عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 27-06-2008, 05:42 PM
الصورة الرمزية ام سلمى2
ام سلمى2 ام سلمى2 غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: في رحمة الله
الجنس :
المشاركات: 580
افتراضي

ضميري هو سفينتي غير المرئية



كان يقوم بحساب الأموال الكثيرة ، الناتجة من بيعه في المتجر الذي يعمل بائعاً فيه ..

كان يجلس وهو يرتب نفسه للخروج في نهاية يوم حافلاً بالبيع والشراء ، كانت الأموال كثيرة ..مغرية ..

وفجأة توقفت تلك الأصابع عن الحركة ..

وأمسكت بمجموعة الأوراق النقدية التي كانت تقوم بعدها..

وأخذت العينان تتأملها بنهم وشراهة ..

والنفس توسوس بخبث ..

صاحب المحل وثق فيك ..لن يحاسبك ..!!

بإمكانك أن تأخذ من هذه الأموال ما شئت ولن يعلم ..

إلى متى ستبقى بائع مقابل أجرٍ زهيد ..؟


انهض بنفسك وخذ الأموال وحقق الأماني ..وأفتح متجراً خاصاً بك ..

أرقى بنفسك لتكون من أصحاب الأملاك ، يشار إليك بالبنان..

لتكون رجل أعمال له الأمر والنهي، بدل عامل بسيط حقير..

إنها فرصتك هيا ..هيا ..

إلتمعت عيناه بالخبث ، وحركها بنهم وجشع على الأموال ..

أخذ بعض الرزم ووضعها في حقيبته ..!

ولكن جشع النفس ..

هذا فقط ..!!

خذ خذ فالمال كثير ...

وامتدت يده ثانية لتعبَّ من تلك الرزم ..

بعدها أقفل حقيبته ..

وعدَّل الحسابات على ما ترك من أموال ، وقَفِلَ عائداً إلى منزله ..

والنفس تبث سمومها فيه..

وتغريه بالجاه والغنى والمكانة المرموقة..

ولج بيته ..دخل غرفته ..بعد أن طلب من أهله عدم إزعاجه ..


ثم جلس على السرير متربعاً وفتح الحقيبة وأفرغ محتواها المالي أمامه ..


وأخذ الرزم المالية يتأملها بين يديه والخبيث يصور له السيارة الفخمة والقصور الفارهة والرحلات و..و..


ثم ينبثق صوت غائر ,..بعيد كان كلما هَمَ بالنهوض حقنته النفس بمادة مخدرة فعاد إلى سباته ..


ولكن هذا الصوت قوي بحيث اخذ يقاوم بقوة هذا التيار من الخدر..

لينهض ويقول ..

لقد وقعت في الحرام .. !!

إنك تسرق ...!!

إنك تخون الأمانة..!!

أنسيت أن الله يراك ...!!


نظر بخوف ووجل إلى الأموال التي أمامه..


وتوقفت يده عن مداعبة الأوراق المالية ..

وردد بجزع .. ماذا فعلت ..؟؟؟

كيف جرؤتُ على هذا ..؟؟؟

رباه ..رباه..رباه..


وفاضت دموع الخشية تغسل ذاك الجرم ..


وقام بلملمة كل شيء وأعاد كل شيء إلى مكانه..


وتلك رحمة الله بذلك الرجل .. تأتي في لحظات الضعف الذي تتملكها النفس الأمارة ..


ليقول كلمته الفصل ..


ويعيد الأمور إلى نصابها ..


ليكون الحقُ حقاً والباطلُ باطلاً


كتبته أم سلمي2



بتاريخ 22ـ 6ـ 1429 هـ


الموافق 26ـ 6 ـ 2008
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.78 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]