عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 01-12-2021, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مقدمة لديوان " دمشق في عيون الأثري "

تغمُرُ (الغُوطَتَيْنِ) بِشْراَ وزَهْواً

مثلَما يَغْمُرُ النُّفُوسَ الحُبُورُ




وعلى صوتها الطُّيُورُ تَغَنَّى

ولقد يُطرِبُ الطُّيوُرَ الخرِيرُ




عَشِقَتْ لَحْنَهُ، وللماء لحنٌ

يُسْكِرُ السَّمْعَ جَرْسُهُ المخمورُ




حيث تغدو يُلْهِيكَ منها سَماعٌ

ومن الرَّوْض مُؤنِقٌ منضورُ




عُرُسٌ.. قام للطَّبيعَةِ فيها

يَسْتَخِفُّ الإنْسانَ وَهْوَ وَقُورُ




تَهْزِجُ الطَّيْرُ والأنَاسِيُّ فيه،

ويَمُور السَنا، ويذكو العَبِيرُ










وبعد هذا الوصف المترف لجنات دمشق وأنهارها، وغناء طيورها، يقف الشّاعر لحظة، ويقول:





قِفْ تَمَتَّعْ ممّا تَراهُ قليلاً،

وقليلٌ مِمّا تَراهُ كثيرُ




للأنوفِ الشَّذا أريجاً، وللِسَّمْ

عِ الأغاني، ولِلّحاظِ البُدورُ!











وحين كانت (أعراس الشّام) سنة 1947، بعد أن مضى عام كامل على جلاء المستعمر عن ثراها الطّيّب، أحبّ شاعرنا الكبير أن يهنيء (دمشق) في أعيادها، ويشكر لأبنائها حفاوتهم به، فأعدّ خريدته (دِمَشْقُ في ذكرى الجلاء)[19]، وأنشدها في (دار المجمع العلميّ العربيّ):



غَفَرْتُ للدَّهْر أيّاماً.. سَلَفْنَ له

لمّا أتانيَ في (الفَيْحاءِ) يُشْكِيني




لي في خمائِلها الخُضْر الّتي حَسُنتْ

عُلْيا المَقاصِير من سُكْنَى الميامينِ




من تحتها (بَرَدىَ) نَشْوانُ مُطّرِدٌ

بدافقٍ من رَحِيقِ الخُلْد مضنوني[20]




كأنَّهُ، وشُعاعُ الشَّمْسِ ضاحَكَهُ

فِرِنْدُ سيفٍ صقيلِ الوجهِ مسنونِ



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]