الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12-02-2023, 09:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

شباب تحت العشرين - 1155



الفرقان
خمسة أسباب للثبات على الحق



إن نعمة الإسلام والثبات عليها نعمة عظيمة؛ حيث إنها قضية مصيرية عليها المآل في الآخرة وعليها الاطمئنان والسكينة في الدنيا؛ فاحرص -أخي الشاب الكريم- على البحث عن أسباب الثبات، وسارع إلى تطبيقها، وحافظ عليها، ومن جملة تلك الأسباب ما يلي:
(1) اللجوء إلى الله وإعلان الافتقار إليه ودعاؤه؛ فليس بالعبد غناء عن ربه طرفة عين، فإن لم يثبته ربه ضل وهلك وقد قال الله -عز وجل- لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً}.
(2) تدبر القرآن ومدارسته والعمل به، قال -تعالى-: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}.
(3) العمل بطاعة الله والكف عن معاصيه؛ فالطاعات أغذية للقلوب، كما أن المعاصي سموم تصيب القلب في مقتل، قال الله -تعالى-: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً}.
(4) كثرة ذكر الله -عز وجل-؛ فالله -جل وعلا- يقول: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فكثرة الذكر تقوي القلب والبدن، فيستعان بالذكر في مواجهة الفتن والابتلاءات وعند ملاقاة الأعداء.
(5) القرب من العلماء الربانيين؛ فإن العلماء هم ورثة الأنبياء الذين يأخذون بأيدي أتباعهم إلى الله، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله واصفًا شيخه ابن تيمية رحمه الله-: وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً وقوة ويقينا وطمأنينة.
هكذا ينبغي للمؤمن دائمًا أن يسأل الله-تعالى- الثبات على الحق
قال سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: المشروع للمؤمن دائمًا أن يضرع إلى الله -جل وعلا- ويدعوه -سبحانه- أن يثبته على الحق، وأن يمنحه العلم النافع، والعمل الصالح، والفقه في الدين، هكذا ينبغي للمؤمن دائمًا يسأل ربه الثبات على الحق، فيقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم إني أسألك الثبات على الحق، اللهم وفقني للاستقامة على الحق، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم أحسن خاتمتي، ويكثر من ذكر الله في ليله ونهاره، هذا من أسباب الثبات على الحق؛ لأن انقلابه عن الحق من أعظم أسبابه الغفلة والإعراض، أو صحبة الأشرار، أما من أكثر من ذكر الله، ولازم الحق، وصحب الأخيار، فسنة الله في مثل هذا التوفيق والهداية والثبات.
وصايا للشباب
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: أيها الشاب الموفق: هذه وصايا أنصحك بها نصيحة محب مشفق، إن أخذت بها كانت موجبةً لنجاتك وسببًا لفلاحك وسعادتك في دنياك وأخراك:
- عليك أن تصون شبابك وتحفظه، بأن تتجنب الشرور والفساد بأنواعه، مستعينا في ذلك بالله متوكلًا عليه وحده -جل في علاه.
- وعليك أن تكون محافظًا تمام المحافظة على فرائض الإسلام وواجبات الدين ولاسيما الصلاة، فإن الصلاة عصمةٌ لك من الشر وأمَنَةٌ لك من الباطل، والصلاة معونة على الخير ومزدجر عن كل شر وباطل.
- وعليك أن تكون مؤديا حقوق العباد التي أوجبها الله عليك وأعظمها حق الأبوين فإنه حق عظيم وواجب جسيم.
- وعليك أن تكون قريبًا من أهل العلم وأكابر أهل الفضل، تستمع أقوالهم، وتسترشد بفتاواهم، وتنتفع بعلومهم، وتستشيرهم فيما أهمَّك.
- وعليك أن تعمل في أيامك ولياليك على تحصين نفسك بذكر الله -جل وعلا-، وأن تكون مواظبًا على الأذكار الموظفة في الصباح والمساء وأدبار الصلوات والدخول والخروج والركوب ونحو ذلك؛ فإن ذكر الله -عز وجل- عصمةٌ من الشيطان وأمَنَةٌ لصاحبه من الضر والبلاء.
- وعليك أن يكون لك وردٌ يومي مع كتاب الله ليطمئن قلبك؛ فإن كتاب الله -عز وجل- طمأنينة للقلوب وسعادةٌ لها في الدنيا والآخرة {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد:28).
- وعليك أن تكثر من دعاء الله -عز وجل- أن يثبِّتك على الحق والهدى، وأن يعيذك من الشر والردى؛ فإن الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة.
- وعليك أن تكون حريصًا على مرافقة الأخيار ومصاحبة الأبرار، وأن تجتنب أهل الشر والفساد؛ فإن في صحبة أهل الشر العطب.
- وعليك أن تكون على حذر شديد من هذه الوسائل التي غُزي الشباب من خلالها ولا سيما شبكة المعلومات ليسلم لك دينك، ولتكون في عافية من أمرك، والعافية لا يعدلها شيء.
- وعليك أن تكون على ذكرٍ دائما أنك ستقف يومًا بين يدي الله ويسألك فيه عن هذا الشباب فيما أمضيته وأفنيته؟ {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}(الطور:26ـ27) .
نماذج من الثبات على الحق
لقد ضرَب الصحابة والتابعون -رضوان الله عليهم- أجمعين؛ أروعَ الأمثلة في الصمود والثبات على الحق، فلم تَلِنْ لهم قناة، ولم يَخُرْ لهم عزم، حتى مكَّن الله -تعالى- لهم فانتشروا في ربوع الأرض، للإسلام مُبلِّغين وللبلدان فاتحين، حتى دان لهم العربُ والعجم، ولِمَ لا؟ وقد رأوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يتحدَّى بثباته وصموده صناديدَ قريش وكبراءهم، فلم يُساوم ولم يُهادن ولم يقبل الدَّنيَّة أبدًا.
- فهذا بلال بن رباح -رضي الله عنه- يُعذَّب في بطحاء مكة بالحجارة المُحمَّاة، فما يثنيه ذلك عن دينه ولا عن ذكر الله.
- وهذا عبدُالله بن مسعود -رضي الله عنه- يَصدَحُ بالقرآن بجوار الكعبة مُتحدِّيًا صناديد قريش حتى أوجعوه ضربًا، وهو ماضٍ في قراءته يقرع آذانهم بآيات القرآن الكريم، وعندما أشفق عليه الصحابة -رضوان الله عليهم- قال لهم: «ما كان أعداءُ الله أهونَ عليَّ منهم الآن، ولئن شِئتم لأغادينَّهم بمثلها غدًا»، قالوا: «حسبُك، فقد أسمَعْتهم ما يكرهون».
- وهذا أبو بكر الصدِّيق -رضي الله عنه- يَقِف في المشركين خطيبًا عند الكعبة، فيقوم المشركون بضربِه بالنِّعال، حتى ما يُعرف وجهُه من أنفه، وحُمِل إلى بيته في ثوبِه، وهو ما بين الحياةِ والموت، فما يثنيه ذلك عن دينه ولا عن ذكر الله

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]