عرض مشاركة واحدة
  #702  
قديم 25-07-2021, 04:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة المائدة - (48)
الحلقة (459)
تفسير سورة المائدة (54)



يوم القيامة يجمع الله الأولين والآخرين، ويأتي بالنبيين فيسألهم عن استجابة أقوامهم إليهم وتذكيره لهم بما أنعم به عليهم، ومن ذلك أنه يأتي بعيسى عليه السلام ويذكره بإنعامه عليه وعلى والدته بسائر النعم، واصطفائه له بالنبوة والرسالة، وتأييده له بالمعجزات الباهرات، وهداية الحواريين من بني إسرائيل للإيمان به واتباعه ونصرته.
تفسير قوله تعالى: (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم ...)
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد:
أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة والتي بعدها ندرس إن شاء الله كتاب الله؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال فداه أبي وأمي، وصلى الله عليه ألفاً وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ). حقق اللهم لنا هذا الخير إنك ربنا وعلى كل شيء قدير.
ما زلنا مع سورة المائدة المباركة، المدنية، الميمونة، ونحن في آخرها، ومعنا هذه الآيات الأربع فهيا نتلو ونتدبر ونتأمل، والله نسأل أن يشرح صدورنا وينور قلوبنا، ويفتح علينا في العلم والعمل.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ )[المائدة:109-111].
قوله تعالى: ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ )[المائدة:109]، متى هذا؟ يوم القيامة. يجمعهم في أي مكان؟ على صعيد واحد في عرصات القيامة وساحات فصل القضاء، واقرءوا لذلك قول الله عز وجل: ( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )[الفجر:22-24]، واذكروا قول الله تعالى: ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )[الزمر:68-69].
(يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ )[المائدة:109]، يوجه هذا السؤال إلى الرسل الذين لهم أتباع وأمم، ( مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )[المائدة:109]، موقف صعب جداً، فيذهلون ويندهشون، لا يسعهم إلا أن يقولوا: ( لا عِلْمَ لَنَا )[المائدة:109]، فيفوضون الأمر لله، ( إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )[المائدة:109]، تسألنا وأنت أعلم منا، فالعلم عندك، ( إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )[المائدة:109]، ما غاب شيء عن علم الله عز وجل.
تفسير قوله تعالى: (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ...)
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ )[المائدة:111]، هذا كله في عرصات القيامة وساحة فصل القضاء، والله! كأننا شهود هناك حاضرون نسمع هذا ونراه، وهذا من فضل الله تعالى علينا، أعطانا علوماً ما عرفها غيرنا. يقول تعالى: اذكر يوم يجمع الله الرسل، يا من لم يتقوا الله وفسقوا عن أمره وخرجوا عن طاعته وكتموا الشهادة وكذبوا على المؤمنين! اذكروا ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ )[المائدة:109] سائلاً ( مَاذَا أُجِبْتُمْ )[المائدة:109]، هل آمن بكم أقوامكم، هل اتبعوكم أم كفروا بكم، أم عذبوكم؟ ماذا حصل؟ فيقولون لصعوبة الموقف والاندهاش: ( لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )[المائدة:109].
واذكروا أيضاً: ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ )[المائدة:110]، في عرصات القيامة، في ساحة فصل القضاء، وخص عيسى بالذكر في هذا الموقف؛ لأن هناك أمتين عظيمتين -اليهود والنصارى- جانبت الحق فيه، اليهود قالوا: عيسى ساحر وابن زنا، وكفروا وكذبوا وحاربوه، والنصارى قالوا: عيسى هو الله وابن الله، ملتان عظيمتان وأمتان كبيرتان في العالم، اليهود والنصارى، والكتاب يدعو اليهود والنصارى إلى الإسلام وإلى الإيمان، فاسمعوا وهو يعرض عليهم هذا الموقف وهم أهله: ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ )[المائدة:110]، لماذا ما قال: يا عيسى ابن فلان؟ لأن عيسى لا أب له، وإنما له أم فقط، واسمها: مريم ، وبالعبرية: خادمة الله، مريم معناها: خادمة الله، سمتها والدتها حنة، وهي امرأة عمران عليهما السلام، كانت لا تلد وتاقت نفسها للولادة والولد، ورأت عصفوراً يزق أفراخه في الحديقة فجاشت نفسها وهاجت، وسألت ربها إن أعطاها والداً أن تجعله لله، وفعل الله بها ما طلبت، وما إن وضعت مريم حتى قمطتها في قماطة، وخرجت بها إلى علماء بني إسرائيل ( أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ )[آل عمران:44]، هذه نذيرة الله عز وجل، وكفلها الله زكريا؛ لأن زكريا رسول من رسل الله ونبي من أنبيائه، وامرأته أخت حنة، فتدبير الله لهذه النذيرة أن جعل كفيلها رسولاً وجعل امرأته خالتها، كأنها في حجر أمها، ( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )[آل عمران:36]، وهل كان لـمريم ذرية؟ إي والله، عيسى عليه السلام، واستجاب الله لـحنة ، فما عرفت ابنتها معصية الله ولا عرف عيسى ذنباً قط، دعوة حنة واستجابة الرحمان جل جلاله وعظم سلطانه، ففي عرصات القيامة يأتون إلى آدم يطلبون منه أن يشفع لهم عند الله ليقضي بينهم؛ لطول الموقف، فيذكر آدم ذنبه إذ نهي عن الأكل من الشجرة فأكل، فيستحي أن يواجه الله وهو عليه هذا الذنب، فيحيلهم إلى نوح فيذكر ذنبه في دعوته ( لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا )[نوح:26]، فيستحي ويحيلهم إلى إبراهيم، فيذكر أنه كذب ثلاث كذبات في عمر أكثر من مائة وعشرين سنة، وكثيراً ما نقول: والله! لكذبات إبراهيم أفضل من صدقنا؛ لأنه كذب لله، ويحيلهم إلى موسى فيذكر قتله لذلك القبطي فكيف يواجه الله، فيحيلهم إلى عيسى، أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيسى لم يذكر ذنباً قط؛ لأنه لم يقارف ذنباً قط، استجابة الله لدعوة حنة ، فهنيئاً لمن يدعو له عبداً صالح أو مؤمنة صالحة.
