عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 30-05-2022, 04:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد

منغصات الواعظ في دروسه


مرشد الحيالي







يحدث للداعية أن تَعترضه بعضُ المُنغصات خلال إلقاء دروسه ومواعظه؛ مما يُفسد عليه أحيانًا ثمرة الموعظة، وما يصبو إليه من هداية المدعوين واستجابتهم له؛ ولذا وجَب عليه أن يكون على بيِّنة ومعرفة بتلك المُنغصات أو المُشغلات، ودفْع انعقاد أسبابها ومواردها؛ ولذا سنذكر في هذا البحث اللطيف بعضَ هذه المُنغصات على سبيل التمثيل لا الحصر[1]، والتدابير التي يمكن للواعظ أن يتَّخذها، مما يُعينه على إتمام مهامِّه في الدعوة على الوجه النافع المفيد، ويُحقق له ثمرة الدعوة، وبالله التوفيق:
الغرض من الدرس:
إن الغرض من إلقاء الدرس والهدف الأسمى منه، هو ربط حياة المدعوين بالمسجد، والعيش في ظلاله؛ حيث نزول السكينة، وغشيان الرحمة، والدرس يُعَد فرصة ثمينة للداعية في أن يوثِّق علاقته بمن يدعوهم، وأن يُعلمهم أحكام الإسلام وتعاليمه السَّمحة؛ كي يرتقيَ بهم إلى التقوى والاستقامة على الطاعة، والتحذير من الوقوع في مزالق الشيطان وحبائله ومكايده؛ ليكونوا بذلك أداةً صالحة لبناء المجتمع، وليس الغرض من الدرس والموعظة والغاية منه هو إظهار قدرة الواعظ البيانية والبلاغية، وبيان سَعة معرفته بالدين؛ بل لأجل هداية الناس وتبصيرهم بالإسلام وتعاليمه.

منغصات ومشغلات:
لا يتصوَّر الواعظ الصادق أن الدَّرب لتوجيه الناس وتعليمهم مفروشٌ بالورود واليَاسَمين، وأنه سيجد الثناء والشكر دومًا من الناس، بل عليه أن يعلم جيدًا أن هذا هو دربُ الأنبياء والمخلصين[2]، وأنه حتمًا ستَعترضه الكثير من المُنغصات المُلهيات؛ لتَشغله عن الدعوة، وتَصرفه عن تبصير الناس، وأن الشيطان لن يدَعه وشأنه، بل سيسعى إلى وضْع العراقيل والعَقبات؛ لأجل أن يَجعله ينقطع عن الهدف الذي يسعى إليه، وهو إنقاذ الناس من الحَيرة والضلال، ويُثبِّطه عن المُضي في إلقاء كلمة الحق، ومما يُعينه على التغلب على عدوه، والنصر على شيطانه من الإنس والجن، ما يلي:
أوَّلاً: الإخلاص في الدعوة، وألا يبغي من دعوته شُهرة أو جاهًا، أو سلطانًا أو ثناءً، بل يقصد من دعوته هداية الخلق، والدعوة للحق، فإن فعَل ذلك، فسيجد تأييدًا ونصرًا، وحفظًا من الله، وسيجد راحة وانشراحًا، وأنسًا واطمئنانًا في دروسه، ويَفتح الله عليه من خزائن العلم والمعرفة ما لم يَخطر له ببالٍ.

ثانيًا: دراسة مشغلات الدعوة بجِدٍّ، والعمل على تفاديها والوقاية منها على حد قول الشاعر:
عرَفتُ الشرَّ لا لِلشْ
ر لكِنْ لتوقيهِ

ومَن لم يَعرِف الشرَّ
من النَّاس يَقعْ فِيهِ[3]



ومن تلك المنغصات ما يلي:
1- خروج بعض المدعوين من درسه:
في بداية الدرس أو خلاله؛ مما يحزُّ في نفس الواعظ، ويولِّد لديه شعورًا بالإحباط وسوء الظن، وهو في الغالب ينشأ من أمرين:
أولاً: أن يعرف الناس عادته في الموعظة، وأنه ممن يُطيل الدرس دون أن يتخلَّله أي مُشوِّق أو مُرغِّب[4].

ثانيًا: أن يكون السبب ممن يدعوهم، وأنهم ليس لهم الرغبة؛ لانشغالهم بملذَّات الدنيا وزُخرفها، وعدم معرفتهم بالحاجة إلى الموعظة في صلاح نفوسهم، وقد يكون لارتباطهم بأعمال أُسرية ونحو ذلك.

