عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-02-2023, 06:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي الأمر لله (قصيدة)

الأمر لله (قصيدة)
د. عبدالحكيم الأنيس




(هذه قصيدة في توديع أحد طلابي وخال الأولاد: ثائر بن صُبحي الراوي البغدادي، بطل العراق والعرب وآسيا في رياضة بناء الأجسام، وقد تُوفي ببغداد يوم الإثنين (5) من شوال سنة (1442) الموافق (17) من مايو عام (2021) عن خمسين عامًا، متأثرًا بكورونا ومضاعفاتها، تاركًا أمًّا وزوجًا وخمسة أبناء، أصغرُهم في السادسة من عمره.

وكان قد لازمني مدةً، وأخذ عني "الجواهر" للجزائري، و"شرح الأجرومية" للسعدي، و"الغاية" لأبي شجاع، و"اللطف" لابن الجوزي، وافترقنا بعدُ فلم نلتق منذ سنين.

وكان - فيما علمتُ - حييًا سخيًا ذا مبراتٍ وصدقاتٍ.
وكان سليمَ القلب واليد للناس، إنْ لم ينفعْ فلا يضر.

رحمه الله رحمة واسعة، وكتبَه عنده في المُحسنين، وجعلَ كتابَه في عليين، وخلفَه في عقبهِ في ‌الغابرين)[1].


♦ ♦ ♦



الأمرُ للهِ، هُوَ الآمرْ
وهْوَ العزيزُ الباطِنُ الظاهِرْ




لا يَملكُ الإنسانُ مِنْ أمرٍ
واللهُ -لا نِدَّ لهُ - القاهِرْ




لكنّنا ندعوهُ في ذُلٍّ
أنْ يَجبُرَ المكسورَ في الخاطِرْ




نقولُ فيما قد عَرا حُزنًا
والطَّرْفُ ممّا قد جَرى ماطِرْ:




عجَّلتَ بالرحلةِ يا (ثائرْ)
ولم تُودِّعْ ناظِرًا ناظِرْ[2]




يَرْحمُك الرحمنُ في مثوى
يأوي إليه الناسُ في الآخِرْ




ولْيَجعل اللهُ به نُورًا
كالشمسِ في إشراقِها باهِرْ




يا ربِّ واجبْرْ أمَّهُ جَبْرًا
تَرْضى به عن حُزنِها الآسِرْ




والطفْ بأولادٍ له زُهْرٍ
واكتبْ لهم مستقبلًا زاهِرْ




واملأْ فؤادَ الأهلِ إيمانًا
وكُنْ لهم في الحادثِ الكاسِرْ




واغفرْ له وامنحْهُ رضوانًا
يا ربِّ أنتَ الراحِمُ الغافِرْ[3]


---------------------------------------
[1] وقد دُفن غيرَ بعيدٍ من والدهِ - رحمه الله - في مقبرة الغزالي (المعروفة في العصر العباسي باسم مقبرة عبدالدائم).

[2] وسبحان الله جاءتْ هذه الأبيات مِنْ (بحر السريع) على غير قصدٍ!.

[3] دبي: يوم الأحد (11) من شوال سنة (1442) = (23) من مايو عام (2021).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 05-03-2023 الساعة 06:18 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.37 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]