عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25-10-2021, 05:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التطهير بالبخار

المسألة الثانية: الألفاظ ذات الصلة:
1 البخر: الرائحة المتغيرة من الفم، وكل رائحة ساطعة بخر(51) قال أبو حنيفة(52): "البخر النتن يكون في الفم وغيره بخر بخراً وهو أبخر"(53) قال محب الدين الزبيدي: "قال شيخنا والمعروف في البخر التقييد في الفم دون غيره، كما جزم به الجوهري، والزمخشري، والفيومي، وأكثر الفقهاء(54).
ويقال بخّرت لنا وبخرت علينا نتنت، وفي كلام الدؤلي "لا يصلح للخلافة من لا يصبر على سرار(55) الشيوخ البخر"(56) والبُخر جمع أبخر تقال للذكر إذا أنتن ريحه، والأنثى بخراء، والجمع بخر، مثل أحمر وحمراء وحُمر(57)، وبنات بخر كبحر ومخر سحائب يأتين قبل الصيف منتصبة رقاق بيض حسان، والبخراء والبخرة: عشبة تشبه الكشنى ولها حب مثل حبه، سوداء، سميت بذلك لأنها إذا أكلت أبخرت الفم حكاها أبو حنيفة، قال: وهي مرعى وتعلفها المواشي فتسمنها، ومنابتها القيعان(58).
العلاقة بين البخار والبخر:
تبين مما سبق أن البخار تثيره الريح، والبخر له رائحة؛ فالجامع بينهما أن الريح تثيرهما، ولكن البخر خاص عند الفقهاء بالرائحة الكريهة التي تخرج من الفم، أما البخار فهو ما يخرج من الماء الحار، أو من الندى(59).
2 - الدخان:
قال ابن فارس "الدال والخاء والنون، وهو الذي يكون عند الوقود ثم يشبه به كل شيء يشبهه من عداوة ونظيرها"(60).
والدخان مثل رُمّان، وهو المشهور على الألسنة العُثان(61)، وهو معروف جمع أدخنة، ودواخن، ودواخين(62).
وابنا دخان غنى وباهلة(63)، قيل سمو به لأنهم دخنوا على قوم في غار فقتلوهم(64).
ومن المجاز (هدنة على دخنٍ)(65) أي على فساد واختلاف تشبيهاً بدخان الحطب الرطب، لما بينهم من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر(66)، قال أبو عبيد "تفسيره في الحديث هو قوله "لا ترجع قلوب على ما كانت عليه"(67) وأصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد"(68).
فظهر مما سبق أن الدخان يراد به ما يتصاعد من النار عند الاحتراق.
العلاقة بين البخار والدخان:
يظهر أن هناك توافقاً في المعنى اللغوي بين البخار والدخان، ولذلك قال بعض علماء اللغة إن كل دخان يسطع من ماء حار فهو بخار(69)، وقال ابن تيمية - رحمه الله -: "قد يسمى البخار دخاناً ومنه قوله - تعالى -: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت: 11). قال المفسرون: بخار الماء، كما جاء في الآثار "إن الله خلق السماوات من بخار الماء" وهو الدخان، فإن الدخان الهواء المختلط بشيء حار، ثم قد لا يكون فيه ماء، وهو الدخان الصرف، وقد يكون فيه ماء فهو دخان، وهو بخار كبخار القدر، وقد يسمى الدخان بخاراً؛ فيقال لمن استجمر بالطيب تبخر، وإن كان لا رطوبة هنا بل دخان الطيب سمي بخاراً"(70) أ. هـ وقد غلب استعمال الدخان فيما نتج من احتراق الحطب، ولذلك قال ابن فارس إنه يكون عند الوقود(71)، وأما البخار فغلب استعماله فيما يخرج من الماء أو الندى"(72)، قال الشوكاني: "الدخان ما ارتفع من لهب النار، ويستعار لما يرى من بخار الأرض"(73).
3- البخور: كصبور ما يتبخر به، وثياب مبخرة مطيبة، وتبخر بالطيب ونحوه تدخن، وفلان يتبخر ويتبختر(74)، وبخور مريم نبات جلاء مفتح مدر نفّاع(75) والمبخور المخمور(76).
العلاقة بين البخار والبخور:
يظهر مما سبق أن البخور هو عبارة عن دخان، ولكنه دخان لنوع خاص من الطيب إذا وضع على الجمر انبعثت منه تلك الرائحة، فهو أقرب ما يكون للدخان، بخلاف البخار فإنه عبارة عما يتصاعد من الماء، أو مما فيه رطوبة.
------------------------------------
(1) رواه البخاري في كتاب العلم باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ص 39 برقم (71)، ومسلم في كتاب الزكاة باب النهي عن المسألة ص: 516 برقم (1037).