وفي جميع الأحوال ينبغي على الداعية المخلص لدينه، الحريص في دعوته - أن يوطِّن سيره في الدعوة على منهج الرسول، ويأخذ من مِشكاته؛ كي يكون موفَّقًا في قوله وعمله، فما من حالة يمرُّ بها الداعية، إلا ولها شبيه أو قريبٌ منها في سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وليكن سلاحه ومِعْوَلُه الصبرَ ولو انفضَّ الجميع عنه، وعليه أن يَصبر في قطف الثمار؛ لأن المدعوين سيعودون في النهاية إلى الإصغاء والاستماع له، خاصة إذا علِموا منه الصدق في القول والفعل، وأنه حريص عليهم وعلى هدايتهم، وليَحذر من معادتهم وبُغضهم؛ لكونهم ترَكوا درسه ومواعظه - كما يفعله بعض الوُعَّاظ هداهم الله[5] - لأن ذلك سيزيد من الهُوَّة والشُّقة بينه وبينهم، وبدلاً من ذلك عليه مراجعة حساباته، ومحاسبة نفسه على تقصيره، وفي السيرة النبوية نماذجُ تضيء للداعية دَربَه، وتُبصره بأخطائه، وتجعله يمشي على علم وبصيرة، فمن ذلك ما جاء عن الملأ من قريش الذين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده صهيب وخبَّاب، وبلال وعمار، وغيرهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد، أرضيت بهؤلاء عن قومك؟ أفنحن نكون تبعًا لهؤلاء؟ اطرُدهم عن نفسك، فلعلك إن طرَدتهم، اتَّبعناك، فقال - عليه السلام -: ((ما أنا بطارد المؤمنين))، فقالوا: فأقْمهم عنَّا إذا جئنا، فإذا أقَمنا، فأقعِدهم معك إن شئتَ، فقال: ((نعم))؛ طمعًا في إيمانهم.


ورُوِي أن عمر قال له: لو فعَلت حتى ننظر إلى ماذا يصيرون، ثم ألحُّوا، وقالوا للرسول - عليه السلام -: اكتُب لنا بذلك كتابًا، فدعا بالصحيفة وبعليٍّ ليكتب، فنزَلت هذه الآية، فرمى الصحيفة، واعتذر عمر عن مقالته، فقال سلمان وخباب: فينا نزَلت، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقعد معنا وندنو منه، حتى تمس رُكبتنا رُكبته، وكان يقوم عنا إذا أراد القيام، فنزل قوله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ [الكهف: 28].


فترك القيام عنَّا إلى أن نقوم عنه، وقال: ((الحمد لله الذي لم يُمتني حتى أمرني أن أصبرَ نفسي مع قوم من أُمتي، معكم المحيا ومعكم الممات))[6].

والشاهد من ذلك أن الرسول الكريم لم يَمنعه نفورُ أشراف قريش وزعمائها عن مجلسه من الانقطاع عن الدعوة.

ثالثًا: الإحراج:
وذلك لأن من يقوم الواعظ بتعليمهم، يُشكلون شرائحَ مختلفة من المجتمع، وألوانًا متعددة، وثقافات متباينة، وقد يتصرَّف البعض منهم بما ينافي الآداب والأخلاق السامية؛ من استفزازٍ، أو طرْح بعض الأسئلة المُحرجة، مما هو خارج عن إطار الموعظة، يُراد من ورائها التعجيز، أو إثارة بعض الشُّبهات من بعض المُشككين، أو يَحضُر درسه شخصيات مرموقة في المجتمع، وهذا ونحوه يُربك الداعية، ويُشوِّش عليه مما يكون قد أعدَّ له، وعليه؛ فينبغي أن يكون الداعية حذِرًا فطنًا، وأن يعدَّ لذلك جوابًا شافيًا، وبصدر رحبٍ، وأن يتسلَّح بالعلم والمعرفة، وكيفية تفنيد الشُّبهات، والرد على الأسئلة، وأن يتعامل وَفْق ذلك كله بالحكمة والموعظة، وعدم الانجرار إلى النقاش الذي لا طائل من ورائه، أو الوقوع في الطيش والعجَلة، وليعلم أن مَن حضَر لن يضروه أو ينفعوه، فلا داعي للرهبة منهم، أو الخجل منهم؛ فهم يحتاجون إلى التعليم والتوجيه مهما كان موقعهم في المجتمع، وللعلماء تدابيرُ في الوقاية من الإحراج مذكورة في كُتبهم، ومما يُستأنس به ما أورده ابن الجوزي - رحمه الله - عن محمد بن زكريا، قال: حضرتُ مجلسًا فيه عبيدالله بن محمد بن عائشة التميمي، وفيه جعفر بن القاسم الهاشمي، فقال لابن عائشة: ها هنا آية نزَلت في بني هاشم خاصة، قال: ما هي؟ قال: قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾ [الزخرف: 44].

