عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-11-2021, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي مقدمة لديوان " دمشق في عيون الأثري "

مقدمة لديوان " دمشق في عيون الأثري "


د. عدنان الخطيب



















مقدمة لديوان "دمشق في عيون الأثري"














إنّ قوارير الطِّيب إنّما تغلو بقدرِ ما فيها من عِطْر، والعِطْرُ يغلو مع نـَدْرَة الزَّهْر الذي استخلص منه، أفرأيتَ إلى قارورة من ذهب خالص مُلِئت بأغلى العطور؟







بين يَدَيَّ الآن ما هو أثمن من أيّ قارورة طيب، إنـّه ديوانٌ صدر حديثاً، تقرأ فيه شعراً بلغة سليمة مُشرقة، شعراً مُتألِّقَ القَسَمات، فتّان الرُّواءِ، يتيه بأبراد موشّاةٍ بأروعِ الصُّوَر، تُحِسُّ معها صنعة مَنْ يتذوّق الجمال، ويُحسن اختيار الألفاظ، وتشتمُّ - وأنت تقرؤه - شَذا الرَّيْحان، وعَبَق النَّرْجِس، وأرِيج الياسمين.







إنـّه ديوان جديد، ديوانُ شعرٍ يَعْرُبـِيّ السِّمات، في نشْرِهِ فخرٌ للعربيّة أيُّ فخر، وهو لعشّاقها خمر، وأية خمر تُسْكِرُ بلا غَوْل ولا إثم؟







هذا هو ديوان (ملاحم.. وأزهار) لشاعر بغداد الكبير، وذُخْرِ العربيّة الجليل: الأستاذ (مُحَمَّد بهجة الأثـَرِيّ)[1].







لقد امتاز (شعر الأثَرِيّ) بصفات بَوَّأته المكانة الرفيعة التّي يحتلّها اليومَ بين شعراء العربيّة، وهو الّذي أغنى الأدباءَ والنُّقّادَ بشعره عن تعريف الشّعر وبيان حقيقته، فحدّد بنفسه معالمه، ووصف سماته، وعَدَّدَ بواعثه، مُشيداً بالنبيل من غاياته ومقاصده، فاستهلّ ديوانه بقصيدة من عيون الشِّعر خَطَّها بيده، سَلِمَتْ يَدُه وقال في مطلعها[2]:





الشّعْرُ... ماروّى النُّفُوسَ مَعِينُهُ

وجَرَتْ برقَرْاقِ الشُّعُورِ عُيُونُهُ




وصَفَتْ كلألاءِ الضيّاءِ حُرُوفُهُ

وزهت بِوَضَّاءِ البيانِ مُتٌونُهُ




متألّقُ القَسَماتِ، فَتّانُ الرُّؤَا

يزهو صِبا الفصحى الطَّريِرَ رَصِينُهُ




حُرُّ المذاهبِ... لا يشوبُ أصُولَهُ

كَدَرٌ، ولا واهِي اللغاتِ يَشِيِنُهُ




ابنُ الحقيقة، والحقيقةُ نَهْجُهُ

والصِّدْقُ في أرَب الحياةِ خَدِينُهُ




تجري على سَنَنِ الجلالِ خِلالُهُ

ويَرودُ أوْضاحَ الجمالِ يَقِينُهُ




غَرِدٌ.. كصَدّاح الكَنارِ، مُساوِقٌ

نغمَ الطّبيعةِ، راقِصٌ موزونُهُ











ويمضي الشّاعر في تحديد أوصاف الشِّعر الأصيل، ثمّ يتساءل في ختام قصيدته قائلاً:





أيْنَ الجديدُ البِكْرُ.. ليس بظالعٍ

مشَيْاً، وليس بناصِلٍ تلوينُهُ؟




الواثِبُ الرُّوحِ، الأصيلُ شعورُهُ

وخيَالُهُ، ونُزُوعُهُ، ويَقِنُهُ

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.48 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]