عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-04-2021, 01:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي أخي غير ناضج ويريد الزواج

أخي غير ناضج ويريد الزواج
أ. مروة يوسف عاشور





السؤال



ملخص السؤال:

فتاة لديها أخٌ عمره 19 عامًا، يريد الالتحاق بالجامعة، لكن الفتاة غير موافِقة؛ لأنَّ الجامعةَ مُختلطة، ومَليئة بالفِتَن، كذلك الشاب يُريد الزواج وهي رافضة لتصوُّرها أنه غير متحمِّل للمسؤولية، وتسأل: ما رأيكم فيما أفعل معه؟



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لديَّ أخٌ عمره 19 عامًا، سيتقدم لاختِبار البكالوريوس مِن أجْلِ الالتِحاق بالجامعة، لكن للأسف جامعاتُنا فاحشةٌ في الاختلاط إنْ صَحَّ هذا التعبير، خاصَّة في العامين الأخيرين.




وصل الحال إلى أن الفتيات - هداهنَّ الله - يَتَفَنَّنَّ في إثارة الشباب والإيقاع بهم، وأصبح هَمُّ الشباب النِّساء والخمر والمخدِّرات! وقلَّ مَن نَجِدُه ثابتًا بشهادتِه، فزوجي الذي يدرس في الجامعة يُريد تركها بسبب الفِتَن!




المهم أنني أُعارض ذهاب أخي إلى الجامعة، على عكس والدي، واقترحتُ على أخي أن يَعْمَلَ في التجارة، وأن يفتحَ مَتْجَرًا، فهل أنا على صوابٍ فيما اقترحتُ عليه؟




كذلك يريد الزواج، وأرى أنه ما زال صغيرًا، فهل زواجُه في هذا السنِّ مناسبٌ، خاصة أنه يَظْهَر لي عدم نُضُوجه، مع العلم أنه صَرَّح لي ولأمي بأنه يريد أن يعُفَّ نفسه عن الحرام؟ وأمي عصبية وغيور جدًّا، خاصَّة أنه الابن الوحيد، وربما دلَّلَتْهُ أكثر من اللازم.




فأرجو أن تُجيبوا عن أسئلتي، وأن تَنْصَحُوني ببعض الكُتُب التي يُمكن أنْ تساعِدَه على النُّضج والوعي اللازمَيْنِ لتحمُّل المسؤولية.




وأسأل الله أن يبارك فيكم، وجزاكم الله خيرًا


الجواب



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أختي الكريمة، حياكِ الله، وجزاكِ كل خير، وبارك فيكِ، وتقبَّل دعواتكِ الطيبة، وجعَل لكِ منها أوفر النصيب.




مِن الجميل أن تَحرصي على أخيكِ، ويستمرَّ حِرصكِ عليه حتى بعد زواجكِ وانشغالكِ، ولكن اسمحي لي ببعض الملاحظات على ما رأيتُ مِن تناقُضٍ في عائلتكِ الكريمة؛ فأنتِ ترفضين التحاق أخيكِ بالجامعة، وليس أمامه خيارٌ آخر في تحصيل هذا النوع مِن التعليم، في حين قبلتِ مَنْ يعمل بها زوجًا، وكان أمامكِ خياراتٌ أخرى.




ووالدتكِ حفظها الله ترفُض زواج أخيكِ؛ ليس لأنه غير ناضج، وليس لمصلحتِه، وإنما لأنها غيور وعصبيَّة.




نحن بحاجةٍ إلى تعديل وجهات نظَرنا، وتغيير مفاهيم الحياة بما يجمع لنا ولأحبتنا الخير من كافة جوانبه، فمِن غير المقبول أن تحصلي وزوجكِ وأفراد العائلة على شهادة جامعيةٍ، ويبقى أخوكِ بغير شهادة مِن أجل أنَّ الاختلاط بها غير مُحْتَمَل، وأنا لا أخالفكِ في تلك البَلْوى التي عَمَّتْ جامعاتنا العربية وغيرها مِن أماكن الدراسة والعمل المختلطة، بَيْدَ أنَّ ترْكَ مجال التعليم والهُرُوب لعالم التجارة ليس مِن الصواب في شيءٍ، فهل ترين أنه من المناسب أن ننسَحِبَ تمامًا مِن مجال التعليم ونتركَ الأمر لغير المسلمين أو العلمانيين؟!




لا مانعَ أبدًا من زواج أخيكِ في هذا العمر، متى ما ضمن الإنفاقَ على أسرته وإعالتها، وهو بحاجة لمن يقف بجانبه ويَدعمه، ويزرع فيه مُراقَبة الله وتقواه، وليس لِمَنْ يُشير عليه بالهروب من تلك الفِتَن؛ لأنه باختصار سيجدها في كلِّ مكان؛ في العمل، والشارع، والجهات الحكوميَّة، التي سيَضطرُّ للتعامُل معها، فإلى أين سيهرب حينها؟




عزيزتي، الحلُّ ليس في كتابِ يقرؤُه أخوكِ، ولا في استشارةٍ يطَّلع عليها، وإنما الحلُّ في مجاهَدة النفس، وتعويدها الصبر على البلاء بأنواعه المختلفة، وتقْوية الإيمان بالله ومراقبته، وأفضل ما يُعين على ذلك الاطِّلاع والقراءة في كتب العقيدة؛ مثل:

العقيدة الصحيحة وما يُضادها؛ للشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، ومِن الكُتُب النافعة للشباب بوجهٍ عام: حِفْظ العمر؛ للعلامة ابن الجَوْزيِّ - رحمه الله - ، وسلسلة أعمال القلوب؛ للشيخ محمد المنجد - حفظه الله -، وهذه الكُتُب متوفِّرة على الإنترنت، إلَّا أنَّ التطبيق والتقرُّب إلى الله بحاجةٍ لعزيمة وإرادةٍ وإنماء اليقين بالله عزَّ وجلَّ.





حفظكِ الله وزوجكِ وأخيكِ وأهلكِ وكل شباب الإسلام من الفِتَن، ما ظهَر منها وما بطن، ووقانا وإياكِ شر كلِّ ذي شرٍّ.




واللهُ الموفِّق، وهو الهادي إلى سَواء السبيل

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]