فقال ابن عائشة: قومه قريش، وهي لنا معكم، قال: بل هي لنا خصوصًا، قال: فخُذ معها ﴿ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ﴾ [الأنعام: 66]، فسكت جعفر، فلم يجد جوابًا[7].

ومن ذلك أيضًا أن يهوديًّا ناظَر مسلمًا في مجلس المرتضى، فقال اليهودي: إيش أقول في قوم سماهم الله مدبرين؛ يعني: النبي وأصحابه يوم حُنين؟ فقال المسلم: فإذا كان موسى أدبَر منهم، قال كيف؟ قال: لأن الله قال: ﴿ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ﴾ [النمل: 10]، وهؤلاء ما قال فيهم: ولم يُعقبوا، فسكَت[8].

رابعًا: النسيان والذهول:
إن ثقة بعض الوُعَّاظ بأنفسهم إلى حد الإفراط، تحملهم أحيانًا على عدم الإعداد للدرس، والتهيُّؤ له بشكل تام، والذاكرة قد تخون صاحبَها عند الحاجة إليها، فنسيان بعض مفردات الدرس يخلط على الواعظ الأوراق، فيُقدِّم ما حقُّه التأخير، ويؤخِّر ما حقه التقديم؛ ولذا من تمام التدبير ما يلي:
1- حفظ مادته وما يتضمَّنه من آياتٍ قرآنية وأحاديثَ نبوية، وفوائدَ مستنبطة من الدرس، وإن تطلَّب ذلك كتابة الدرس، فهو الأفضل؛ حتى يكون له مَلكة على حفظِ الدروس تلقائيًّا.


2- كتابة المحاور الرئيسة والخطوط العامَّة في ورقةٍ صغيرة إن خُشِي النسيان، والنظر إليها عند الحاجة، ولا يَنقص ذلك من قدره كما يظنُّ البعض [9].


ومن التدابير المؤقتة في حال النسيان، تَكرار تلاوة الآية، ريثما تَنقدح في نفس الواعظ فائدة، أو يتذكَّر ما نَسِيه؛ ليستمرَّ في وعظه.


أمور شكلية ولكنها مهمة:
مثل الحرص على ضبْط السمَّاعات الداخلية والخارجية؛ ليصل الصوت إلى الجميع - رجالاً ونساءً - خشية حدوث خللٍ يُنغص على الداعية استمراره في الإلقاء، ويتم ذلك بالتعاون مع إدارة المسجد من مؤذِّن ونحوه، وليكن الداعية ابن وقته، يؤدي دوره في التعليم والتوجيه في أصعب الظروف والأحوال، فإن بعض الوعاظ لا تَطيب نفسه إلا إذا كان كل شيء في المسجد على ما ينبغي ويُرام، فلو حدث أدنى خللٍ أو نشازٍ، لعكَّر من مزاجه، وجعله ينقطع عن الدرس والموعظة، وهذا خطأ واضح؛ لأن الداعية لا يُسَيِّر نفسه على نمطٍ معين، بل يتأقْلَم مع الوضع، ويكون هدفه توصيل كلمة الحق بالوسائل المتاحة المُتيسرة لديه في الوقت الراهن، وفي السيرة النبوية مواقف من دعوة رسولنا الكريم، ووسائل عدة يمكن للواعظ أن يَقيس نفسه على حال صاحب الدعوة، ففي السيرة أنه - صلى الله عليه وسلم - أحيانًا كان يخطب على ناقته[10]، وأحيانًا يُراوح بين رِجليه من طول الوقوف[11]، والغالب هو دعوته في حال الجلوس، ومما يُذكر عن المُقرئ الشيخ محمد صديق المنشاوي - رحمه الله - قيام أحد الحسَّاد بعمل حيلةٍ في أحد المحافل، لَمَّا رأى من إقبال الجمهور للاستماع إلى تلاوته، وهذا الجمهور قد قارَب الـ10 آلاف مستمع، فأوصى صاحبَ الجهاز بتعطيل المايكروفون، والقصَّة معروفة في ترجمة الشيخ، فما كان من الشيخ إلاَّ أن قام من أجْل الهدف الذي يبغيه من إيصال صوت الحق إلى الناس كافَّة، فبدأ يقرأ وهو يَمشي بين الجمهور، حتَّى بَهَر الحضور بصوته العذب، وأدائه المتميِّز، فانصرف ذلك الحاسِد مغمومًا[12].


