عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-02-2007, 02:13 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي

شتان ما بين هؤلاء......وأولئك !!!!!
الإنسان‏..‏ كل إنسان تقريبا‏..‏ حين يشعر‏(‏ أو بالأحرى يتحقق‏)،‏ كم هو قريب من الموت.......
‏ تخامره بعض التساؤلات بينه وبين نفسه‏..‏....
فإن كان من أهل الآخرة‏، أي ممن يرجون لقاء الله‏ ، لابد انه سيسأل نفسه....................
تري.......... هل فعلت كل ما كان يمكنني فعله لكي تربو حسناتي علي سيئاتي؟
هل اتقيت الله ما استطعت؟
أم أنني تجاوزت حدودي ـ في بعض أمري ـ واتبعت ما أملاه علي الشيطان؟
هل اتقيت الله في خلقه؟
هل ساعدت من لجأ الي طلبا للمساعدة‏..‏ وقد كان ذلك بإمكاني؟
هل رحمت الضعيف وأعنته علي أمره؟
هل أمهلت معسرا اقرضته بعض المال‏..‏ أو تجاوزت عن الدين لما رأيت من عسره؟
هل ربيت أبنائي تربية زرعت فيهم الأخلاق الفاضلة؟
أم انني كنت قدوة سيئة لهم؟
أما بالنسبة لأهل الدنيا‏........
‏ فالأسئلة التي سوف يطرحها الواحد منهم علي نفسه‏، ربما تدور حول‏......
هل حققت لنفسي مركزا اجتماعيا مرموقا؟‏!‏
هل جمعت الثروة التي كان يمكنني أن أجمعها؟‏!‏
أم انني تراخيت شيئا ما‏،‏ وكان يمكنني أن أجمع أكثر؟‏!‏
هل تبوأت المناصب التي كنت أحلم بها أم أنني فاتتني فرص لم استغلها وراحت لغيري؟‏!‏
هل استمتعت بما فيه الكفاية أم انه كان يمكنني ان استمتع أكثر؟‏!‏
هل حياتي التي عشتها كانت حياة زاخرة بالإنجازات التي تذكر لي‏،؟؟‏
أم انها كانت حياة قاحلة لم أكد أنجز فيها شيئا‏..‏
الله مدار تفكير أهل الآخرة‏..‏
والناس مدار تفكير أهل الدنيا‏..‏
وكل فريق منهم ........ يقوم بإجراء معادلة لحياته‏..‏
واما ترضيه هذه المعادلة...... أو تسخطه على نفسه‏،
لأنه لم يفعل ما كان ممكنا أن يفعله‏..‏
يشعر الواحد من هؤلاء....... أو اولئك ، بأن هناك فرصا اهدرها، ومجالات غفل عنها‏..‏
وانه كان يمكنه أن يحسن من موقفه هنا أو هناك‏..‏ سيظهر كل ذلك واضحا جليا‏، وسيكون إما مبعثا للرضى ......وإما مبعثا للسخط والندم‏..‏
أيا ما كانت الوجهة التي اختارها الإنسان لنفسه
( ولكل وجهة هو موليها ) ‏(‏ البقرة‏148)‏
ان التحقق من قرب الموت.....يري الانسان الايجابيات والسلبيات في حياته وسلوكياته‏..‏ وربما افاد هذا في تصحيح اشياء تتطلب التصحيح‏، ‏ أو في اضافات هنا وهناك‏..‏
وكذلك ربما تؤدي الي تغيير النظرة الكلية الى مفاهيم الانسان وتصوراته‏..‏ وغاياته ووسائله‏..‏
وقد ينقل هذا العديد من ابناء الدنيا... ليصبحوا ضمن ابناء الاخرة....... لأنهم سوف يتبينون تفاهة الآمال التي كانوا يعقدونها على الدنيا وعلى الناس‏..‏ وأنها لا تساوي كل هذا الاهتمام الذي كانوا يولونه لها‏..‏
فيكتشف..‏ عيوبا يمكنه بالارادة أن يجتثها ويستأصلها‏،‏
وانه مقصر في أشياء‏..‏قد تكون هي المعاملات الطيبة مع الناس‏،
ويكون مازالت لديه الفرصة لكي يصلح من أمره ما اعوج أو لكي يستكمل ما نقص‏..‏
لأن حياتنا الأولى تتوقف عند الموت‏..‏
وما بعد الموت هو الأهم‏..‏ لأنه الأبدية‏..‏
*****
ألم ترى أن النوم بالنصف حاصل ***** وتذهـب أوقات المقيل بخمسـها
*****
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.03 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.16%)]