الموضوع: اللغة في الشعر
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-12-2022, 04:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللغة في الشعر

اللغة في الشعر



د. إبراهيم عوض




ثم قصيدة مكونة من خمسة وثلاثين بيتًا
[46]، فيها كلمتان غريبتان؛ هما:


الضَّرَب (بفتح الضاد والراء: العسل)، والمخشلب: (خرز أبيض).

وبعد ذلك تأتي قصيدة أبياتها ثلاثة وأربعون، ليس فيها من الغريب شيء، ثم أخرى أبياتها ستة وثلاثون[47] ليس فيها إلا:

قُفّ (بضم القاف وتشديد الفاء: الغليظ من الأرض لا يبلغ أن يكون جبلًا)، فقصيدة من أربعين بيتًا ليس فيها شيء، ثم تليها أخرى من تسعة وثلاثين[48] فيها:
مثجم: (غزير متزايد)، الفرصاد: (ثمر التوت الأحمر)، فقصيدة من سبعة وثلاثين بيتا[49] فيها الألفاظ التالية: تطس: (تضرب بشدة)، والجَداية (بفتح الجيم: الغزال) والندس: (الفطن، وقد مرت)، الهِبرِزِي (بكسر الهاء والراء والزاي وتشديد الياء: الجميل الوسيم، السيد الكريم).

ثم مقطوعة من أربعة أبيات تخلو من الغريب، فقصيدة من سبعة وثلاثين بيتًا[50] فيها لفظه واحدة هي خدال (وصفًا للسيقان: غلاظ)، فأخرى من أربعة وأربعين[51] فيها لفظتان اثنتان هما الإسئاد: (إدمان السير)، والرُّحَضاء (بضم الراء وفتح الحاء: عرق الحمى، وقد تجوزت في عدها من الغريب)، ثم أرجوزة على روي اللام فيها من الغريب أكثر من أي قصيدة مضت[52]، وسوف نتناولها مع غيرها من الأراجيز فيما بعد؛ لأن لهن وضعًا خاصًّا.

ثم قصيدة أخرى مكونة من ثلاثة وعشرين بيتًا[53] فيها لفظة واحدة: النَّفُود (بفتح النون وضم الفاء مع مدها: العدم).
فقصيدة من ثلاثة وأربعين بيتًا[54] فيها كلمتان: العرامس (النوق الصلاب)، والمجفِرة (اسم فاعل: الواسعة الجنبين).

فقصيدة من سبعة وأربعين بيتًا[55] لا تضم من الغريب فيما لاحظت إلا (الغُرَيرِي) (بضم الغين وفتح الراء الأولى وكسر الثانية وتشديد الياء: الفحل الكريم).

ثم تلي ذلك سبع قصائد أبياتها نحو مائة وثلاثين، وثلاث وعشرون مقطوعة أطولها من خمسة أبيات ومعظمها ثلاثة أبيات، وليس فيها إلا ثماني كلمات؛ هي:
أزل (على وزن أفعل: قليل اللحم)، وطِمِرَّة (بكسر الطاء والميم وتشديد الراء: الوثابة)، والقمقام: (السيد)، والبرسام: (علة تجلب الهذيان)، وعُذافر (بضم العين: العظيم الشديد من الإبل) والخِير (بكسر الخاء: الكرم)، والنَّشْح (بفتح النون وسكون الشين: الشرب القليل)، ونأم (زأر)، وهكذا مع بقية القصائد التي نظمها قبل اتصاله بسيف الدولة، فهي إما لا تشتمل على غريب أو إن اشتملت فعلى كلمة أو كلمتين أو ثلاث.
(أما المقطوعات، فقليلًا ما تحتوي على شيء من الغريب).

ويشذ عن ذلك (غير أرجوزة نرجئ الحديث عنها إلى ما بعد) ثلاث قصائد احتوت كل منها على عدد أكبر من ذلك، وأولاها (42 بيتًا) تلك التي مطلعها:
لك يا منازلُ في القلوبِ منازلُ ♦♦♦ أقفرتِ أنتِ وهنَّ منك أواهلُ

وهي في مدح القاضي أحمد بن عبدالله بن الحسين الأنطاكي[56]، وها هو الغريب الذي وجدته فيها:
سجر: (ملأ، ألهب)، وقنابل (جمع قَنبلة، بالفتح: الطائفة من الخيل من ثلاثين إلى أربعين)، وأم دفر وأم الدهيم: (اسمان للداهية)، والحُلاحِل (بضم الحاء الأولى وكسر الثانية: السيد الركين).