(2) أخرجه مسلم في صحيحه، ص 140، رقم الحديث (223).
(3) أخرجه الترمذي في سننه 1/30، 31 رقم الحديث (19)، والنسائي في سننه ص 15، رقم الحديث (46) وصححه الألباني، ينظر: صحيح سنن النسائي 1/25 (46).
(4) أخرجه البخاري في صحيحه واللفظ له ص 135 رقم الحديث (135) ومسلم في صحيحه، ص 140، رقم الحديث (225).
(5) أخرجه مسلم في صحيحه ص 140، رقم الحديث (224).
(6) ينظر: المبسوط للسرخسي 1/71، وقواعد الأحكام للعز بن عبد السلام 2/139، وحاشية القليوبي على كنز الراغبين 1/40، والمغني لابن قدامة 6/374 والقواعد الفقهية لابن سعدي ص: 26.
(7) مجموع فتاوى ابن تيمية 21/542.
(8) الدراري المضية شرح الدرر البهية 1/33.
(9) ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 21/535، ومغني المحتاج للشربيني 1/78.
(10) تيسير الكريم الرحمن في س قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وما يعذبان في كبير"، وقد ذكر العلماء فيه تأولين أحدهما: أنه ليس بكبير في زعمهما، والثاني أنه ليس بكبير تركه عليهما، وحكى القاضي عياض - رحمه الله تعالى -تأويلاً ثالثاً أي ليس بأكبر الكبائر. ينظر صحيح مسلم بشرح النووي 1/533.
(13) أخرجه البخاري في صحيحه ص 65 رقم الحديث (218) وأخرجه مسلم في صحيحه ص 167، رقم الحديث (292).
(14) أخرجه الترمذي في سننه 4/220 رقم الحديث (1726)، وابن ماجه في سننه 5/72 رقم الحديث 3367، والحاكم في المستدرك 4/115 وحسنه الألباني ينظر: صحيح سنن ابن ماجه 3/141 (3430).
(15) ينظر مجموع فتاوى ابن تيمية 21/538.
(16) ينظر: المبسوط للسرخسي 1/71، والأشباه والنظائر لابن نجيم 1/30، 40، والشرح الصغير للدردير 1/29، والفواكه الدواني للنفراوي 1/148، 149، والمجموع شرح المهذب للنووي 1/212، ومغني المحتاج 1/78، والإقناع للخطيب الشربيني 1/22، وتقرير القواعد لابن رجب 3/149، وكشاف القناع للبهوتي 1/46.
(17) الباجوري على ابن القاسم 1/110.
(18) ينظر: بدائع الصنائع للكاساني 1/85، وتبيين الحقائق للزيلعي 1/76، ومواهب الجليل للحطاب 1/97-98، وشرح الخرشي على خليل 1/88، ومغني المحتاج للشربيني 1/82، ونهاية المحتاج للرملي 1/230-232، ومجموع فتاوى ابن تيمية 21/70، 72، 483، والإنصاف للمرداوي 1/320.
(19) شرح صحيح مسلم 13/133.
(20) ينظر: بدائع الصنائع 1/85، وتبيين الحقائق للزيعلي 1/76، ومواهب الجليل للحطاب 1/162، والمجموع شرح المهذب للنووي 2/219، وشرح منتهى الإرادات للبهوتي 1/99.
(21) ينظر: الهداية للمرغيناني 1/35، بدائع الصنائع للكاساني 1/85، وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) 1/207.
(22) ينظر: المجموع شرح المهذب للنووي 2/219.
(23) ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 21/480، 481، 510.
(24) ينظر: المصباح المنير للفيومي 199، 471 مادة (دلك) و(فرك).
(25) واشترط أبو حنيفة الجفاف، وكون النجاسة لها جرم، ينظر: فتح القدير لابن الهمام 1/171، والبناية على الهداية للعيني 1/714.
(26) ينظر: القوانين الفقهية لابن جزي: 34، ومواهب الجليل للحطاب 1/153، 154، وشرح الخرشي على خليل 1/110، 111.
(27) ينظر: الإنصاف للمرداوي 1/322، وكشاف القناع للبهوتي 1/218.
(28) ينظر: المهذب للشيرازي 1/57، وروضة الطالبين للنووي 1/280.
(29) ينظر: المجموع شرح المهذب للنووي 2/، ومغني المحتاج للشربيني 1/58، وشرح العمدة لابن تيمية 1/322، والفروع لابن مفلح 1/244، والإنصاف للمرداوي 1/322.
(30) ينظر: المبسوط للسرخسي 1/81، وبدائع الصنائع للكاساني 1/85.
(31) ينظر: الإشراف 1/110، والمعونة للقاضي عبد الوهاب 1/170.
