الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 26-03-2024, 12:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين -1213


الفرقان



حاجة الشباب للقرآن الكريم
إذا كانت الأمة بأسرها مطالبة باتباع سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه الكرام -رضوان الله عليهم-؛ لسلامة دينهم وعقيدتهم ومنهجهم ولشهادة الله لهم ورضاه عنهم، فإن شباب اليوم أحوج ما يكونون إلى الاقتداء بشباب الصحابة -رضوان الله عليهم- في كل أحوالهم عموما، وفي تعاملهم مع القرآن خصوصا؛ ففي ذلك السلامة من الفتن، والانتصار على الشهوة، وعلو الهمة ورفعة الدرجة في الحياة وبعد الوفاة.
الشباب والعناية بالقرآن الكريم
القرآن دستور الأمة وأساس نهضتها، به أخرجها الله من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، وفي كل زمان هو المخرج لها من الفتن والهادي لها من الضلال والحافظ لها من موارد الشبهات والشهوات. ومع كثرة الفتن وتتابعها في زماننا وانفتاح أبواب الشهوات أمام الشباب خصوصا، على مصارعها، كان لابد لكل شاب يريد التمسك بأسباب النجاة والعصمة أن يعتني بكتاب الله -تعالى- الذي من تمسك به فلن يضل أبدا، ولقد حرص شباب الصحابة - رضوان الله عليهم - على هذا الكتاب حتى أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باستقراء القرآن من أربعة، ثلاثة منهم من الشباب وهم: معاذ، وابن مسعود، وسالم - رضي الله عنهم -؛ إذ يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبَيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل»، ولم يتوقف الاهتمام بالقرآن عند هؤلاء وإنما كان هذا الاهتمام في كل شباب الصحابة، فكان عمرو بن سلمة - رضي الله عنه وهو من صغار الصحابة- حريصًا على تلقي القرآن، فكان يتلقى الركبان ويسألهم ويستقرئهم حتى فاق قومه أجمع، وأهَّله ذلك لإمامتهم، ولنستمع لذلك من روايته - رضي الله عنه -؛ إذ يقول: «كنا على حاضر فكان الركبان يمرون بنا راجعين من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدنو منهم فأسمع حتى حفظت قرآنًا، وكان الناس ينتظرون بإسلامهم فتح مكة، فلما فتحت جعل الرجل يأتيه فيقول: يا رسول الله، إنا وافد بني فلان، وجئتك بإسلامهم، فانطلق أبي بإسلام قومه فرجع إليهم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قدموا أكثركم قرآنًا» قال: فنظروا وإني لعلى حِواء عظيم (أي مكان فيه عدد كبير من الناس)، فما وجدوا فيهم أحدًا أكثر قرآنًا مني، فقدموني وأنا غلام.
علاقة عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - بالقرآن
علاقة عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - بالقرآن كانت علاقة وطيدة ومنزلته به عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رفيعة، وهو الذي استقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كما في الصحيحين أن النبي قال له: «اقرأ علي، قال: قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري. قال: فقرأت النساء حتى إذا بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}. قال لي: كف، أو أمسك. فرأيت عينيه تذرفان، إنها شهادة تدل على حسن القراءة مع الإتقان مع جمال الصوت وخشوع القلب وإلا فلماذا اختاره هو دون غيره ليسمع منه، وهذه الشهادة أكدتها شهادة أخرى وزينها قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْباً كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ». وهو سيدنا ابن مسعود - رضي الله عنه -، وهو الذي قال عن نفسه: «مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إِلاَّ وَأَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ نَزَلَتْ، وَفِيْمَا نَزَلَتْ».
أعلم أمتي بالحلال والحرام
بلغ معاذ بن جبل - رضي الله عنه - بالقرآن الكريم مكانا فاق به كبار الصحابة وصغارهم في الفقه والعلم، ولك أن تتخيل ذلك الأثر حين تسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول عنه: «أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل»، وأخبر عنه أنه يأتي يوم القيامة إماما للعلماء قد سبقهم جميعا برتوة، أي رمية سهم أو رمية حجر، لقد قاده القرآن للخير كل الخير، فعن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شابًّا جميلا سمحًا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه.
حقيقة التقوى
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: التقوى أن يتخذ الإنسان وقاية من عذاب الله، وقيل في تعريفها التقوى: أن تعمل بطاعة الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك ما نهى الله على نور من الله تخشى عقاب الله، ولكن أجمع ما قيل فيها هي ما ذكرناه أولا إيش؟ امتثال أمر الله واجتناب نهي الله وتصديق أخبار الله.
المسلم الذي يرجو العتق من النار
قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: المسلم الذي يرجو عتق رقبته من النار في هذا الشهر المبارك ينبغي أن يكون فيه عاملا كعمل سلفه الصالح؛ طامعًا في بلوغ ما بلغوا، فيحفظ وقته ويشغله في طاعة ربه والحرص على استغلال ليله في الصلاة والقراءة والذكر والعبادات.
فضل القرآن على أهله
من فضل القرآن على أهله وحملته أن صاحبه مع السفرة الكرام البررة: كما جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران»، وحامل القرآن الحافظ له العامل به تعلو درجته يوم القيامة حين يدخل الجنة كما في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها».
أنفع شيء للعبد
قال ابن القيم -رحمه الله-: « فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن وإطالة التأمل له، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل أهلهما، وتظل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتشيد بنيانه وتوطد أركانه، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه.
التفريط في الآخرة
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: كم يحصل للمرء من ندامة على ما يقع منه من تفريط في بعض مصالحه الدنيوية! والجاد من الناس يعمل بجد حتى لا تقع له هذه الندامة، لكنَّ الكثير منهم يغفل عن العمل الجاد للدار الآخرة؛ فيبوء في ذلك اليوم بندامة وحسرة لا تجدي {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا}.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]