أما ثانيتهما، فهي الزائية (38 بيتًا) التي مدح بها أبا بكر علي بن صالح الروذبازي[57]، وهي الزائية الوحيدة بين مقطوعاته وقصائده وأراجيزه.

والملاحظ أن كل ما فيها من غريب هو من ألفاظ القافية ما عدا كلمة واحدة، وهي: العنتريس: (الناقة الغليظة الشديدة)، وعددها كلها ست كلمات؛ وهي:
الجُراز (بضم الجيم: القاطع)، والأجواز (جمع جوز: وسط الشيء)، وسام الركاز: (عروق الذهب)، والنُّحاز (بضم النون: داء يسبب للإبل السعال الشديد)، والأقواز (جمع قَوز، بفتح القاف: الكثيب الصغير)، والخازباز: الذباب، وهو في الأصل حكاية صوته)، ثم الثالثة، وهي شينيته في مدح أبي العشائر (36 بيتًا)، وأولها:
مبيتي من دمشقَ على فراشِ ♦♦♦ حشاه لي بحرِّ حشايَ حاشِ
وهي كذلك الشينية الوحيدة في شعره[58].

فإذا أضفنا أن تسعة من ألفاظها الغريبة التي تبلغ عشرة هي كلها ألفاظ فلربما أعطانا هذه إلماحة إلى سر كثرة الغريب في هذه القصيدة؛ إذ لعل محفوظه من الألفاظ المعتادة التي تنتهي بالشين، (وبخاصة إذا كان يسبقها ألف) كان قليلًا، فلذلك كان يستعين مضطرًا بالغريب، (ومثلها في ذلك الزائية)، وهذه الألفاظ؛ هي:
المُشاش (بضم الميم وفتح الشين: رؤوس العظام الرخوة)، والمحاش (اسم مفعول: ما أحرقته النار)، وراش (اسم فاعل: الخوار الضعيف)، والاحتراش: (صيد الضب)، والنستجاش (الذي يطلب منه الجيش)، والعِشاش (بكسر العين: النخل الدقيق القليل السعف، جمع (عَشَّة)، بفتح العين وتشديد الشين)، والجِحاش (بكسر الجيم: المدافعة، والخِشاش (بكسر الخاء: عود يدخل في أنف البعير يشد فيه الزمام)، والغِشاش (بكسر الغين: العجلة)، والفِياش (بكسر الفاء: المفاخرة)، أما الكلمة التاسعة، فهي المناقلة (إسراع نقل القوائم).

من هذه الإحصائيات التي أرجو ألا تكون قد أملَّت القارئ وأنفدت صبره، يتبين لنا أن أوائل شعر المتنبي تكاد تخلو من الغريب، وأن القصائد التي يكثر فيها الغريب بعد ذلك (أربعة ألفاظ فصاعدًا، وأكثرها لم يتجاوز التسعة الألفاظ) هي جد قليلة، وأن أكثر غريبها إنما يتركز في القوافي، وأن القافيتين اللتين فازتا بنصيب الأسد من هذا الغريب هما الزاي والشين، وقد حاولنا فيما مضى أن نخمن السر في ذلك.

كذلك لا بد من الإشارة إلى أن الغريب الذي درسناه حتى الآن، والذي ورد فيما يقرب من نصف شعر المتنبي ليس مقصورًا على المعاني والأدوات البدوية، بل لا تشكل هذه المعاني والأدوات أكثره.
هذا بالنسبة لشعره قبل سيف الدولة.

أما في حلب، فقد عددت له نحو ستين لفظة غريبة في نحو 270 صفحة (من ص5 إلى ص273، ومتوسط ما في الصفحة من أبيات ستة أبيات)، على حين عددت له في مصر نحو 23 لفظة غريبة في نحو 80 صفحة فقط (من ص 294 إلى ص 373).

ومن هذه الإحصائيات التقريبية يتبيَّن لنا أن غريبه في مصر أكثر منه في حلب، مما يدل على أن تنبه أنيس المقدسي إلى لجوئه أحيانًا إلى الغريب في حلب وعدم تنبهه إلى نفس الشيء في مصر، هو على عكس الأحرى، كما يدل أيضًا على عدم صحة دعوى المرحوم د. النعمان القاضي، القائلة بأن شعر المتنبي في مصر قد تخلص من الغريب بسبب سهولة الحياة في مصر، وكونها بيئة زراعية، وسماحة الروح المصرية[59]، وربما دفعه إلى هذا الحكم المتعجِّل أنه لم يراعِ أن القصائد التي نظمها الشاعر في مصر قليلة جدًّا بالقياس إلى قصائده في حلب، فإذا أضفنا إلى ذلك أن عددًا من قصائد المتنبي في مصر هي قصائد ذاتية؛ كقصيدته التي مطلعها:
بم التعللُ لا أهل ولا وطن ♦♦♦ ......................

