عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-07-2022, 07:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي لا يتحمل المسؤولية وأريد الطلاق

زوجي لا يتحمل المسؤولية وأريد الطلاق
أ. سحر عبدالقادر اللبان

السؤال:

ملخص السؤال:
سيدة متزوجة منذ خمس سنوات، زوجها يستغلها ويكذب عليها، ولا يقوم بواجباته، ولا يتحمَّل المسؤولية، همُّه الوحيد العلاقة الجنسية فقط، وتفكر في الطلاق.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأتْ مشكلتي منذ خمس سنوات، عندما اكتشفتُ أنَّ زوجي كذاب ويستغلني، فهو لا يُفَكِّر في أولادِه، ولا يقوم بواجباته، ولا يتحمَّل المسؤولية، فأنا أعمل وأعتني بالأولاد، وأُنْفِق عليهم وعلى البيت وأقوم بكافة الأعمال، وعندما أُطالبة بمساعدتي وتحمُّل المسؤولية يتهرَّب بأنْ ليس لديه مالٌ، وأنَّ عليه ديونًا كثيرةً، علمًا بأنَّ هذا كلامه مِن سنوات، وأنا صابرة لعله يتغيَّر ويحس بواجباته تجاهي وتجاه أولاده، ويُشاركني في كلِّ شيء.

عندما أُناقشه في أمور البيت يخرج ويتركني، أو يُصِرُّ على أنَّ كلامه هو الصواب وأنا الخطأ، مع أنه لا يدري ماذا نفعل في البيت، وكلُّ ما يريده مني أن أُلَبِّي طلباته في الفراش؛ فهذا همُّه الوحيد، كما أنه يقوم بعمل حركات غير لائقة أمام الأولاد، وهذا ما جعلني أكرهه وأنفر منه!

منذ أن تَزَوَّجْنا وهو لا يُنفق عليَّ، مع أني بنيتُ له بيتًا مِن راتبي، وسجَّلْتُه باسمه، فضلًا عن كذبِه المستمر واقتراضه المال من الناس، كلُّ هذا جعلني أكرهه، وأنفر منه، وأهجره في الفراش، وأعاني نفسيًّا!

أُفَكِّر في الطلاق، فكلُّ هذه السنوات كنتُ صابرةً مِنْ أجْلِ أولادي؛ حتى لا أحرمهم مِن وجود الأب والأم معًا.
فأخبروني ماذا أفعل مع مثل هذا الزوج؟

الجواب:

الأخت العزيزة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدايةً أُرَحِّب بك في قسم استشارات الألوكة، وبعدُ:

فعزيزتي، لقد وقعتِ في خطأٍ تقع فيه الكثيراتُ، وهو بذْلُ كلِّ ما تستطيعين وكل ما تملكين في سبيل بيتك وأسرتك، غافلةً عن نفسك، وعن عثرات الزمان، وجاعلة الزوج يتقاعس عن تحمُّل مسؤولياته كرَبٍّ للأسرة، ويتمادى في تقاعُسه، مُطمئنًّا إلى أن هناك مَن يتحمَّل عنه ذلك، متناسيًا أن الزواج ليس المتعة فحسب، فالزواجُ بيتٌ ومسؤوليةٌ، وأن الله تعالى أعطى الزوج حق القوامة لإنفاقه على بيته وعلى زوجته، فهي غير مُكَلَّفةٍ بالإنفاق، وما تُقَدِّمه مِن مالها الخاص لبيتها هو صدقةٌ تُؤْجَر عليها.

عزيزتي، الحمدُ لله أنك قد استيقظتِ مِن غفلتك، وحان الوقت أن تضعي حدًّا لمعاناتك، وتُطالبي زوجك بتحمل مسؤولياته كاملة، اعمدي إلى لغة الحوار معه، فإنْ لم تجدي منها فائدةً تُرجى فعندك الأهل، وسِّطي بينكما مَن تثقين بإخلاصه ورجاحة عقله، وباحترام زوجك له، واقتناعه بكلامه، فإن باءتْ هذه المحاولاتُ بالفشل فعندك المحاكم الشرعية، فهي ستُلزمه بالنفقة عليك وعلى بيته وأولاده.

أما الطلاق فأبعديه عن ذهنك، فالطلاقُ هدْمٌ وليس بإصلاح، وهو الطريق الأخيرُ إذا سدتْ جميع الطرُق، وباتت الحياة مع الزوج مُستحيلةً.

عزيزتي، الجئي إلى الله تعالى، واسأليه في ظلمات الليل أن يُوفقك وعائلتك لما فيه خيركم في الدارين، وأن يهديَ زوجك ويُصلحه لك ولبيته، فالله القادرُ الرحيم الكريم، وتأكَّدي مِن أنَّه ليس بعد العُسر إلا اليسر، وأنك بصبرك ولجوئك الدائم لربك ستجدين فرَجًا وسعادةً وراحةً.

والله الموفق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]