الموضوع: مملكة الرماد
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13-12-2008, 06:57 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي

لم يقع أحد بالحيرة سواي..
ليس حيرة في الأديان..
وانما احترت في الإختلاف

جدتي طيبة وأهلها طيبون وتحبنا كثيرا..
فلماذا تذكرنا دوما بأننا مسلمين ، و أنها نصرانية؟
ولماذا أزور بيت عائلتها لأجد أتلالا من الصور الغريبة المعلقة هنا وهناك
و التي تصور حياة المسيح وحياة الخضر ،
والتماثيل المختلفة التي تصور السيدة مريم ،
ما هذا الهرج والمرج ؟
كيف يُعقل أن يكون هناك تصوير في ذاك الزمن؟
ولماذا اتفقوا جميعا أن هذه هي الصور التي تمثلهم حقا ؟
وكيف يصدّق أهل جدتي هذه الخزعبلات ؟ وهم أشخاص مثقفون متزنون.
ما هذا الخلاف الصامت مع هؤلاء البشر،،
كيف يدعون أنهم يحبوننا وقد رفضوا الصلاة مع من صلّوا عند وفاة والدتي؟
ألا تستحق والدتي والتي طالما أكرمتهم أن يشاركوا في جنازتها ؟
ما هذا الخلاف الذي يقبر الود ويُنكر القرابة....
إذن ، خالي هذا الذي يجزع لمرضي ..سيولي هاربا مني ويتنكّر لمعرفتي عندما أموت.

لماذا لا يصبحوا مثلنا ويتركوا هذه الصور والتماثيل التي لا تليق بهم...
وأعيادهم الغريبة التي تختلف عن أعيادنا.
كان أكثر ما يلفت نظري أنهم كانوا يزورننا في أعيادنا ، بينما أبي لا يذهب للزيارة في أعيادهم
مما عمّق لدي القناعة بأننا نحن الصواب ، ونحن الأكبر
لم اكن وقتها قد فهمت ما المعنى الذي نختلف فيه معهم ، عدا هذه الصور والتماثيل ...والأعياد
تجرأت مرة وفاتحت خالي ، فقال لي ،
الدين كقطعة القماش ، مهما طويناها بأشكال مختلفة يبقى أصلها واحد.
ونحن جميعا نؤمن أن خالقنا هو الله.

إذن هكذا بكل بساطة هو الدين
أن أؤمن أن الله خالقي ، ثم أختار شكل قطعة القماش التي أريدها
يستطيع إذن كل فرد أن يختار الشكل الذي يريده ما دام يؤمن أن الله هو الخالق
هل هذا فقط هو الصواب
من يحدد لكل فرد صوابية ما اختاره ، وحقه في سلوكه. ؟
هل لكل فرد الحق في أن يعتبر نفسه على حق ؟
لا ...هذه فوضى...
لا مقاييس ولا أحكام...
كلنا نعتقد أننا على حق
فالقاتل يعتقد أن من حقه القتل
والسارق يعتقد أن السرقة حقه
والكاذب يعتقد أن الكذب ضرورة وهو من حقه...
و
و

كان ينتابني صداع شديد في قراءتي للانجيل والمقررات الدينية النصرانية
لا ..غير ممكن أن يكون هذا ما يريده الله.
لا شك ان هناك خطأ ما ...

لم يكن لدي أي حيرة في أنني على حق
وأن الدين هو الإسلام

الناس يذهبون للمسجد في ديننا في خشوع وانتظام
بلا كلام ولا اختلاط
وعندما أذهب للكنيسة مع جدتي أجد أنها زيارات عائلية للنزهة والاصطياف
القسيس يتلعثم بكلمات تثير الضحك ، لا أعتقد أنه أو أحد من الموجودين يفهم منها شيئا
لا مانع من الشرب ومن الأكل
الناس في ديننا يحرمون أنفسهم من أشياء كثيرة ، لأنهم يعرفون أن هذا ما يريده الله.
لدينا مقياس يقترب منه البعض او يبتعدون
في دينهم، يطلقون هذا التعبير على الملتزمين منهم " هذا مؤمن " " تلك مؤمنة "
هذا فقط كل ما يحظى به ، احترام الناس ، ليس هناك تفضيل ديني لأحد على الآخر الا هامشيا ، وفي النهاية فكلهم على حق .


لا يمكن أن يكون هذا الدين مقياسا للبشر
إن لم نترك أشياء ونحرم انفسنا من أشياء حسب المقياس الشرعي
فأين هي التضحية التي حارب رسولنا صلى الله عليه وسلم سنين طويلة ونحت في العقول طويلا لأجلها؟
إن لم تكن هناك أشياء تغذّي نفوسنا من الداخل حتى تتخمها إيمانا وتملؤها رهبة من الله
فنحن لا نمارس الا طقوس
الدين ليس شكلا ولا مظهرا ، ولا طية من قطعة قماش.
إن لم نعرف ما مقياس الحلال وما مقياس الحرام
فنحن نعيش حياة الغاب
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.51 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (4.12%)]