وقصيدته:
صحِب الناسُ قبلنا ذا الزمانا ♦♦♦ وعناهم مِن شأنِه ما عنانا

وقصيدته في الحمى، وأن قصائده الذاتية، كما لاحظت، ينعدم فيها الغريب، وإذا وجد فكالمنعدم تأكد لدينا أن ملاحظة د. النعمان ينقصها الدقة تمامًا؛ إذ إن غريب المتنبي في مصر برغم ذلك كله لا يكاد يقترب من نصف غريبه في حلب، مع أنه لا نسبة بين عدد قصائده وأبياته عمومًا في حلب وأمثالها في مصر.

كذلك لا صحة لما قاله د. النعمان من أن المتنبي في مقصورته التي قالها لدى مغادرته مصر، قد انطلق فيها إلى ما كان ودعه في مصر من جهامة الألفاظ وخشونتها وغلظها وغرابتها، فإن هذه المقصورة لا تحتوي إلا على خمسة ألفاظ غريبة؛ هي: (الخيزلي، والهيدبي، ودئداؤها، والكفاف، والتوى)، وهي كما ترى ليس فيها من الغلظ شيء، ويبدو أن امتلاء الأبيات من السادس إلى السادس عشر بأسماء المواضع الغريبة التي مر بها الشاعر في رحلته هو الذي أوهمه أنها مملوءة بالغريب الخشن، ونفس الوهم وقع فيه فيما يبدو د. شوقي ضيف[60].

شيء آخر يتصل بالغريب عند المتنبي في حلب ومصر لاحظته، وهو أن القوافي تستأثر هنا أيضًا بنصيب الأسد، فمِن بين الستين لفظًا في شعره الحلبي نجد أن أكثر من أربعين لفظة فيها هي من ألفاظ القافية، ومن بين شعره المصري نرى أن ما يقرب من نصف غريبه هو من كلمات القافية.

أما القصائد الحلبية التي يكثر فيه الغريب نسبيًا (أكثر من ثلاثة ألفاظ)، فعددها فيما لاحظت أربع؛ هي:
(وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمة) (6 ألفاظ)[61].
و(غيري بأكثر هذا الناس ينخدع) (8 ألفاظ)[62].
و(بغيرك راعيًا عبث الذئاب) (5 ألفاظ)[63].
و(تذكرت ما بين العذيب وبارق) (7 ألفاظ)[64].

وفي مصر نجد قصيدتين:
الأولى (من الجآذر في زي الأعاريب) (4 ألفاظ)[65].
والثانية (لا خيل عندك تهديها ولا مال) (7 ألفاظ)[66].

ويضاف إلى هذه الملاحظات أني وجدت أن قصائد الرثاء في هاتين المرحلتين - علاوة على القصائد الذاتية التي أشرت إليها قبل قليل - ينعدم أو يقل فيها الغريب إلى حد كبير.

وتبقى آخر مرحلة في شعره، وهي مرحلة العراق وفارس، وليس فيها من ناحية الغريب شيء جديد؛ إذ هي بوجه عامٍّ امتداد لشعر المتنبي منذ سينيته في ابن زريق الطرسوسي.

نخرج من ذلك بأن أوائل شعر المتنبي هي - على عكس ما هو متداول بين دارسيه - أقل شعره غريبًا، ويدخل في ذلك شعره في البادية وفي السجن وبعد أن خرج من السجن بوقت غير قصير.

ثم نبتدئ نلاحظ الغريب في شعره في القصيدة بعد القصيدة كما قلنا، واستمر الحال على هذا المنوال بقية عمره.

أما سائر شعره، فالقصيدة إن احتوت تحتو كلمة أو اثنتين أو ثلاث، كذلك فأكثر الغريب إنما يقع في القافية، وبخاصة تلك التي يندر أو يقل نظمه فيها.

أيضًا فقد وجدنا أنه كلما حزن أو رثى قل غريبه، فأما الألفاظ الغريبة ذاتها، فلم ألاحظ أنها تنتمي إلى بيئة معينة كالبيئة البدوية مثلًا، بل هي من كل مجال.

