عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-02-2021, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي من الصفات العقلية والنفسية للمعلم: الصبر

من الصفات العَقْلية والنَّفْسِيَّة للمُعَلِّم:

"الصَّبْر"

د. طه فارس


الصبر تعبيرٌ عن قُوَّةِ إرادةِ الإنسان، وكمالِ عقلِهِ، وبُعْدُهُ عنِ التَّسَرُّعِ والطَّيشِ والرُّعُونةِ، وتعامله مع أمورِ الحياةِ ومشكلاتِهَا بِحِكْمَةٍ وتَحَمُّلٍ ومسؤوليةٍ[1].

ولا بُدَّ للمعلِّم من أن يكون صابراً وصَبُوراً على معاناة مِهْنَة التَّعلِيم ومشاقِّهَا، بَاِذلاً أقصى جهدِهِ لتقريب المعلوماتِ التي يطرحُهَا على أذهان الطلبة، وإن استدعى ذلك منه تكراراً أو تنويعاً للأساليب؛ وأن يكون قادراً على مواجهة مشكلات الطلاب ومعالجتها بحكمةٍ ورويَّة؛ دونَما غضبٍ، أو انفعالٍ، أو نحوِ ذلك[2].

وقد أمرَ الله تعالى بالصبر أنبياءه عليهم السلام، وهم أساتذة الخلق، ورسل الحق، وخصَّ بالأمر بالصبر مُعلِّمَ الناس الخير عليه الصلاة والسلام، فقال له: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 35]، وقال: ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴾ [القلم: 48]، وقال: ﴿ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾ [المدثر: 7]، بل أمرَهُ بالصبرِ الجميلِ، فقال: ﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴾ [المعارج: 5]، وهو الصبر الذي لا يَصْحَبُهُ جَزَعٌ ولا شَكْوَى[3].



[1] انظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها لحبنكة 2/307.

[2] قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصبر ضياء"، فهو ينير لصاحبه الطريق المستقيم، ويوضح له سبيل الفوز، ليصل إلى النجاح في الدنيا، والنجاة والفوز برضوان الله في الآخرة. أخرجه مسلم 1/203برقم223؛ والترمذي5/535 برقم 3517؛ والنسائي برقم 3437؛ وابن ماجه 1/102 برقم280.

[3] تفسير القرطبي 18/284؛ البحر المديد 8/199.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.92%)]