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ )[المائدة:110]، وهنا أذكركم من باب تذكير الناسين، وتعليم غير العالمين أن آدم عليه السلام خلق من غير أب ولا أم، آدم أبو البشر لا أم له ولا أب، من أبوه؟ والله! لا أب له. من التي ولدته؟ والله! لا أم له، إذ خلقه الجبار من طين فاكتملت خلقته ونفخ فيه من روحه فإذا هو آدم أبو البشر، وخلق حواء أم البشرية كلها من أب بلا أم، حواء امرأة لا أم لها، والله! لا أم لها ولكن لها أب، إذ خلقها الله من ضلع آدم الأيسر بكلمة (كن) فكانت، ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )[يس:82]، حواء بلا أم، وعيسى بأم ولا أب، فهذا عيسى ابن مريم البتول العذراء.
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ )[المائدة:110]، وهل لله من نعمة على عيسى وأخرى على والدته؟ أي نعم، واسمعوا بيان هذه النعم، يفصل الجبار تفصيلاً، فأين اليهود.. أين النصارى ليسمعوا كلام الله؛ ليخرجوا من ضلالهم وفتنتهم وعماهم وحيرتهم؟
معنى قوله تعالى: (إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً)
قال تعالى: ( اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ )[المائدة:110]، القُدْس والقُدُس: الطهر والصفاء، وروح القدس: جبريل عليه السلام، ويوجد في الملائكة الروح، ولكن روح القدس هو جبريل عليه السلام، والروح عيسى، روح قدس أيضاً، روح طاهرة، لكن أيده بروح القدس بجبريل يقف معه في كل موقف يوجهه ويدفع عنه ويبين له، تأييد بروح القدس، ( إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا )[المائدة:110]، (المهد): ما يوضع فيه المولود الجديد من سرير من خشب ونحوه، إذ الأم ليس دائماً في يدها ترضعه، فهي تشغل، تطبخ وتغسل فتضع ولدها على السرير المسمى بالمهد، ( تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ )[المائدة:110]، وقد كلم في المهد، وجاء هذا من سورتها مريم عليها السلام، إذ قال تعالى: ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا )[مريم:25-26]، لا تدخلي معهم في صراع ولا كلام، لا تكلمي أحداً، اعتذري وقولي: إني صائمة فلا أكلم أحداً، فلما ألحوا عليها فأشارت إليه كلموه هو، فنطق، فقال عيسى الرضيع في مهده: ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )[مريم:25-33]، هذه كلماته -والله- في المهد، أخبر عن المستقبل بما فيه وتم كل هذا كما أخبر، هذه من إنعام الله على عيسى وأمه: ( إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا )[المائدة:110]، لولا قوله: ( وَكَهْلًا )[المائدة:110] لفهمت مريم وغيرها من الناس أن عيسى يموت صغيراً كما يموت الصبيان في السابعة، في العاشرة، في الحادية عشرة، لكن كلمة (وكهلاً) معناها: أنه سيعيش حتى يبلغ سن الكهولة، والكهولة بعد الشبيبة، الشبيبة تنتهي بالثلاثين ومن نزل عن الثلاثين دخل في الكهولة، إذا بلغ الأربعين اشتد ساعده وعظمت كهولته، وانحدر إلى الشيخوخة، ( تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا )[المائدة:110]، وعيسى عليه السلام عاش في الدنيا ثلاثاً وثلاثين ورفع إلى الملكوت الأعلى، وهل هناك من ارتاد الملكوت الأعلى من البشر؟ إن أول رائد -ولا رائد سواه- هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رحلة من أعجب العجائب، من بيت أم هانئ القريب من المسجد الحرام إلى زمزم حيث أجريت له عملية جراحية لغسل القلب وحشوه بالإيمان والنور، ومن ثم في لحظات وهو في بيت المقدس، ومن ثم عرج به إلى الملكوت الأعلى إلى ( سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )[النجم:15-18]، فوالله! لدخل الجنة ووطئها بقدميه اللتين الآن في قبره، ورأى قصورها وشاهد حورها وأنهارها ونعيمها، وعرج به فوق ذلك الملكوت فدنا من الرب وكلمه كفاحاً بلا واسطة، ففرض عليه الصلوات الخمس في هذه الرحلة، فلهذا أعظم العبادات الصلوات الخمس، ما شرعت في الأرض ولكن في الملكوت الأعلى.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]