عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-12-2021, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مقدمة لديوان " دمشق في عيون الأثري "

مقدمة لديوان " دمشق في عيون الأثري "


د. عدنان الخطيب



ولم يستكنِ الشّاعرُ الحُرُّ ولم يَهِنْ، بل رَحَّبَ بالنَّفْي، وأخذ يهتِفُ من أعماق سجنه في (ألفاو)[6] للحريّة الَّتي يَنْشُدُها قومه بروائع من الشّعر الخالد. وفي قصيدة منها يقول[7]:





مُبْلِغِي نَفْيي إلى (ألفاو) الشَّطِيرِ

مَرْحبَاً بالنَّفْيِ والسِّجْنِ الضَّريرِ[8]




مَطْمَحُ الثَّائِرِ آفاقُ السَّما

وكذا مَطْمَحُ رُوّادِ النُّسُورِ




أتَراهُ، إنْ هَوَى، يُضْرِعُهُ

نَبَأُ السِّجْنِ وإيغالِ المسيرِ؟











ثمَّ يشير الشّاعر إلى ما صنعه، فكان جزاؤه النَّفْي، معتزّاً بما قدّم، شامخاً بأنفه، لصدقه وإبائه، قائلاً:





كان شِعْرِي في مَآسِي أمَّتِي

عن أمانِيَّ رَسُوِلي وسَفِيرِي




بينَ أيْدِيها تَغَنَّى، وغَدا

بَلْسَمَ الجَرْحَى ومَسْلاةَ الصُّدُورِ




صادِحٌ.. تُذْكي أغانيهِ المُنَى،

أو تُثيرُ الشَّوْقَ في القلبِ الكسيرِ




صَدَقَ الأمَّةَ، إذْ غَنَّى لها

رائِدُ الأمّةِ ذو صِدْقٍ وخيرِ




لم يَزِغْ عنها، ولم يَكذِبْ، ولا

سارَ في موكب مُثْرٍ أو أمِيرِ











ثم يصيح الشّاعر بسَجّانيْهِ متوعّداً:





لا أرَى ثورتَنا أبعدَ من

قاب قَوْسَيْنِ، وتَأتِي بالثُّبُورِ!











وفي قصيدة أخرى هَتَف للعزّة الوطنّية من أعماق السِّجْن، فقال[9]:





ألا في سبيل الله والوطن الغالي

بِعادِيَ عن داري وعِرْسي وأطفالي




عصافيرُ.. لا ساعٍ يروحُ عليهِمُ

سِوايَ، ولا راعٍ يحوطُ، ولا واليِ











ثُمَّ يستدرك الشّاعر قائلاً:





ولكِنَّ أوطاناً، نَعِمْتُ بخيرِها،

سأوثِرُها دوماً على النَّفْسِ والآلِ

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]