عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25-04-2021, 01:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أهم مظاهر المنهج التوليدي التحويلي عند سيبويه

سادسًا: سيبويه وأهمية المعنى في الكلام:
لقد كان تشومسكي وتلاميذه مقتنعين " بأنَّ معنى الجمل يجب أن يخضع لنفس الخطوات التحليلية التي يخضع لها التحليل النحوي، وأنَّ الدلالة ينبغي أن تدخل في هذا التحليل كعنصر يتكامل مع التحليل النحوي للغات الإنسانية... فالجملة: (اشتعلت النار في المنزل) صحيحة نحويًّا، والجملة (اشتعل الثلج في الماء) غير صحيحة نحويًّا، ويرجع انحراف الجملة الثانية عن الصحة أنَّ المكون الدلالي للفعل (اشتعل) لا يتركب مع المكون الدلالي للفاعل (الثلج)"[104]. "والبحث الحديث هدفه دراسة التركيب الشكلي لعناصر الجملة؛ وسيلة للتعبير عن معنى، ومن ثم َّ يعتبر المعنى قطبًا مهمًا في دراسة بناء الجملة "[105]. ولا يخفى اهتمام سيبويه بأهمية المعنى في الجمل، ومن ذلك قوله: "هذا باب (الاستقامة من الكلام والإحالة) فمنه: مستقيم حسنٌ، ومحال، ومستقيم كذب، ومستقيم قبيح، وما هو محال كذب، فأمَّا المستقيم الحسن فقولك: (أتيتُك أمْسِ وسآتيك غداً ، وأمَّا محال فأن تَنقض أوَّلَ كلامك بآخِره فتقولَ: (أتيتك غداً وسآتيك أمس). وأمَّا المستقيم الكذب فقولك: حَمَلتُ الجبلَ وشربت ماء البحر ونحوه، وأمَّا المستقيم القبيح فأنْ تضع اللفظ في غير موضعه؛ نحو قولك: قد زيداً رأيت، وكي زَيدٌ يأتيك وأشباه هذا، وأمَّا المُحال الكذب فأن تقول: سوف أشرب ماء البحر أمسٍ".[106] ومن ذلك قوله: " وذلك قولك: (مررتُ برجلٍ حِمارٍ)، فهو على وجهٍ محالٌ وعلى وجهٍ حَسَنٌ، فأَمَّا المحُالُ فأَن تَعنَى أنَّ الرجلَ حِمارٌ، وأَمَّا الذي يَحسُن فهو أن تقول: (مررتُ برجلٍ) ثم تُبْدِلَ (الحِمارَ) مَكَانَ (الرجل) فتقولَ: (حِمارٍ)؛ إمَّا أن تكونَ غلِطتَ أو نَسِيتَ فاستَدركتَ، وإمّا أن يَبْدُوَ لك أَن تُضربَ عن مرورك بالرجل وتَجعلَ مكان-ه مرورَك بالحمار، بعد ما كنتَ أردتَ غيْرَ ذلك".[107]

ومن ذلك قوله: "هذا باب اللفظ للمعاني: اعلم أنّ من كلامِهم اختلاف اللفظينِ لاختلاف المعنيينِ واختلافَ اللفظينِ والمعنى واحدٌ، واتِّفاق اللفظين واختلاف المعنيين..، فاختلافُ اللفظين لاختلاف المعنيين هو نحو جلسَ وذهبَ، واختلاف اللفظين والمعنى واحدٌ نحو ذهبَ وانطلقَ، واتفاق اللفظين والمعنى مختلِف قولك: وجَدتُ عليه من المَوْجِدة، ووجَدت إذا أردت وجِدان الضّالَّة. وأشباه هذا كثيرٌ".[108] قوله: " فإِن قلتَ مررتُ برجلٍ صالحٍ ولكنْ طالحٍ فهو مُحالٌ؛ لأنّ لكنْ لا يُتدارك بها بعد إيجاب ولكنّها يُثْبتُ بها بعد النفي".[109] وقوله: " واعلم أنَّه مُحال أن تقول: عبد الله نِعْمَ الرَّجل؛ والرجل غير عبد الله، كما أنَّه مُحالٌ أن تقول: عبد الله هو فيها؛ وهو غيره".[110] وقوله: " أنَّك لا تقول: لقيتُه الدَّهرَ والأبدَ؛ وأنت تريد يوماً منه".[111] وقوله: "لا تقول: مررت برجلٍ جميله حسن الوجه".[112] وقوله: " ولا يجوز أن تقول: رأيتُ زيدًا أباه؛ والأبُ غيرُ زيد؛ لأنّك لا تبينَّه بغيره ولا بشيءٍ ليس منه".[113] وقوله: "لا يجوز أن تقول: كلّمتُه فاهٌ؛ حتّى تقول: إلى فيّ؛ لأنَّك إنَّما تريد مشافَهةً، والمُشافهةُ لا تكون إلاّ من اثنين، فإنَّما يَصحُّ المعنى إذا قلت إلى فِيَّ".[114]

ويرى كثيرٌ من العلماء أنَّ البنية العميقة والسطحية في نحونا العربي القديم ما هي إلا ظاهرة التقدير أو التأويل للمعنى، كما أنَّ السلامة النحوية والقبول الدلالي نسخة من الصحة والاستحسان عند سيبويه.[115] وأنَّ التراكيب المتكافئة نسخة من القياس النحوي.

.... وبعد فإنَّ " القواعد التحويلية ليست بديلاً عن القواعد التقليدية، وإنما هي مكملة لها" [116]. وإذا كان النحو: " صناعة علمية يعرف بها أحوال كلام العرب من جهة ما يصح وما يفسد في التأليف ليعرف الصحيح من الفاسد " [117]. فالمدارس اللسانية الحديثة - ومنها التوليدية التحويلية - تتعامل مع الكلام الإنساني أيضًا لتصل إلى الهدف نفسه.


