عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-01-2022, 04:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا بعد رمضان؟

ماذا بعد رمضان؟

















حسام العيسوي إبراهيم




أيام معدودات عشناها في طاعة الله عز وجل، أحسسنا فيها بلذة القيام وجهد الصيام، عجِلنا فيها إلى الله تبارك وتعالى.







كان شعارنا فيها: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84].







كان نشيدنا فيها: ﴿ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الصافات: 99].







وهكذا أيام رمضان تنتهي سريعًا، لا يمر فيها يوم إلا تبعه أيام، والسؤال: لماذا لا تكون السنة كلها رمضان؟







يقول الله تعالى:



﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ ﴾ [النحل: 92].







ويقول صاحب الظلال:



فمَثَلُ مَن ينقض العهد مَثَلُ امرأة حمقاء ملتاثة، ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعًا منكوثة ومحلولة! وكل جزئية من جزئيات التشبيه تشِي بالتحقير والترذيل والتعجيب، وتشوِّه الأمر في النفوس، وتقبِّحه في القلوب، وهو المقصود، وما يرضى إنسان كريم لنفسه أن يكون مَثَلُه كمثل هذه المرأة الضعيفة الإرادة، الملتاثة العقل، التي تقضي حياتها فيما لا غناء فيه!







ويحذرنا القرآن الكريم أيضًا بقوله:



﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج: 11].








يقول صاحب الظلال:



والتعبير القرآني يصوِّرُه في عبادته لله ﴿ عَلَى حَرْفٍ ﴾، غير متمكن في العقيدة، ولا متثبت في العبادة، ويصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى، ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة، ووقفته المتأرجحة تمهِّد من قبلُ لهذا الانقلاب.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.60 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]