(32) ينظر: إغاثة اللهفان لابن القيم 1/155، والفروع لابن مفلح 1/244.
(33) ينظر: مجموع الفتاوى 21/523.
(34) ينظر: إغاثة اللهفان 1/144، 155.
(35) ينظر: بدائع الصنائع للكاساني 1/86، ومواهب الجليل للحطاب 1/88، 103، وبداية المجتهد لابن رشد 1/323، والمجموع شرح المهذب للنووي 1/256، وكشاف القناع للبهوتي 1/60.
(36) ينظر: بدائع الصنائع للكاساني 1/86، والبناية على الهداية للعيني 1/376.
(37) ينظر: عقد الجواهر لابن شاس 1/390، 391، ومواهب الجليل للحطاب 1/88، 103.
(38) معجم مقاييس اللغة ص 626 (طهر).
(39) ينظر: المفردات في غريب القرآن للراغب 2/410 (طهر).
(40) ينظر: المصباح المنير 1/278 (طهر).
(41) ينظر: المعجم الوسيط 2/568 (طهر).
(42) المرجع السابق 2/568 (طهر).
(43) معجم مقاييس اللغة ص 117-118.
(44) ينظر: المحكم لابن سيده 5/182، وتاج العروس للزبيدي 6/61.
(45) المصباح المنير 1/37.
(46) البيت للفرزدق في ديوانه ص: 388، وتاج العروس 6/62.
(47) المعجم العلمي المصور ص 586.
(48) المصدر نفسه ص 530.
(49) المصباح المنير للفيومي 1/37 (مادة بخر).
(50) ينظر: حاشية الجمل 1/179، والموسوعة الفقهية 8/17.
(51) ينظر: المحكم لابن سيده 5/181، وتاج العروس للزبيدي 6/61.
(52) أبو حنيفة: هو أحمد بن داوود الدينوري أحد علماء اللغة، من مصنفاته الفصاحة، ولحن العامة، والنبات، توفي سنة 282هـ/ إنباه الرواة للقفطي 1/76-79، ومعجم الأدباء 5/26.
(53) المحكم لابن سيده 5/181.
(54) تاج العروس للزبيدي 6/61.
(55) السرار: المناجاة، يقال ساره مسارة وسراراً ناجاه وأعلمه بسره. ينظر: القاموس المحيط 2/47، والمعجم الوسيط 1/426 (السر).
(56) أساس البلاغة للزمخشري ص 30.
(57) المصباح المنير للفيومي 1/37.
(58) المحكم لابن سيده 5/281، وتاج العروس للزبيدي 6/61.
(59) ينظر: تاج العروس للزبيدي 6/61، ومجموعة قواعد الفقه لمحمد عميم الإحسان، ص 204.
(60) معجم مقاييس اللغة، ص 378، مادة "دخن".
(61) العثان: الدخان وزناً ومعنى، وأكثر ما يستعمل فيما يتبخر به. ا. هـ. المصباح المنير 1/393.
(62) المحكم لابن سيده 5/142، وتاج العروس للزبيدي 18/190، مادة "دخن".
(63) ذكر أئمة الأنساب أن غنى هو: غنى ابن أعصر، وأعصر هو: ابن سعد ابن قيس بن عيلان، وباهلة وغنى ابنا أعصر، ا. هـ. من تاج العروس للزبيدي 20/31 (غني).
(64) تاج العروس للزبيدي 18/190 مادة "دخن".
(65) جاء في مجمع الأمثال للميداني 2/382 "الهدنة في كلام العرب: اللين والسكون، ومنه قيل للمصالحة: المهادنة؛ لأنها ملاينة أحد الفريقين الآخر، والدخن تغير الطعام وغيره مما يصيبه من الدخان، فاستعير الدخن لفساد الضمائر والنيات".
(66) النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 2/109.
(67) هذا جزء من حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه ينظر صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان 13/298-299 وإسناده صحيح.
(68) غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام 2/262، وينظر: الغريبين في القرآن والحديث لأبي عبيد الأزهري 2/626، ولسان العرب لابن منظور 4/311.
(69) ينظر: تاج العروس للزبيدي 6/61.
(70) مجموع فتاوى ابن تيمية 17/265.
(71) معجم مقاييس اللغة، ص 117.
(72) ينظر: تاج العروس للزبيدي 6/61.

(73) فتح القدير للشوكاني 4/507.
(74) أساس البلاغة للزمخشري ص 30، وتاج العروس للزبيدي 6/61، مادة (بخر).
(75) القاموس المحيط للفيروز أبادي 1/369 مادة (بخر).
(76) تاج العروس للزبيدي 6/61.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.20 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.26%)]