عرض مشاركة واحدة
  #79  
قديم 29-04-2024, 04:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,214
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين


سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل


11: سيرة أبي سعيد زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري (ت:45هـ)


كتابته للمصاحف
وهو الذي عهد إليه أبو بكر بجمع المصحف؛ فاجتهد في جمعه وأحسن، وكان جمعه بنظر قراء الصحابة ومراجعتهم.
وهو الذي كتب المصحفَ الإمام في زمن عثمان، وكان رئيس الكتَبَة الذين كتبوا المصاحف العثمانية وبعث بها عثمان إلى الأمصار.
- قال إبراهيم بن سعد الزهري: حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده.
قال أبو بكر رضي الله عنه: «إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن».
قلتُ لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال عمر: «هذا والله خير» فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: «إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه»
فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن.
قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: «هو والله خير»
فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للَّذي شرَحَ له صدرَ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُبِ واللخافِ وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه). رواه أحمد، والبخاري، والترمذي، وابن حبان، والبيهقي.
- وقال إبراهيم بن سعد الزهري: حدثنا ابن شهاب، أن أنس بن مالك، حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشأم في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق؛ فأفزع حذيفةَ اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين! أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة: «أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك».
فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: « إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم».
ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرَّق). رواه البخاري، والترمذي، وأبو يعلى.
- وقال إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد أن عثمان قال في خطبته: (فأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به) وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتى جمع من ذلك كثرةً، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلاً رجلاً فناشدهم لسمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك؟
فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك عثمان قال: (من أَكْتَبُ الناسِ؟)
قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت.
قال: (فأيّ الناسِ أعرب؟)
قالوا: سعيد بن العاص.
قال عثمان: (فليملَّ سعيدٌ وليكتب زيد).
فكتب زيد، وكتب مصاحف ففرّقها في الناس، فسمعت بعض أصحاب محمد يقول: (قد أحسن). رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف.



إنفاقه في سبيل الله وأوقافه
- قال عبد الله بن وهب: حدثني مالك أنَّ زيدَ بن ثابت رضي الله عنه كان قد حبس داره التي في البقيع، وداره التي عند المسجد، وكتب في كتاب حبسه على ما حبس عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال مالك: (وحبس زيد بن ثابت عندي).
قال: (وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه يسكن منزلاً في داره التي حبس عند المسجد حتى مات فيه، وقد كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه فعل ذلك، حبس داره وكان يسكن مسكنا فيها).رواه البيهقي في السنن الكبرى.



صفاته وشمائله وبعض أخباره
- قال الأعمش: حدثني ثابت بن عبيد قال: (ما رأيت أحداً أجلَّ إذا جلس مع القوم ولا أفكه في بيته من زيد بن ثابت). رواه البخاري في الأدب المفرد، وابن أبي شيبة في المصنف، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، أن زيد بن ثابت، أتى المسجد يوم الجمعة فلقي الناس منصرفين فدخل دارا فصلى فيها، فقيل له: «هلا أتيت المسجد؟».
قال: «إن من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله». رواه عبد الرزاق، وهناد بن السري في الزهد.

تعليمه العلم وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر

- قال جرير بن حازم، عن أبي الزناد، عن عبيد بن حنين، عن عبد الله بن عمر، قال: ابتعت زيتا في السوق، فقال لي رجل: فأربحني حتى رضيت، فلما أخذت بيده لأضرب عليها أخذ بذراعي رجل من خلفي فأمسك بيدي، فالتفت إليه فإذا زيد بن ثابت، فقال: «لا تبعه حتى تحوزه إلى بيتك؛ فإنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال الوليد بن كثير: حدثني شرحبيل أبو سعد أنه دخل الأسواف؛ فصاد بها نهساً يعني طائراً فدخل عليه زيد بن ثابت وهو معه فعرك أذنه وقال: (خل سبيله لا أم لك! أما علمت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حرَّم ما بين لابتيها». رواه أحمد وابن أبي شيبة.
- وقال علي بن الجعد: أخبرني ابن أبي ذئب، عن شرحبيل بن سعد قال: كنت بالأسواف فأخذوا طيراً، فدخل زيدٌ فدفعوه في يدي وفرّوا.
قال: فأخذ الطيرَ فأرسله، ثم ضرب في قفاي، فقال: (لا أم لك! ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها). رواه ابن الجعد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وأبو أحمد الحاكم في فوائده.
والأسواف موضع بالمدينة قرب البقيع.

عنايته بتأهيل أصحابه للإفتاء

- وقال ضمرة بن سعيد المازني، عن الحجاج بن عمرو بن غزية أنه كان جالساً عند زيد بن ثابت فجاءه ابن قهد رجل من أهل اليمن، فقال يا أبا سعيد إن عندي جواري لي، ليس نسائي اللاتي أكنّ بأعجبَ إليَّ منهن، وليس كلّهن يعجبني أن تحمل منّي أفأعزل؟
فقال زيد بن ثابت: «أفته يا حجاج».
قال فقلت: «يغفر الله لك! إنما نجلس عندك لنتعلم منك».
قال: أفته.
قال فقلت: «هو حرثك إن شئت سقيته، وإن شئت أعطشته».
قال: وكنت أسمع ذلك من زيد.
فقال زيد: «صدق». رواه مالك في الموطأ.

نهيه عن التكلف في مسائل العلم

- قال معمر بن راشد: أخبرني هشام بن عروة، عن أبيه، عن زيد بن ثابت قال: «إني لآكل الطحال، وما بي إليها حاجة، ولكن لأري أهلي أنه لا بأس بها». رواه عبد الرزاق.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا موسى بن علي عن أبيه قال: (كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شيء قال: آلله كان هذا؟! فإن قالوا: نعم؛ تكلم فيه وإلا لم يتكلم). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال عبد الوهاب بن همام الصنعاني، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال: سئل زيد بن ثابت، عن شيء فقال: «أكان هذا؟» فقيل: لا.
فقال: «دعه حتى يكون؛ فإنما هلك من كان قبلكم، بأنهم قاسوا ما لم يكن بما قد كان حتى تركوا دين الله». رواه ابن بطة العكبري في الإبانة الكبرى.

فراسته

- قال هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: (حجَّ بنا أبو الوليد ونحن سبعةٌ ولدُ سيرين؛ فمرَّ بنا على المدينة؛ فلما دخلنا على زيد بن ثابت، قيل له: هؤلاء بنو سيرين.
قال: فقال زيد: (هذان لأمّ، وهذان لأمّ، وهذان لأمّ، وهذا لأمّ، قال: فما أخطأ، وكان معبد أخا محمد لأمه).رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]