الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 27-09-2023, 04:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,045
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1170


الفرقان



{لعلكم تتقون}
قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183)، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: ذكر الله -تعالى- حكمته في مشروعية الصيام؛ فقال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى. ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله -تعالى-، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى.
فاحذري أختي المسلمة من تضييع أوقات هذا الشهر في غير طاعة الله وعبادته؛ فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ورغِم أنفُ امرئٍ ذُكِرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ورغِم أنفُ رجلٍ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين».
كيف تستقبلين رمضان؟
أفضل ما يستقبل به شهر رمضان هو المبادرة إلى التوبة الصادقة كما قال -سبحانه-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31)، والتخلص من جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وفحش وغناء وتبرح واختلاط وغير ذلك، وعقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة من الذكر والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن والمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وتأديتها بتؤدة وطمأنينة وخشوع، وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما لا يفيد.
من قصص النساء الصالحات
ضربت النساء -كما ضرب الرجال- المثل والقدوة العالية في تقواهن لله -تعالى-، ومن ذلك تحري أكل الحلال والتورع فقد ذكر ابن الجوزي -رحمه الله-: أن امرأة كانت تعجن عجينًا، بلغها أن زوجها قد مات، فرفعت يدها عنه وقالت: «هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء» (تعني الورثة).
وكانت المرأة من نساء السلف إذا خرج الرجل من منزله تقول له امرأته أو ابنته: «إياك وكسب الحرام!؛ فإنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار».
أربعة أحكام تهم المرأة المُسلمة في رمضان
إن للمرأة المُسلمة أحكامًا تختصُّ بها في رمضان، نذكر منها أهم أربعة أحكام وهي: الحيض والنِّفاس، والحمل والرضاع، وتناول حُبوب لمنع نزول دم الحيض في رمضان، وتذوّق الطَّعام في أثناء الصِّيام.
الحكم الأول: الحيض والنِّفاس
المرأة إذا حاضت أو نفست في أثناء الصيام وجب عليها أن تفطر، ثم تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان، حتى وإن رأت الدَّم قبيل المغرب بدقائق قليلة؛ فعن السَّيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ». (أخرجه مسلم)
الحكم الثاني: الحمل والرضاع
رُخِّص للمرأة الحامل والمُرضِع في فطر رمضان إن خافتا على أنفسهما أن يلحقهما ضرر أو مشقة غيرُ معتادة بسبب الصَّوم، أو نصحهما الطبيب أن تفطرا، وفي هذه الحال لهما الفطر، وعليهما القضاء فقط، دون إخراج فدية، وإن كان الخوف على الجنين أو على الطفل الرضيع؛ فللأم الفطر، وعليها القضاء دون الفدية -أيضًا- على المُفتى به من أقوال الفقهاء، وإن كانت المسألة خلافيَّة؛ عملًا بمذهب الحنفيَّة، والشافعيَّة في قول، والحنابلة في رواية.
الحكم الثالث: تناول حُبوب لمنع نزول دم الحيض
تلجأ بعض النساء من باب الحرص على عدم فوات هذه الأيام الفاضلة إلى تناول حبوب لتأخير نزل دم الحيض، وقد أجاز العلماء للمرأة تناول هذه الحبوب، وذلك بعد استشارة طبيبة مُتخصِّصة ثقة، وبإذن الزوج، ما لم يترتب على ذلك ضرر؛ قال -[-: «لا ضرر ولا ضرار»، وإن كان الأولى ترك هذا الأمر يجري وفق طبيعته دون تدخُّل طبيّ؛ ففي ذلك استسلام للخالق -سبحانه- وحُكمِه وحِكمته وتقديره.
الحكم الرابع: تذوّق الطَّعام في أثناء الصِّيام
لا بأس شرعًا بتذوق الطَّعام في أثناء الصِّيام إن كان لحاجةٍ، بشرط الحرص على عدم وصول شيء منه للجوف، ومجِّه بعد ذلك، فإن ابتلعت المرأة منه شيئًا فسد صومها، وعليها القضاء.
خطوات عملية للمحافظة على الأوقات في رمضان
- عدم الخروج من البيت إلا لطاعةٍ لله محققة، أو لضرورة.
- تجنب ارتياد الأسواق ولا سيما في العشر الأواخر من رمضان، ويمكن شراء ملابس العيد قبل ذلك.
- تجنب الزيارات التي ليس لها سبب، وإن كان لها سبب كزيارة مريض فينبغي عدم الإطالة في الجلوس.
- تجنب مجالس السوء، وهي مجالس الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء والطعن في الآخرين.
- تجنب السهر إلى الفجر؛ لأنه يؤدي إلى تضييع الصلوات والنوم أغلب النهار.
- الحذر من تضييع الأوقات في الزينة والانشغال بالملابس وكثرة الجلوس أمام المرآة.
- الحذر من تضييع الأوقات في الجلوس على الهاتف ولو انشغل الناس بقراءة القرآن الكريم ومدراسته لما وجدوا وقتا لذلك.
- الحذر من المشاحنات والخلافات، وإذا دُعيتِ -أختي المسلمة - إلى شيء من ذلك فقولي: إني امرأة صائمة.
المرأة المسلمة التي رباها القرآن
المرأة المسلمة التي رباها القرآن قد فقهت عن الله -تبارك وتعالى- أمره، وتدبرت في حقيقة الدنيا ومصيرها إلى الآخرة، وتناءى قلبها عن المطامع، وارتفعت همتها عن السفاسف، فلا تراها إلا صائمة قائمة باكية نائحة، وقد حفل التاريخ الإسلامي بالخيِّرات الصالحات اللواتي نهجن طريق الجد عن علم ورسوخ عقيدة، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: «أن رسول الله -[- أتى النساء بعد صلاة العيد فكلمهن في الصدقة، فأخذن ينزعن الفتخ والقرط والعقود والأطواق والخواتيم والخلاخيل، ويلقينها في ثوب بلال -رضي الله عنه-، وكان بلال قد بسط ثوبه ليضع فيه النساء صدقاتهن»، وبذلك جفت عبرة اليتيم، وبردت لوعة المسكين، وكذلك فعل النساء حين نزلت آية الصدقة: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (الحديد:١٨)، وفي قمة هؤلاء العابدات أمهات المؤمنين، ثم نساء الصحابة -رضي الله تبارك وتعالى عنهن- جميعا، وعلى رأس هؤلاء جميعاً أم المؤمنين أم عبد الله الصديقة بنت الصديق، المبرأة من فوق سبع سموات، حبيبة خليل الله -[-، يقول عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف، أما عائشة فكانت تجمع الشيء على الشيء حتى إذا اجتمع عندها قسمته، وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئاً لغد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 08-05-2024 الساعة 12:23 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.86 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]