فأما بالنسبة لأراجيزه وما فيها من غريب، فإنه قد نظم منها أربعًا، علاوة على أنه نظم مقطوعات في بحر الرجز، فأما المقطوعات، فلا غريب فيها، وأما بالنسبة لأراجيزه الأربع، فإنه قد ارتجل منها ثلاثًا؛ هي:
1 -وشامخ من الجبال أقود (12 بيتًا).
2 -حجب ذا البحر بحار دونه (13 بيتًا).
3 -ومنزل ليس لنا بمنزل (28 بيتًا).

والرابعة نظمها في فرس تأخر الكلأ عنه بوقوع الثلج، ومطلعها:
ما للمروج الخضر والحدائق (28 بيتًا)[67].

ثم إن الأولى والثانية تخلوانِ من الغريب، اللهم إلا كلمة (عُون) (بضم العين، وجمع عانة: القطعة من الوحش)، وقد وردت في الثانية، هذا إن عددناها من الغريب، فإن مفردها لفظة معروفة، وإنما صيغة الجمع هي الغريبة.

وتبقى الثالثة والرابعة، وهما اللتان تحتويان على عدد ملحوظ من الألفاظ الغريبة:
الثالثة على نحو تسعة ألفاظ (في 28 بيتًا)؛ وهي:
مسوجر، يغزَل (بفتح الزاي)، ساط، شمردل، سجنجل، ربذات، مصبر، التنفل، هوجل.

والرابعة على نحو 16 لفظًا (في 28 بيتًا)؛ وهي:
المهارق، الشوذانق، الفائق، زاهق، الشارق، البوغاء، الشقائق، الريد، يشأي، الأبارق، شحا، الناهق، الجلاهق، الخرانق، الآفق، السفاسق.

ويلاحظ أن خمسة من التسعة الموجودة في القصيدة الثالثة، واثني عشر من الستة عشر التي تتضمنها القصيدة الرابعة، هي من ألفاظ القافية؛ أي إن القافية تقوم كما رأينا بدور كبير في استخدام الشاعر للغريب.

كما يلاحظ أن الأراجيز الثلاث المرتجلة، ينعدم في اثنتين منها الغريب، على حين أنه في الثالثة لا يزيد تقريبًا على نصف ما في الرابعة، التي لم يرتجلها، (وهما متساويتان في عدد الأبيات)، مما يدل على أن للارتجال دخلًا في سهولة شعر المتنبي، وإن لم يصعب عليه مع ذلك أن يمتح مِن محصوله من الغريب حتى وهو ينظم مرتجلًا، ولعل الذي ساعده على ذلك أن الثالثة وإن كان ارتجلها فقد كان معه ساعتها ورق وقلم يسجل فيه ما يرتجله لتوِّه، فإن للقلم والورق دورًا في تنشيط الذاكرة ومراجعة الإلهام الأدبي وتنقيحه.

وثمة ملاحظة ثالثة، هي أن قول د. شوقي ضيف: إن المتنبي كان يكثر في أراجيزه من الغريب كثرة مفرطة[68]، ينبغي ألا يؤخذ على إطلاقه، فإن اثنتين من أراجيز المتنبي قد خلتا من الغريب، على حين أن إحدى الاثنتين الباقيتين لم يزد فيها الغريب على تسعة ألفاظ، وقد سبق أن رأينا أن مثل هذا العدد قد وجد في قصيدة له في غير بحر الرجز؛ أي إن ملاحظته لا تصدق إلا على الأرجوزة الرابعة (التي على حرف القاف).

وقبل أن نفارق هذا المبحث نحب أن نؤكد مرة أخرى أن عامة شعر المتنبي يقل فيه الغريب، وننبه أيضًا إلى أنه ليس كل غريبه خشنًا غليظًا، فكلمات مثل (الجرشي) و(الخبعثنة)، و(العنتريس)، و(العرامس)، و(المخشلب)، مما فيه ثقل وجهامة، هي أقل غريبه.

وعلى أية حال، فلا أظن إلا أن كثيرًا من الشعراء العرب هم أكثر من المتنبي استعمالًا للغريب، وأحسب أن الذي أوهم أن غريبه أكثر مما هو في الحقيقة هو أنه يكثر من استخدام الصيغ غير الشائعة، أو يحب أن يجري على قواعد النحو الكوفي غير المألوفة، ويحرص على توبلة شعره أحيانًا، وبخاصة في مطالعه بالتراكيب الملتوية مما سنتناوله بعد قليل.

