عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-01-2022, 04:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي تراكمات زوجتي السلبية أدت إلى الطلاق

تراكمات زوجتي السلبية أدت إلى الطلاق
أ. خالد محمد



السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي خرجتْ مِن بيتي غاضبةً إلى بيت أهلِها تطلب الطلاق، ولا أدري ما الذي حصل لها؟ فهي مِنَ النوع الذي لا ينسى المواقف السلبية في حياتنا، ويترك ذلك أثرًا في نفسيتِها، حتى لو عاشتْ حياتها بشكلٍ طبيعيٍّ.
عند أدنى موقفٍ تبدأ بفَتْح أحداث الماضي؛ مما يجعلها في توتُّر شديدٍ يؤدِّي إلى حالة هيجان غير طبيعي، وغضب شديد يؤثِّر على علاقتنا، ونبدأ في مشاكل، هذا جانب.
ومن جانب آخر تتأثر بصديقاتها، وتحب تقليدهنَّ، ومثال ذلك: مسألة السفر للخارج، وإصرارها الشديد عليه، فمن حين لآخر تفاتحني في الموضوع، ولا ننتهي منه إلا بحدوث مشكلة، ومع تَكرار هذا الأمر أصبحتُ أعيش مشاكل كثيرة بشكل غير طبيعي.
يعلم الله أني أسعى جاهدًا لإسعادِها بكلِّ ما أستطيع، و لا أقصِّر في النفقة، لا أدَّعِي الكمال؛ فالكمالُ لله وحده.
تسعى في بعض المواقف إلى إغضابي؛ مِن حيث رفعُ الصوت، والتلفُّظ بألفاظ غير جيدة، وأنا أحاول أن أصبرَ، وأتحامل على نفسي؛ خوفًا على أبنائي مِن المستقبل، ولا أنكر أنني أصبحتُ أَغضَب بسبب تصرُّفاتها معي، وعدم تقديرها للمسؤولية، وفي كثيرٍ مِن الأحيان أسعى للصُّلح مرارًا وتَكرارًا؛ حِفاظًا على الأسرة، ودائمًا أضع نُصب عيني: "إذا أردتَ أن تُطَاع فأمُرْ بما يُستَطَاع".

أعيش معها منذ (15 عامًا) لم أرفعْ عليها يدي، هي الآن في بيت أهلها، ومُصِرَّة على الطلاق، أرشدوني ماذا أفعل لإيجاد حلٍّ؟! فهل أطلِّقها، أو تبقى على ذمتي وأتزوَّج غيرها؟!


الجواب:
أخي العزيز، لقد تفاجأتُ أنك تركتَ الأمور تصل إلى حدِّ خروج زوجتِك مِن بيتها إلى بيت أهلها، فاعلم - أستاذي الفاضل - بدايةً أن المرأة أحرص مِن الرجل على بيتها وأسرتها، وأنها لا تصل إلى مرحلة ترْكِ البيت إلا عند استنفاذ كل الخطوات الإنذارية الأخرى، خصوصًا أنكما متزوجان منذ 15 عامًا أو يزيد.
والأمرُ الآخر الذي فاجأني منك هو أنك فكَّرتَ، بل أقنعتَ نفسك بالطلاقِ، أو بالتعدُّد، وتبحث فقط عمَّن يُؤيِّد فكرتَك, وقفزت على 15 عامًا من العِشْرة والزواج والسكون، (ولو تصوَّرنا أنه لم يكنْ هناك سكون؛ لكنتَ فكَّرت في الطلاق مبكرًا), وأنت لم تذكر شيئًا عن أطفالك، وما سيحلُّ بهم عند الطلاق، أو التشرد والحالة النفسية المرة التي سيشعرون بها لو فقدوا أبًا كان لهم وحدهم، لتشاركهم فيه امرأة أخرى؟! وما يترتب عليه مِن غياب اهتمامك بهم، وكأنهم فعلًا غائبون عن تفكيرك أصلًا؟!
الزواجُ - أستاذي الفاضل - ليس مُغامَرةً، عندما تشعر بالملَل تذهب إلى غيرها, ومسؤولية إنهائه لا تكون فقط بكلمةٍ وتوقيع على ورقة, والزواج ليس لباسًا تخلعه، أو سيارة قديمة تتخلص منها، الزواج مسؤوليةٌ لعلها الأعظم في حياة الإنسان بعد الإيمان بالله - سبحانه - مسؤولية الإنسانة التي أحلَّها الله - سبحانه - لك, ومسؤولية رعايتها بكرامة وإنسانية, والرعاية ليستْ فقط طعامًا وشرابًا، وإلا كنَّا استوينا والحيوانات , بل هي كرامة ومشاعر، واحترام وتقدير.
أستاذي الفاضل، قبل أن يخطر في ذهنك أن الطلاق أو التعدُّد هو الحل الأنسب؛ يجب المرور بمجموعة من المراحل:
أولًا: حاوِل أن تُرجِعها إلى البيت فورًا؛ فوجودُها خارج البيت سيَجعَل تأثيراتِ الشيطان أقوى عليكما كليكما، ومشكلة أكبر لو اعتدتَ أنتَ على غيابها, واعتادتْ هي على غيابك.
ثانيًا: اجلِسَا بهدوءٍ ساعة، وتحدَّثا عن كلِّ ما يُضايقها منك، ويُضايقك منها؛ لعلكما تضعان خطَّة عمل لإنهاء الخلاف، فالزواجُ مؤسسة تحتاج لعمل كلا الطرفين لإنجاحها.
ثالثًا: تحتاجان التجديد والتغيير في حياتكما, والتجديد لا يأتي مِن الخارج، بل من داخل العائلة, وهذا لعله أحد أسباب البعد الوجداني بينكما، وهي تستحق إجازة بعد 15 سنة زواج لم تحصلْ على واحدة، وهنا الإجازة لها هي السفر.
رابعًا: لا مانع من السفر خارجًا لو كانتْ عندك إمكانية ماديَّة؛ فهي قد استنفذتْ طاقتها في تربية الأولاد، (جرِّب أن ترعاهم ليومٍ واحد لتعرف معاناتها)، ولو شئتما فاتركا أولادَكما مع أهلكما أثناء السفر، ولو لفترة قصيرة؛ لتكونَ معك وحدها, ويجب أن تَعرِف أن المرأة تتفهَّم أوضاع زوجها المادية لو لم تكن على ما يرام، لكنها لن تسكتَ لو كان معه ولا ينفق.
خامسًا: مما فهمتُه من رسالتك، أن هناك أسبابًا أخرى لهذا الأمر ، واحدة منها السفر، فلو كان الأمر كذلك، فيجب أن تتحدَّثا فيه لتُصلِحا باقي الأسباب.
سادسًا: عليك أن تتخيَّل أن الزوجة الثانية قد تطالبك بأشياء أكثر من الأولى، وقد لا تكون كما هي الصورة في ذهنك؛ فتنبه أخي الكريم.
وأخيرًا - أخي العزيز - لا تجعل نفسك في حالة إنكار، فتتابع الخطأ، وكن المبادِر لجمع شمل عائلتك، واقضِ وقتًا أكبر معهم، واصبر عليهم، وكن لهم نبعَ الحنان - كما يحلم أولادك - والسعادة التي نبتغي والتي هي في داخلنا.
وتفضَّل بقبول فائق احترامي ودعائي لك بالتوفيق






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.31 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]