى الصحيح، ويقول: هذا من الدين الذي لا يمكن تغييره، ولا يمكن للعادات أن تُغيِّره.
الندية من أكبر معاول الهدم للحياة الأُسريَّة
الندية من أكبر معاول الهدم للحياة الأُسريَّة الناجحة؛ لذلك كان من حكمة الله -تعالى- في خلق آدم -عليه السلام- من تراب، وخلق زوجه من ضلعه الأشأم هي: إلغاء الندية بين أول زوجين على وجه الأرض، كما تكون قطعة منه غالية عليه من الصعب قطعها وفراقها، وأن تكون قريبة من قلبه، يحنو عليها ويعطف، ويتودَّد إليها، وأن تكون تحت قيادته وإمرته.
من يربي النشء على القيم؟
عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان، بنوا سور الصين العظيم، واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات، وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه، بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب، فقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس؛ فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم.
يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي: (اهدم الأسرة - اهدم التعليم - أسقط القدوات والعلماء).
- ولكي تهدم اﻷسرة: عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها بـ(ربة بيت).
- ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
- ولكي تسقط القدوات: عليك بـ(العلماء) اطعن فيهم وقلل من شأنهم لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.
فإذا اختفت (اﻷم الواعية)، واختفى (المعلم المخلص)، وسقطت (القدوة) فمن يربي النشء على القيم؟



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.24 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]