أما من ناحية الفنية، فإن شعر المتنبي حين ينفعل ويتألق خياله، يغطي بنوره الوهاج على ما قد يحويه من لفظ غريب، بل إن بعض هذا الغريب بل والغليظ أيضًا قد يسهم في تأكيد المعنى بما يطلقه حول العبارة من إشاعات وإيحاءات؛ لنأخذ مثلًا كلمتي (المروري والشناخيب)، (المرورى: الفلاة الخالية، والشناخيب: رؤوس الجبال، واحدها شنخوب)، فهما على ثقلهما وغلظهما على اللسان وفي الأذن توحيان في البيت التالي (من أول قصيدة له في كافور يصف له فيها ما لاقاه من إرهاق في رحلته إليه):
لَقيتُ المَرَورى وَالشَناخيبَ دونَهُ ♦♦♦ وَجُبتُ هَجيرًا يَترُكُ الماءَ صادِيا

بوعورة الطريق وطوله:
الأولى برائها المتكررة مرَّتين محركة بين حرف لين ساكن، ومدتها الأخيرة.

والثانية بشينها ونونها وخائها المتتابعة على هذا النحو، ومدتيها، وهذا كله يتجاوب مع لظى الهجير الذي يبلغ من قسوته وفظاعته أن يترك الماء نفسه (الماء الذي يذهب الصدى) صاديًا.

ومثلها في ذلك كلمة (تغشمرت) في البيت التالي الذي يصف فيه الممدوح آخر صعوبة التي لاقتها ناقته في وطء الحصى الصلب في رحلتها الصحراوية إليه.


[1] انظر كتابنا: المتنبي دراسة جديدة لحياته وشخصيته، 27 - 73.

[2] انظر: محمود شاكر، المتنبي، 2 / 341 - 342، نقلًا عن (المقفى) للمقريزي، وانظر كذلك: (الصبح المنبي)؛ للبديعي / 20 - 21؛ حيث يحكي أنه استطاع في جلسة واحدة قصيرة أن يستظهر كتابًا بأكمله، وإن كنا قد استبعدنا وقوع هذه الحكاية على النحو الذي رويت به؛ انظر كتابنا (المتنبي - دراسة جديدة لحياته وشخصيته) / 233.

[3] الرسالة الموضحة / 26، ولم أقع للحاتمي في هذه الرسالة على انتقاد آخر للغريب في شعر المتنبي غير أنه قرب نهايتها / ص193 قد انطلق يمدح ألفاظ البحتري الرطبة العذبة؛ كما سماها، وأنه كان لا يستدعي من الكلام نافرًا ولا يؤنس وحشيًّا، وكأن الحاتمي كان في أعماقه يريد أن يغض من مذهب المتنبي في الغريب.

[4] الصاحب بن عباد / الكشف عن مساوئ المتنبي / انظر ذلك في: الإبانة عن سرقات المتنبي / للعميدي / 234.

[5] انظر: الوساطة / 17 - 30.

[6] انظر: يتيمة الدهر / 1 / 173 - 176. وكذلك الصبح المنبي / للبديعي، الذي نقل عنها / 366 - 370.

[7] العميدي / الإبانة عن سرقات المتنبي / 165.

[8] انظر: خزانة الأدب / 2 / 363.

[9] انظر: معجم الأدباء / لياقوت الحموي / 12 / 102.

[10] انظر: الصبح المنبي / 66 / هـ 1.

[11] انظر مثلًا: الوساطة / 18 - 23، 70 - 71 وأنيس المقدسي / أمراء الشعر في العصر العباسي / 206، 210.

[12] الصبح المنبي / 180.

[13] الفن ومذاهبه في الشعر العربي / 225.

[14] انظر البيتين اللذين وردت فيهما هذه الألفاظ في: (طيف الخيال) / 43 - 45.

[15] انظر: (من حديث الشعر والنثر) 125 - 126.

[16] انظر: العصر العباسي الثاني / 278 - 279، 289، 291، 295.

[17] انظر: رسالته (الكشف عن مساوئ المتنبي) الملحقة بـ(الإبانة عن سرقات المتنبي) / للعميدي / 234.

[18] يتيمة الدهر / 1 / 173، والصبح المنبي / 234.

[19] انظر: كتابه / أبو الطيب المتنبي - حياته وخلقه وشعره وأسلوبه / 22.

[20] السابق / 347.

[21] انظر: ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام / 187.

[22] النقد المنهجي عند العرب / 313.

