الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19-02-2023, 03:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين - 1156

الفرقان
مما يعين الشباب على الوقاية من فتن الشهوات

يتهافت كثير من الشباب على مواقع الانحلال والمنتديات المنتشرة وبكثرة على الشبكة العنكبوتية، فأصبح بعضهم يقضي أمام شاشاتها الساعات تلو الساعات، يحرق زهرة عمره، ويضيع ماله ودينه قبل ذلك في مشاهدة الصور، والدخولِ في حوارات بين الجنسين من الشباب والشابات يندى لها الجبين، وتدمى لها قلوب أهل الغيرة والصلاح.
وفي هدأة الليل وسكونه، وفي غفلة من الوالدين تدور تلك المحادثات والحوارات التي تسخط الباري -جل في علاه-، وإن مما يعين على حماية الشباب لأنفسهم من تلك الفتن البعد عن مواطنها وأماكنها، قال -تعالى-: {ولا تقربوا الزنا}، فالحذر الحذر من الاقتراب من مقدمات الفاحشة! ومما يعين على ذلك غض البصر؛ فإن فيه راحة للقلب، وطمأنينة في النفس، وحلاوة يهبها الله لذلك الغاض لبصره طلبا لمرضاة الله، أما حين تطلق بصرك في الحرام فإن الحسرة لا تفارقك، والهموم لا تزايلك، ومع هذا فإنك لم تستفد شيئا من نظرك سوى الكدر والسآمة، وإن مما يعين الشاب على حماية نفسه من تلك الشهوات التأمل فيما أعده الله لأهلها يوم القيامة، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًاً}.
من آثار الذنوب والمعاصي
قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: من آثار الذنوب قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة والتخويف والتحذير والإنذار؛ بحيث تسمع ولا تفقه ولا تقبل، وتزل عنها الموعظة وهي في غفلة، ولأجل شناعة الذنوب عظمت عقوبتها في الدنيا بالقتل للمرتد والزاني المحصن، والقطع للسارق وقاطع الطريق، والحبس للمحاربين، والجلد لأهل المسكرات ونحو ذلك؛ تفاديا للآثار السيئة التي يعم ضررها للمجتمعات؛ حيث إن المعصية إذا أعلنت تعدت عقوبتها؛ لقوله -تعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، أي أنها تعم العاصي وغيره.
إياك والفراغ!
اشغل نفسك دائما إما بالحق والطاعة، وإما بشيء من المباح أحيانا، ولا تتركها فارغة فيفترسها الشيطان؛ فإن من صادق كلام السلف -رحمهم الله-: «نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وإن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية»، وهذه قاعدة لا مناص للنفس منها، وقديما قالوا: «إن الشباب والفراغ والجدة.. مفسدة للمرء أي مفسدة»، فإياك والفراغ! واعلم قيمة عمرك فلا تهدره في غير النافع المفيد، واعلم أن أهل الجنة ليس يتحسرون إلا على ساعة لم يذكروا الله فيها، فكيف بمن أضاع وقته وأمضى عمره في المعاصي والشهوات؟
المخدرات مغامرة خاسرة
لا يخطر ببال كثير من الشباب المراهقين أو حتى الكبار المدمنين أنهم غرسوا أول مسمار في نعش حياتهم الهانئة وسعادتهم الدنيوية، وأنهم فتحوا على أنفسهم باب الوقوع في تعاطي المخدرات والوقوع في براثن إدمانها، وأنهم قد أخذوا أول خطوة في طريق الضياع، ونحن هنا لا نتكلم عن نوع معين من المخدرات، وإنما نتكلم عن هذا الغول القاتل بأنواعه، فإذا خطا الشاب أو المدمن أول خطوة في هذا الطريق فقد كتب قصة نهايته بنفسه إن لم يتداركه الله برحمته؛ ذلك أن للمخدرات آثارا سلبية مهلكة صحيا واجتماعيا وأسريا وماديا وعمليا و اقتصاديا.
الشباب قوة عظيمة وفرصة لا تعوض
لا يحقر الشاب نفسه في أداء دوره، قال الزهري لبعض الشباب: «لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا نزل به أمر دعا الشباب، فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم»، وقال الحسن البصري: «يا معشر الشباب، عليكم بالآخرة فاطلبوها؛ فكثيراً رأينا من طلب الآخرة، فأدركها مع الدنيا، وما رأينا أحداً طلب الدنيا، فأدرك الآخرة معها»، وقال محمد بن يوسف: «كان سفيان الثوري يقيمنا بالليل؛ يقول: قوموا يا شباب صلوا ما دمتم شباباً»، فهذا الشباب يذهب بسرعة، ثم يتأسف عليه الإنسان، قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: «ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كُمِّي فسقط»، يعني يذهب بسرعة.
خصال التائبين
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: لابد للتائب من العبادة والاشتغال بالعمل للآخرة، وإلا فالنفس همامة متحركة، إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فلابد للتائب من أن يبدل تلك الأوقات التي مرت له في المعاصي بأوقات الطاعات، وأن يتدارك ما فرط فيها، وأن يبدل تلك الخطواتِ بخطوات إلى الخير، ويحفظ لحظاتِه وخطواتِه، ولفظاتِه وخطراتِه.
من سُبُل السعادة الحقيقية
أصل السعادة كلّها الإيمان بالله واتّباع شرعه والعيش في ظلال القرآن ورحاب الطاعة، قال إبراهيم ابن أدهم - رضي الله عنه -: «لو علم الملُوك ما نحن فيه من النعيم والسرور ولَذة العيش وقلّة التعب، لجالدونا عليه بالسيوف، طلبوا الراحة والنعيم فأخطؤوا الصراط المستقيم». وقال الإمام الحسَن البصريّ -رحمه الله-: «تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة والذِّكر وقراءة القرآن، فإن وجدتم وإلاّ فاعلموا أن الباب مغلَق»، فالسعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله والدار الآخرة. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من سعداء الدنيا والآخرة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]