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبيِّه وصفوة خلقه سيدنا محمد، وعلى آله وصحْبه أجمعين.


[1] من يُجند نفسه للدعوة والإصلاح، فسَيجد الكثير من المُنغصات، بل حربًا ضروسًا من مؤسسات غرَضها إفساد دعوة المصلحين العاملين، واقتَصرتُ في هذا البحث على مُنغصات الداعي في إطار درس المسجد، ومن أحبَّ مراجعة المزيد، فعليه قراءة كتاب "أصول الدعوة"؛ للأستاذ الدكتور عبدالكريم زيدان.

[2] يُستحب قراءة كتاب: "الرحيق المختوم"؛ للشيخ صفي الرحمن المباركفوري من ص 64 (أدوار الدعوة) إلى هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ص 138، طُبِع في دار الأرقم للطباعة والنشر.

[3] انظر: ديوان الأمير الشاعر أبي فراس الحمداني، وقد طُبِعَ في سوريا؛ تحقيق الدكتور سامي الدهان، انظر هذه الأبيات، ص 431.

[4] وهو مما كان يحرِص عليه الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد قال ابنُ مسعود - رضي الله عنه -: "إن رسول الله ‏- صلَّى الله عليه وسلَّم - كان ‏يَتخَوَّلنا بالموعظة في الأيام؛ كراهية السآمة علينا"، ولم يكن مِن هديه إعطاءُ دروسٍ في جميع الأيام؛ ذلك لأنَّ دعوته تأخذ أشكالاً مختلفة، تارةً بالقول، وأخرى بالسلوك والقُدوة الحسنة، وبعض الوُعَّاظ يرى تملمُل الناس وضَجرهم من طول الموعظة، بل وخروجهم من المسجد، ويُصر على عادته، وكأنه يخاطب حجرًا لا بشرًا.

[5] إن الجهل وقلة الخبرة، وعدم تطوير الذات - من عوامل عدة تَحول بين الداعية ومعرفة مجالات في التأثير وأساليبه ووسائله، وبدلاً من ذلك يلجأ هؤلاء إلى تصرُّفات تُسيء إلى الدعوة، بدلاً من خدمتها.

[6] تفسير ابن كثير، ص 77، المجلد الثالث، طبْع المكتبة القيِّمة للطباعة والنشر، عام 1993؛ مراجعة دار البحوث بالأزهر.

[7] أخبار الأذكياء؛ لابن الجوزي، ص 103، الباب العشرون، طُبِع بدار الوعي العربي، حلب - سوريا.

[8] المصدر السابق، ص 108.

[9] بعض الوُعَّاظ يتحرَّج من ذلك، ويظن أن ذلك يعد نقصًا، وهو خطأٌ واضح؛ لأن الغرض هو إيصال المعلومة الصحيحة، ومعرفة كيف يتسلَّل الواعظ إلى نفوس الحاضرين دون أن يشعروا بذلك.

[10] رُوي عن عكرمة بن عمار، قال: أخبرني الهرماس بن زياد الباهلي، قال: أبصرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس على ناقته العَضْباء بمنًى؛ رواه أبو داود في سننه، كتاب المناسك، باب مَن قال: خطَب يوم النحر، رقْم (1954)، وحسَّنه الألباني - رحمه الله - في صحيح أبي داود (1/ 368)، رقْم (1721).

[11] عن عثمان بن عبدالله بن أوس عن جده أوس بن حذيفة، قال: قدِمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد ثقيف، فنزلوا الأحلاف على المغيرة بن شُعبة، وأنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني مالك في قبة له، فكان يأتينا كلَّ ليلة بعد العشاء، فيُحدثنا قائمًا على رِجليه؛ حتى يراوح بين رجليه، وأكثر ما يحدِّثنا ما لَقِي من قومه من قريش، ويقول: ((ولا سواء، كنا مستضعفين مُستذلين، فلما خرجنا إلى المدينة، كانت سجال الحرب بيننا وبينهم، نُدال عليهم ويُدالون علينا))، فلما كان ذات ليلة، أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلت: يا رسول الله، لقد أبطأت علينا الليلة، قال: ((إنه طرأ عليّ حزبي من القرآن، فكرِهت أن أخرج حتى أتمَّه))، قال أوس: فسألت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف تُحزِّبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصَّل؛ رواه ابن ماجه في سننه، رقم 1345، باب في كم يُستحب يُختَم القرآن، وفي سنن أبي داود، الصفحة أو الرقْم 1393.

[12] انظر: بحث تجويد المنشاوي، دراسة وتحليل، على موقع الألوكة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]