الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-02-2023, 06:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين - 1154

الفرقان


من حقوق الصديق في المجالس

جميل جدا أن تكون العلاقة بين الأصدقاء والمزاح في إطار الحدود، ولكن الأجمل احترام المشاعر في المزاح، ولا سيما في المجالس العامة، ومن الملاحظات التي يجب تجنبها مع الصديق ولا سيما في المجالس عدم احترام المشاعر، ولا سيما في الأمور التي قد تضايقهم أو تغضبهم.
وهذا أمر خطير قد يؤدي إلى القطيعة أو التنافر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ» رواه مسلم.
ومن الأدب مع الصديق ألا تمازحه في شيء يذكره بموقف سيئ أو بشيء أنت تعلم أنه يغضبه أو يؤذيه، وتأتي في المجلس تمازحه به، وإذا فعلت وتسببت بأذاه او بغضبه فأنت آثم لا محاله، قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.
ومن الأدب مع الصديق: عدم تقديم النصيحة له أمام الجميع؛ لأنه لن يقبل منك حتى ولو كنت على حق، قال الشاعر:
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس شيء
من التوبيخ لا أرضى استماعه
فحافظوا على ود بعضكم، وأفصحوا بحبكم لبعض، وهذه الدنيا قصيرة وما سميت دنيا الا لدناءتها، وهذه الدنيا ممر وليست مستقرا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا».
نصيحة لمن أراد أن يتغير ليتقدم
- أولا: لا تصاحب إلا الشخصية الجادة الحريصة على وقتها.
- ثانيًا: اجعل جزءًا كبيرًا من قراءتك خاصا بسير الكبار الذين أثَّروا في الناس.
- ثالثًا: اصبر وتجلَّد؛ فإن المتعجل مكانه في ذيل الأمم.
- رابعًا: لا تملّ من التطوير والتدريب والاطلاع، فالتوقف يجعلك تعيش في زمن متأخر.
- خامسًا: تواضع مهما ارتفعت، وابذل وقتك لمن يستحق، ولا تنس أنك عبدٌ لله.
- سادسًا: الدعاء المستمر بالتوفيق مع الاهتمام الخاص بالصلاة.
مفهوم الأخوة الإيمانية
هي الرابطة القائمة على وحدة الدين؛ فهي أسمى الروابط؛ لأنها تقوم على أساس الإيمان بالله، وترتكز على المحبة في الله. قال -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُومِنُونَ إِخْوَةٌ}
أسس الأخوة الإيمانية
- هي القائمة على المحبة الخالصة لله -تعالى- لا تشوبها مطامع الدنيا.
- هي نعمة من الله لا يقصد بها إلا مرضاة الله -تعالى.
- الأخوة الإيمانية شرط في كمال الايمان.
- تقوم على التعاون على البر والتقوى.
- تقوم على التواصي بالحق والصبر.
- أساسها المناصرة والتأييد والمؤازرة في الحق.
- قوامها الدعاء بظهر الغيب وحب الخير.
أعمال تنافى حقوق الأخوة
السخرية والاحتقار: حرم الله -تعالى- احتقار المسلم أخاه، والاحتقار من حقر يحقر بمعنى ذلَّ، فالحقر يعنى الذلة والتصغير والتقليل والاستهانة بالآخر، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ}.
التنابز بالألقاب: والتنابز هو التداعي بالألقاب المكروهة، كأن ينادى الشخص بأقبح أسمائه ازدراءً له وتعيرا به، فقد نهي الله -تبارك وتعالى- عن ذلك؛ فقال: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
سوء الظن قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: « إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث».
- التجسس: قال -تعالى-: {ولاتجسسوا}.
- الغيبة: حرم الله -تعالى- الغيبة، وهي ذكر المسلم أخاه بما يكره في غيابه، قال -تعالى-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}
الصحابي الذي لقب بحميِّ الدَّبَرِ
فإن هذا اللقب (حميُّ الدَّبَرِ) وهو (زنابيرُ النَّحلِ)، أطلق على الصحابي الجليل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح - رضي الله عنه - أحد السابقين الأولين من الأنصار، وهو خال عاصم بن عمر بن الخطاب.
ولقب بهذا اللقب لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بعث عشرة من أصحابه عليهم عاصم بن ثابت؛ فلما كانوا بالرجيع، ذُكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان؛ فنفروا لهم بمائة رجل رامٍ؛ فاتبعوا آثارهم؛ فلما أحس بهم عاصم وأصحابه -رضي الله عنهم- لجؤوا إلى مكان مرتفع؛ فأحاط بهم القوم، فقالوا انزلوا ولكم العهد والميثاق ألا يقتل منكم أحد، فقال عاصم:لا والله لا ننزل في ذمة كافر، اللهم بلغ عنا نبيك السلام؛ فقاتلوهم، فقتل منهم سبعة منهم عاصم وأسر ثلاثة.
وحين قتل عاصم أراد المشركون أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد (امرأة من قريش بمكة)، وكانت نذرت أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر؛ لأنه قتل ابنيها يوم أحد وبعض أشراف قريش يوم بدر؛ فمنعهم الدبر(زنابيرُ النَّحلِ) من الاقتراب منه فقالوا: دعوه حتى يمسي فيذهب عنه ثم نأخذه؛ فبعث الله الوادي (أي بسيل جارف)؛ فاحتمل عاصما فلم يجدوه.
وكان عاصم قد عاهد الله عهدا ألا يمس مشركا، ولا يمسه مشرك بعد ما أسلم، فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعه: حفظ الله العبد المؤمن: كان عاصم قد وفي له في حياته، فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته.
الإسلام النعمة المغفول عن شكرها
إن مثل المسلم، كمثل رجل مسافر، سلك الطريق الصحيح الموصل إلى مطلوبة (المكان الذي يريد الوصول إليه)، فهو وإن تلكأ في سيره وتباطأ إلا أنه سيصل إلى وجهته، وإن مثل غير المسلم كمثل رجل ضل الطريق من الأساس، فهو وإن اجتهد في السير وأسرع، فلن يزيده اجتهاده إلا بعدا؛ فالمسلم الموحد -وإن أخطأ وعصى- يغفر الله له بفضل توحيده، وأما غير المسلم وإن عمل أعمال الخير، فإنها لا تنفعه في الآخرة بشؤم شركه بالله العلي، قال -تعالى- {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، فاشكر الله أيها المسلم، واجتهد ألا تخدش توحيدك لربك، واعلم أن للموحدين قدرا كبيرا عند الله.
استمر في صناعة سفينة نجاتك
عندما تكون إنسانًا مستقيمًا في بيئة تغرق في بحر من العِوج والفساد، فإن هؤلاء ينظرون إليك على أنك أنت الأعوج الوحيد بينهم، فلا تلتفت لهم، واستمر في صناعة سفينة نجاتك، ولا تنشغل كثيرًا بمن يشيرون إلى عوجك، فإن الماء لا يحمل الكسالى ولا المستهزئين.
الحقوق المترتبة
على الأخوة الإيمانية
قال - صلى الله عليه وسلم -: «حق المسلم على المسلم ست قيل: ما هن يا رسول الله قال: إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبع جنازته».

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.53 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]