[23] البغدادي / خزانة الأدب / 2 / 356، ونص عبارته كما رواها ابن جني: تركت ملوك الأرض وهم يتعبدون بي، وقصدت رب هذه المدرة! (يقصد ابن العميد) فما يكون منه؟

[24] انظر: في ذلك يوهان فك / العربية / 130 ود. شوقي ضيف / المدارس النحوية / 158 - 161، 173، 176، 193.

[25] انظر: مثلا د. درويش الجندي / ظاهرة التكسب وأثرها في الشعر العربي ونقده / 181.

[26] انظر: مقدمة محمد سيد كيلاني لـ(طيف الخيال) / 10 - 11.

[27] انظر: في ذلك اليتيمة / 1 / 176 - 178، والوساطة / 456 - 457، 473، و(العربية) ليوهان فك / 190.

[28] انظر: الوساطة / 70 - 71، (والعرف الطيب) لليازجي / 1 / 53، والنقد المنهجي / 114 - 165، 260 - 261، 297، 361.

[29] انظر: الأنباري / نزهة الألبا / 72، والبديعي / 87.

[30] خزانة الأدب / 2 / 363

[31] انظر: د. نعمان القاضي / كافوريات أبي الطيب - دراسة نصية / 291.

[32] انظر: العكبري / التبيان في شرح الديوان / 2 / 21.

[33] د. نعمان القاضي / كافوريات أبي الطيب / 402.

[34] انظر: عباس حسن / المتنبي وشوقي / 131.

[35] العرف الطيب / 1 / 53، 57 - 58.

[36] السابق / 59.

[37] انظر: ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام / 339.

[38] انظر: أمراء الشعر في العصر العباسي / 359.

[39] انظر: الفن ومذاهبه في الشعر العباسي / 335 - 336، 342 - 343.

[40] د. صلاح عبدالحافظ / الصنعة الفنية في شعر المتنبي / دراسة نقدية / 63.

[41] اعتمدنا هنا على (العرف الطيب) اليازجي، الذي رتب القصائد على تاريخ نظمها.

[42] العرف الطيب / 1 / 194.

[43] هي قصيدة:
ملثَّ القطر أعطشُها ربوعَا ♦♦♦ وإلا فاسقِها السمَّ النقيعَا
العرف الطيب / 1 / 214.

[44] العرف الطيب / 1 / 219.

[45] هي قصيدة في مدح المغيث العجلي، ومطلعها:
دمعٌ جرى فقضى في الربعِ ما وجبا ♦♦♦ لأهله وشقى، أنى؟ ولا كربا
العرف الطيب / 1 / 225.

[46] العرف الطيب / 1 / 237.

[47] العرف الطيب / 1 / 250

[48] ومطلعها هكذا:
أرَكائِبَ الأحْبابِ إنَّ الأدْمُعَا ♦♦♦ تَطِسُ الخُدودَ كما تَطِسْنَ اليرْمَعا
العرف الطيب / 1 / 256.

[49] هي قصيدة:
صلة الهجر لي وهجر الوصالِ ♦♦♦ نكساني في السقم نكس الهلالِ
العرف الطيب / 1 / 262.

[50] العرف الطيب / 1 / 267.

[51] العرف الطيب / 1 / 275.

[52] العرف الطيب / 1 / 280

[53] العرف الطيب / 1 / 283

[54] العرف الطيب / 1 / 289.

[55] العرف الطيب / 1 / 348.

[56] العرف الطيب / 1 / 390.

[57] العرف الطيب / 1 / 447.

[58] انظر: كتابه (كافوريات أبي الطيب. دراسة نصية) / 446 - 448.

[59] كافوريات أبي الطيب / 447.

[60] انظر: (كافوريات أبي الطيب)، و(الفن ومذاهبه في الشعر العربي)، والقصيدة في / العرف الطيب / 2 / 401، والعكبري / 1 / 236.

[61] اليازجي / 2 / 5.

[62] اليازجي / 2 / 89.

[63] اليازجي / 2 / 196.

[64] اليازجي / 2 / 215.

[65] اليازجي / 2 / 306.

[66] اليازجي / 2 / 365.

[67] انظر: في ظروف نظمه لهذه الأراجيز: العكبري / 2 / 14، 4 / 171، 3 / 202، 2 / 352 على الترتيب، وكذلك اليازجي / 1 / 419، 2 / 177 / 275، 1 / 430 على نفس الترتيب.

[68] الفن ومذاهبه في الشعر العربي / 336.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 12-12-2022 الساعة 04:15 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.10 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (1.66%)]