عرض مشاركة واحدة
  #1249  
قديم 03-08-2022, 04:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)
شرح الكلمات:
وإذ نادى ربك: أي اذكر لقومك يا رسولنا إذ نادى ربك موسى.
أن ائت: أي بأن ائت القوم الظالمين.
ألا يتقون: ألا يخافون الله ربهم ورب آبائهم الأولين ما لهم ما دهاهم؟
ويضيق صدري: أي من تكذيبهم لي.
ولا ينطلق لساني: أي للعقدة التي به.
فأرسل إلى هرون: أي إلى أخي هرون ليكون معي في إبلاع رسالتي.
ولهم عليّ ذنب: أي ذنب القبطي الذي قتله موسى قبل خروجه إلى مدين.
قال كلا: أي قال الله تعالى له كلا أي لا يقتلونك.
فاذهبا: أنت وهرون.
إنا رسول رب العالمين: أي إليك.
معنى الآيات:
قوله تعالى {وإذ نادى ربك موسى} هذا بداية سلسة من القصص بدئت بقصه موسى وختمت بقصة شعيب وقصها على المشركين ليشاهدوا أحداثها ويعرفوا نتائجها
وهي دمار المكذبين وهلاكهم مهما كانت قوتهم وطالت أعمارهم قال تعالى في خطاب رسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وإذ نادى ربك موسى} أي اذكر إذ نادي ربك موسى في ليلة باردة شاتية بالواد الأيمن من البقعة المباركة من الشجرة {أن ائت1 القوم الظالمين قوم2 فرعون} إذ ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك وظلموا بني إسرائيل باضطهادهم وتعذيبهم {ألا يتقون} أي قل لهم ألا تتقون أي يأمرهم بتقوى ربهم بالإيمان به وتوحيده وترك ظلم عباده فالاستفهام معناه الأمر. وقوله تعالى {قال رب إني أخاف أن يكذبون} أي قال موسى بعد تكليفه رب إني أخاف أن يكذبون3 فيما أخبرهم به وأدعوهم إليه، {ويضيق صدري4} لذلك {ولا ينطلق لساني} للعقدة التي به، وعليه {فأرسل إلى هرون} أي جبريل يبلغه أن يكون معي معيناً لي على إبلاع رسالتي، وقوله {ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون} هذا قول موسى عليه السلام لربه تعالى شكا إليه خوفه من قتلهم له بالنفس5 التي قتلها أيام كان بمصر قبل خروجه إلى مدين فأجابه الرب تعالى {كلا6} أي لن يقتلوك. وأمرهما بالسير إلى فرعون فقال {فاذهبا بآياتنا} وهي العصا واليد {إنا معكم مستمعون} أي فبلغاه ما أمرتكما ببلاغه وإنا معكم مستمعون لما تقولان ولما يقال لكما {فأتيا فرعون فقولا له} عند وصولكما إليه {إنا رسول7 رب العالمين} أي نحمل رسالة منه مفادها أن ترسل معنا8 بني إسرائيل لنخرج بهم إلى أرض الشام التي وعد الله بها بني إسرائيل هذا ما قاله موسى وهرون رسولا رب العالمين أما جواب فرعون ففي الآيات التالية.
هداية الآيات
من هداية الآيات:

1- إثبات صفة الكلام لله تعالى بندائه موسى عليه السلام.
2- لا بأس بإبداء التخوف عند الأقدام على الأمر الصعب ولا يقدح في الإيمان ولا في التوكل.
3- مشروعية طلب العون والمساعدة من المسئولين إذا كلفوا المرء بما يصعب.
__________

(أن) تفسيرية لأنها واقعة بعد النداء وهو قول.
2 قوم فرعون: بدل من الظالمين.
3 {أن يكذبون} : الأصل: أن يكذبوني فحذفت النون الأولى للناصب وهو أن فصارت يكذبونني ثم حذفت ياء الضمير لدلالة الكسرة عليها فصارت {يكذبون} .
4 قرأ الجمهور يضيق صدري ولا ينطلق لساني بالرفع للفعلين معاً على الاستئناف وقرىء بنصبهما لغير الجمهور.
5 المراد بالنفس: نفس القبطي واسمه فاثور.
6 {كلا} للردع والزجر عن هذا الظن.
7 لم يقل: رسولا إما لأن رسول بمعنى رسالة إنّا ذو رسالة رب العالمين وإما لأن الرسول بمعنى الجمع كالمصادر نحو. هذا عدوي وهؤلاء عدوي، والعرب تقول: هذان رسولي وهؤلاء رسولي.
8 قيل: أقام بنو إسرائيل في مصر أربعمائة سنة وكانوا يوم خرجوا منها ستمائة ألف.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.73 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]