عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-11-2021, 04:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مقدمة لديوان " دمشق في عيون الأثري "

تمتصُّ من حُرّ البَيانِ عُرُوقُهُ

ويُجِلُّهُ إيقاعُهُ، ويَزِينُهُ




زاهٍ بأبْكارِ التَّخَيُّل ثوبُهُ

لا عُورُهُ تنتاشُهُ، أو عُونُهُ




يَسْتَنُّ سِحرُ الحُسْنِ في أعطافِهِ

ويَتِيهُ منه رَقيقُهُ ومتَيِنُهُ




وكأنَّما سُقِيَ الرُّحِيقَ مُعَلَّلاً

فَتَورَّدَتْ وَجَناتُهُ وعيُوُنُهُ










إن (شعر الأثريّ) متعدّدُ الأغراض، متنوع المقاصد، وديوانه (مَلاحِمُ.. وأزهارٌ) سِجِلّ حافل بمختلف المقاصد والأغراض، فمن شعر النّضال والجهاد إلى شعر الفخر والتّغنّي بالمجد التَّلِيد، إلى وصف الطَّبيعة ورسم الظِّلال، ومن شعر الغَزَل ووصف مختلف النّوازع إلى الرِّثاء وبكاء الأحباب...







وما أنْسَ لا أنْسَ يوماً من أيّام عام 1941، وقفتُ فيه في (بغداد) مع فِتْيَة أعَدُّوا أنفسهم للاشتراك في (حرب التّحرير العراقيّة)، نستمع إلى (الشّاعر الأثريّ) يخاطب (العِراق)، بصوت حمله الأثير إلى سمع الملايين في مختلف أرجاء الوطن العربيّ، قائلاً من قصيدة طويلة[3]:





غَمَزُوا إباءَكَ، فاضطَرْمتَ أباءَا

وحَشَدْتَ جَوَّكَ، والثَّرَى، والماءَا[4]




رامَوْك لِلذُّلِ المُقِيمِ، وقد مضى

دهرٌ تُسامُ به الشُّعُوبُ سِباءَا!











ثمّ عَرَّضَ الشَاعر بِـ (الإنكليز)، الّذين غُلِبُوا على أعصابهم بسبب من هزائم جيوشهم أمام الجيوش الألمانيّة، فقال:





يا وَيْحَهُمْ! غُلِبُوا على أعصابِهِمْ

فتحَرَّشُوا بكَ سَكرةً وغَباءِا











ثمّ أشار إلى (الجيش العراقيّ)، وإلى (الجماهير) الَّتي تدفّقت لتحّيته، قائلاً:





أنْظُرْ إلى الأبطالِ كيفَ تَواثَبَتْ

وإلى الثَّنايا كَيْفَ لُحْنَ وِضاءَا




وإلى الحميَّة كيفَ أجَّ لَهِيبُها

وسَرَتْ كألْسِنَة اللّظَى حمراءَا




وإلى الجموعِ الهاتفاتِ.. كأنّها

تستقبلُ الأعْراسَ والنَّعْماءَا











وختم الشّاعر قصيدته قائلاً:





يا ساعةَ التّحرير! عُرْسُكِ قد أنى [5]

إنَّ البَشائِرَ لُحْنَ والبُشَراءَا




سَقْياً ليومِكِ في الزَّمانِ، فإنَّهُ

عن ليلةِ القَدْرِ الرَّجِيَّةِ ضاءَا











وخرجت (بغدادُ) يومئذٍ عن بَكْرَة أبيها تُلبّي نداء الجهاد، حتّى إذا ما جرت الرِّياح بغيرِ ما تشتهي السُّفُنُ، كان (الشّاعر الأثريّ) في جُملة من اعتُقِل، وحُمِلَ إلى المنفى، جزاءَ ما جرى على لسانه من دعوة إلى استخلاص حقّ مهدور، وثورة على باطل قائم.

















يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.26 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]