[1] الكتاب 2/ 208.

[2] الكتاب 1/ 165.

[3] الكتاب 4/ 366.

[4] الكتاب 2/ 255.

[5] الكتاب 1/ 24.

[6] الكتاب 2/ 369.

[7] الكتاب 2/ 13.

[8] الكتاب 2/ 112.

[9] الكتاب 3/ 247.

[10] الكتاب 3/ 519.

[11] الكتاب 3/ 505.

[12] الكتاب 2/ 38.

[13] الكتاب 2/ 281.

[14] الكتاب 1/ 265.

[15] للاستزادة ينظر: العلاقة بين الكثرة والحذف في كتاب سيبويه ، رسالة ماجستير ، لهنادي رشيد دية.

[16] النحو العربي والدرس الحديث ص146.

[17]الكتاب 1/ 34.

[18] الكتاب 1/ 120.

[19] الكتاب 1/ 99.

[20] الكتاب 1/ 107.

[21] الكتاب 3/ 170.

[22] الكتاب 1/ 203.

[23] الكتاب 2/ 133.

[24] الكتاب 1/ 174.

[25] الكتاب 2/ 390.

[26] الكتاب 3/ 13.

[27] الكتاب 2/ 281.

[28] الكتاب 1/ 206.

[29] الكتاب 2/ 419.

[30] الكتاب 4/ 68.

[31] الكتاب 2/ 260.

[32] الكتاب 2/ 259.

[33] الكتاب 1/ 67.

[34] النحو العربي والدرس الحديث ، لعبده الراجحي ص153.

[35] سورة يوسف ، الآية 82.

[36] الكتاب 1/ 212.

[37] الكتاب 1/ 211.

[38] الكتاب 1/ 216.

[39] الكتاب 1/ 216.

[40] النحو والدلالة ، لمحمد حماسة عبد اللطيف ص86.

[41] قد يقصد بالإضمار الحذف والاستتار أو الضمير المشهور.

[42] الكتاب 1/ 47.

[43] الكتاب 1/ 78.

[44] الكتاب 1/ 141.

[45] الكتاب 2/ 174.

[46] الكتاب 1/ 296.

[47] الكتاب 4/ 431.

[48] الكتاب 4/ 436.

[49] السابق.

[50] الكتاب 4/ 437.

[51] الكتاب 4/ 437.

[52] الكتاب 4/ 124.

[53] الكتاب 4/ 130.

[54] ينظر: ظاهرة الاستغناء في الدرس النحوي ، لعبد الله جاد الكريم ، مجلة المشرق ،ص590.

[55] الكتاب 3/ 158.

[56] الكتاب 1/ 25.

[57] الكتاب 2/ 350.

[58] الكتاب 2/ 356.

[59] الكتاب 2/ 367.

[60] الكتاب 2/ 383.

[61] الكتاب 3/ 599.

[62] الكتاب 2/ 361.

[63] الكتاب 4/ 66.

[64] سورة يوسف ، الآية 82.

[65] سورة سبأ ، الآية 33.

[66] سورة البقرة ، الآية 77.

[67] الكتاب 1/ 212.

[68] الكتاب 1/ 291.

[69] الكتاب 1/ 291.

[70] الكتاب 1/ 117 .

[71] الكتاب 1/ 137 .

[72] الكتاب 1/ 328 .

[73] الكتاب 1/ 228.

[74] الكتاب 2/ 185 .

[75] الكتاب 2/ 213 .

[76] الكتاب 3/ 322 .

[77] الكتاب 1/ 25.

[78] الكتاب 1/ 281.

[79] الدكتور: كمال بشر في كلمة استقبال الدكتور: عبده الراجحي في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

[80] النحو العربي والدرس الحديث ص144.

[81] الكتاب 2/ 414.

[82] الكتاب 3/ 499.

[83] الكتاب 3/ 128.

[84] الكتاب 3/ 185.

[85] الكتاب 1/ 32.

[86] الكتاب 1/ 25.

[87] الكتاب 3/ 358.

[88] الكتاب 3/ 371.

[89] الكتاب 3/ 486.

[90] الكتاب 4/ 111.

[91] الكتاب 4/ 416.

[92] الكتاب 4/ 125.

[93] الكتاب 1/ 31.

[94] الكتاب 4/ 430.

[95] الكتاب 1/ 51.

[96] الكتاب 2/ 178.

[97] للوقوف على تطابق العامليتين ، ينظر: اللغويات التاريخية والتاريخ اللغوي ، للأوراغي.

[98] الكتاب 2/ 124.

[99] الكتاب 2/ 275.

[100] الكتاب 1/ 147.

[101] الكتاب 1/ 33.

[102] الكتاب 1/ 44.

[103] الكتاب 2/ 334.

[104] نظرية تشومسكي اللغوية ص160 ـ161 بتصرف.

[105] علم اللغة ، لفهمي حجازي ص43.

[106] الكتاب 1/ 25ـ26.

[107] الكتاب 1/ 439.

[108] الكتاب 1/ 24.

[109] الكتاب 1/ 435.

[110] الكتاب 2/ 177.

[111] الكتاب 1/ 217.

[112] الكتاب 2/ 50.

[113] الكتاب 1/ 151.

[114] الكتاب 1/ 392.

[115] ينظر: الكتاب 1/ 29.

[116] دراسات لغوية ، لمحمد الخولي ص64.

[117] الاقتراح ص31.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]