عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-09-2022, 06:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي بذل الجهد للآخرين.. تجارة لن تبور

بذل الجهد للآخرين.. تجارة لن تبور


ياسر محمود


تنقسم أعمال المرء الصالحة إلى نوعين: عمل قاصر يعود نفعه على نفسه، وعمل متعد يمتد أثره ونفعه لغيره من الناس، ومن المقرر أن الأعمال الصالحة التي يمتد نفعها للآخرين خير من أعمال التطوع التي يقتصر نفعها على صاحبها.
وتتنوع صور نفع الآخرين بين نفع بالمال أو بالعلم أو بالمشاعر أو نفع بالجهد أو بغير ذلك، وفي هذا المقال نلقي الضوء على نفع الآخرين بالجهد.
ثبات على الصراط
فمن يبذل من وقته وجهده ويسعى في قضاء حاجات الناس، يثبت الله قدمه على الصراط الذي هو أدق من الشعر وأحد من السيف، فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ومن مشي مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قلبه يوم تزل الأقدام" (رواه بن أبي الدنيا بسند حسن).
مزاحمة أصحاب المال
وإن ضاقت يد المرء عن بذل المال وإنفاقه في سبيل الله، فأمامه أبواب عديدة يستطيع من خلالها أن يزاحم أصحاب الأموال في إنفاقهم، وكأنه يتصدق بما يتصدقون به من أموال؛ وذلك بما يبذله لمن حوله من ألوان النفع بالجهد، فعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "... وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك" (رواه أحمد).
خير من اعتكاف
الاعتكاف عبادة محضة رفيعة الدرجة يستغرق فيها المرء في العبادات من صلاة وذكر وتلاوة للقرآن وغير ذلك، هذا إذا كان الاعتكاف في أي مسجد، أما إذا كان الاعتكاف بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فلا شك أن الاعتكاف سيكون أعظم، ورغم هذا كله إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم يجعل حرص المرء على نفعه لمن حوله وسعيه معهم لقضاء حوائجهم أفضل من ذلك كله، فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة –شهرا" (رواه البخاري).
ذهب المفطرون بالأجر
وخدمة الآخرين والقيام بشئونهم يعظم بها الأجر حتى لينال القائم بذلك خيرا مما ينال غيره من المشتغلين ببعض العبادات عن قضاء هذه الحاجات، فعن أنس قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلا في يوم حار، أكثرنا ظلا صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوام، وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذهب المفطرون اليوم بالأجر" (رواه مسلم).
وتعلم أحد الصالحين ذلك المعنى من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يترك صيام النافلة في بعض الأيام التي اعتاد صيامها حتى لا يضعف عن قضاء حوائج الناس.
اشفعوا تؤجروا
ومن أبواب عون الآخرين في قضاء حاجاتهم أن يشفع لهم المرء عند من يقدر على قضاء هذه الحاجات: من حاكم أو قاض أو مسئول أو ولي امرأة يريد أن ينكحها أو زوج عند زوجته أو غير ذلك من الناس، على أن تكون هذه الشفاعة في أبواب الخير، كما دعانا لذلك المولى سبحانه وتعالى في قوله: }من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها{، والنبي صلى الله عليه وسلم يضرب لنا المثل والقدوة في ذلك، فها هو يشفع لرجل عند امرأته حين اختارت فراق زوجها، فقال له صلى الله عليه وسلم: "لو راجعتيه فإنه أبو ولدك"، قالت يا رسول الله أتأمرني قال: "إنما أنا شفيع"، قالت فلا حاجة لي فيه (رواه النسائي).
وعن معاوية قال: اشفعوا تؤجروا، فإني لأريد الأمر فأؤخره كيما تشفعوا فتؤجروا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اشفعوا تؤجروا" (رواه البخاري).
سعي ونفع
كانت هذه بعض صور نفع الآخرين بالجهد وفضائله، فلنحرص على بذل ما وسعنا من جهد في عون الآخرين، ولنساهم بجهدنا في إيصال حقوق الفقراء إليهم، ونشفع للمحتاجين ونتوسط لهم في أبواب الخير.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]