الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-01-2023, 09:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين - 1151


واجب الشباب تجاه القرآن


مع كثرة الفتن وتتابعها في زماننا، وانفتاح أبواب الشهوات على مصارعها أمام الشباب خصوصًا ؛ كان لابد من توجيه كل شاب إلى أهم أسباب النجاة والعصمة، إلى حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، ألا وهو كتاب الله الذي من تمسك به فلن يضل أبدًا، فالشباب اليوم أحوج ما يكون إلى معرفة كيف يتعامل مع القرآن الكريم؟
(1) الإيمان بالقرآن والتصديق به
يجب على العبد المسلم الإيمان والتصديق بالقُرآن؛ وذلك لِما فيه من بيانٍ لأصول العقيدة الثابتة، كتوحيد الله -تعالى-، وإثبات نُبوّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإثبات اليوم الآخر؛ فمَن صدَّق به، وبما جاء فيه، فقد أفلح ونجا في الدُّنيا والآخرة، ومَن كذّب به، فقد كفر وعَرَّض نفسه للهلاك.
(2) تلاوة القرآن حَقّ التلاوة
اهتمّ السَّلَف الصالح -رضي الله عنهم- بالقُرآن الكريم في جوانبه جميعها، ومن واجب المُسلمين تجاه القُرآن الحِرص على تلاوته، وتجويده، وتدبُّر معانيه، وفَهْمها، من خلال الاهتمام بعلم التجويد، ومعرفة أحكامه؛ سواء بالاستماع إلى مَن يُجيد تلاوته، أم بقراءته على شيخٍ مُتقِن.
(3) تدبُّر القرآن الكريم
تدبُّر القُرآن الكريم من أفضل الطاعات، والعبادات؛ لأنّ الإنسان يفهم من خلال تدبُّره المقصود من كلام ربّه -عزّوجلّ-، وهذه إحدى الغايات التي أُنزِل القرآن لأجلها، قال -تعالى-: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
(4) العمل بالقرآن الكريم
العمل بالقُرآن يكون باتِّباع أحكامه، والالتزام بأوامره، وآدابه، وقد سُئِلت عائشة -رضي الله عنها- عن خُلُق النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فأجابت بقولها: «كان خلقُه القرآنَ»، أي أنّ أخلاقه كانت تطبيقاً عمليّاً لشرائع القُرآن الكريم وأحكامه.
(5) تعظيم القرآن ومَحبّته
يُعَدُّ تعظيم القُرآن من أعظم حقوقه، ويكون تعظيمه تعظيمًا للقاء الله -تعالى-، ولِما جاء فيه من البَيِّنات والإعجاز، وفي ذلك اعترافٌ بفَضله على الناس؛ فهو سببُ إخراج العرب من الجَهل إلى العِلم، ومن الظلام إلى الحضارة والمعرفة.
(6) تعلُّم القرآن وتعليمه والدعوة إليه
العلم بالقُرآن وتعليمه من أفضل العلوم، والجَمع بينهما أكثر كمالاً؛ لأنّ نَفعه يتعدّى إلى غيره؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ»، وهذه من صفات المؤمنين الصادقين المُتّبِعينَ الأنبياء، ومن حُقوق القرآن التامّة حَقّ تعليمه الأبناءَ، والزوجة، وأهل البيت.
شباب الصحابة والقرآن
لقد كان الحرص الذي تمتع به شباب الصحابة -رضوان الله عليهم- على القرآن الكريم مدعاة لأن يفوقوا غيرهم؛ حتى أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باستقراء القرآن من أربعة، ثلاثة منهم من الشباب وهم: معاذ بن جبل، وعبدالله بن مسعود، وسالم، -رضي الله عنهم- جميعًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: «استقرؤوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبَيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، قال: لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ».
الفتى المعلم
قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: كنت غلاماً يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر - رضي الله عنه - وقد فرا من المشركين، فقالا: يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟ قلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هل عندك من جذعه لم ينز عليها الفحل؟» قلت: نعم، فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح الضرع، ودعا فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر - رضي الله عنه - بصخرة منقعرة فاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكر، ثم شربت، ثم قال للضرع: أقلص فقلص، فأتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول قال: «إنك غلام معلم»، قال: فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد» وهو الذي استقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، كما في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «اقرأ علي» قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أشتهي أن أسمعه من غيري»، قال: فقرأت النساء حتى إذا بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال لي: «كف، أو أمسك» فرأيت عينيه تذرفان.
فوائد من دروس الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر

خطورة مرحلة الشباب
الشيخ. عبدالرزاق عبدالمحسن البدر
ينبغي على كلِّ شابٍ أن يرعى لهذه المرحلة مكانتها، وأن يدرك خطورتها، وأن يزُمَّ نفسه فيها بزمام الشرع؛ فإن الشباب في الغالب يصحبه سفهٌ وطيش واندفاعٌ وعجلة، فإذا لم يروِّض الشاب نفسه بصحبة الشيوخ وملازمة العقلاء واستشارة أهل الحلم والألباب، فإنه يُهلك نفسه غاية الهلكة في شبابه، وكم من شاب بسبب طيش الشباب وسفهه وعجلته أهلك نفسه وغيره! ولهذا جاءت النصوص منبهةً على خطورة هذه المرحلة وعظم شأنها ووجوب اغتنامها والحذر من إضاعتها والتفريط فيها.
احذر أن تكون من هؤلاء!
نجح أعداء الإسلام في سلْب عقول كثير من الشباب المسلم، وطمس هويته، وقطع الصلة بينه وبين الجيل الفريد، وهذا أمر نراه رأي العين، لا يحتاج إلى بيان؛ فالناظر إلى أحوال هؤلاء اليوم يصاب بالدهشة وخيبة الأمل؛ حيث يجد أمامه شبابًا ليس له هدف، همّه الأول إشباع رغباته وشهواته، ويسعى لتضييع أوقاته.
الأمر لا يقف عند مجرد الحفظ
ولم يكن الأمر لدى شباب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعلم القرآن واقفًا عند مجرد حفظه وإقامة حروفه، بل كانوا يتعلمون أحكامه وحدوده؛ فالحفظ وسيلة إلى ما بعده من المداومة على التلاوة والقراءة، والتدبر والوقوف عند المعاني، ومن ثم أخذ النفس بها، والالتزام بما دلت عليه، كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهنَّ حتى يعرف معانيهنَّ، والعمل بهنَّ».
الاقتداء بشباب الصحابة
إذا كانت الأمة بأسرها مطالبة باتباع الرعيل الأول، والسلف الصالح (أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم )؛ لسلامة دينهم وعقيدتهم ومنهجهم، ولشهادة الله لهم ورضاه عنهم؛ فإن شباب اليوم أحوج ما يكونون إلى الاقتداء بشباب الصحابة -رضوان الله عليهم- في كل أحوالهم عموما، وفي تعاملهم مع القرآن خصوصا؛ ففي ذلك السلامة من الفتن، والانتصار على الشهوة، وعلو الهمة، ورفعة الدرجة في الحياة وبعد الوفاة.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح

غزوة بدر والعمل الجماعي
قَالَ الحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ في غزو بدر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْت هَذَا الْمَنْزِلَ؟ أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «بَلْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ» . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلِ، فَانْهَضْ بِالنَّاسِ حَتَّى نَأتِيَ أَدنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ (أي المشركين)، فَنَنْزِلَهُ ثُمَّ نُغَوِّرَ (نُخَرِّبَ) مَا وَرَاءَهُ مِنْ الآبار، ثُمّ نَبْنِيَ عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَمْلَؤُهُ مَاءً، ثُمَّ نُقَاتِلَ الْقَوْمَ، فَنَشْرَبَ وَلا يَشْرَبُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ أَشَرْت بِالرّأْيِ». (رواه ابن إسحاق) نستخلص من هذا الموقف فوائد عدة:
1- العمل الجماعي يُساعد على إضافة تجارب وخبرات كل فرد إلى موارد الفريق، ومن ثم تزداد القدرة الإجمالية للعمل.
2- تشجيعُ القائد للأفكار الجديدة التي يطرحها أفراد الفريق.
3- الشورى تكون فيما لا نصَّ فيه، لقول الحُبَابِ: «أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ» .
4- من فوائد الموقف المهمة: حُسن العَرضِ وإبداءِ الرأي لدى الأفراد، وحُسن الاستماع لدى القائد.
منقول



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]