عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-01-2023, 07:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي يكبر المشكلات

زوجي يكبر المشكلات
أ. لولوة السجا


السؤال:

الملخص:
فتاة متزوجة تشكو مِن عصبية زوجها وتضخيمه المشكلات بصورةٍ مبالَغ فيها، وتفكر في الطلاق.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة منذ 3 سنوات، مشكلتي أن زوجي يُضخِّم كل المشكلات مهما كانتْ تافهةً، حتى تعبتُ من حياتي وكرهتُ كل شيء!

لا أعرف لماذا يكون غاضبًا طوال الوقت، ويلومني على كلِّ فعلٍ حتى لو لم يكنْ لي فيه ذنب؟!
في آخر مشكلةٍ حصل خلافٌ بيني وبين والدته بسبب أمِّي، فحاولتُ الدفاعَ عن أمي، لكن أمَّه لم تتقبَّل، وعندما عرَف غضب ووَصَلَتْ به العصبيةُ إلى أقصاها، وقال: أكرهك ولا أريد العيش معك! وما كان مني إلا أنْ جلستُ أبكي بكاءً شديدًا.

كرهتُ حياتي وأريد الطلاق، فأخبِروني ماذا أفعل؟

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالسعادةُ الزوجية مِن أكبر النِّعَم التي يمنُّ اللهُ بها على عباده بعدَ نعمة الإسلام والصحة، فالرفقُ والمودةُ بين الزوجين غاية منشودة يتطلَّع إليها كلُّ فؤادٍ سويٍّ، وخيرُ البيوتِ بيتٌ تلألأ بتلك النعمة، فظللتْ عليه المودة والرحمة بظلالها، وتحقق لأفراده المعنى الكامل للسكن، فنهَلوا مِن منهل لا ينضب، وذاقوا شَهْدًا لا تنقطع حلاوته.

والزوجةُ هي العمادُ الذي يقوم عليه صَرْحُ تلك النِّعمة الدافئة، وتتحقق به السعادةُ، وذلك إذا استطاعتْ أن تكونَ ممن وصفهنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ((الدنيا متاعٌ، وخيرُ متاع الدنيا المرأة الصالحة))؛ رواه مسلم.

وعن الحُصين بن محصن رضي الله عنه: أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغتْ من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((أذات زوجٍ أنتِ؟))، قالتْ: نعم، قال: ((كيف أنتِ له؟))، قالتْ: ما آلوه إلا ما عجزتُ عنه، قال: ((فانظري أين أنتِ منه، فإنما هو جنتُك ونارُك))؛ حسَّنه الألباني.

أختي الكريمة، لا تكاد تخلو العلاقةُ الزوجية مِن الخلافات والتصادم بين الزوجين، ولو أنَّ كلا الطرفين أو أحدهما سلَك سبيل التغاضي والتغافل، وصفَح عن شريك حياته وقبلَ كل شيء اتخذ الصبر والدعاء سلاحًا - لأراح واستراح.

أختي الكريمة، لو أنَّ الزوجة ظلَّتْ تَتَحَسَّس وتُعاتب وتحزن مِن كلِّ كلمة لَمَا صلح لها الحال، والمطلوبُ هو التحمل والصبر مع عدم تضخيم الأمور وإعطائها فوق ما تستحق، فالأمرُ بسيطٌ وكان بإمكانك اختصارُ الكلام حين شعرتِ بأنَّ أُمَّ زوجك لم تتقبَّلْ منك دفاعك عن والدتك بحكم كبر سنها وتحسُّسها، وهذا صنفٌ مِن الناس يصعُب التعامل معه إلا لِمَنْ وفَّقه الله، والأمرُ كما ذكرت لك لا يحتاج إلى شيءٍ كبيرٍ، إنما هو شيءٌ مِن التغاضي والمجامَلة وعدم التدقيق في الكلام، هذا مع عامة الناس، فكيف إذا كان مع امرأة كبيرة؟

كذلك الأمر مع زوجك، فالرجلُ عادةً لا يُحب كثرة الكلام، كما أنه يُحب المرأةَ المطيعة التي تحرص على توفير حاجته وراحته قدْرَ استطاعتها، واعلمي أنك إن فعلتِ ذلك أرضيتِ الإله، وأرحت نفسك.

وتذكَّري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه أنَّ ((مَن صَلَّت خمسها، وصامتْ شهرها، وحفظَتْ فرْجَها، وأطاعتْ زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنة مِن أي أبواب الجنة شئت))؛ صححه الألباني.

فتحمَّلي قليلًا من أجل راحةٍ كثيرة، وأنت في تعاملك مع زوجك أحيانًا تحتاجين لشيءٍ مِن المجاهدة، وذلك في حال كون الزوج يسيء إليك كما ذكرت.

غيِّري من نفسك وتعاملك لتُجبري مَن حولك على احترامك، ولا تدَعي لهم فرصة ليؤذوك
أعانك الله ووفقك لما يُحب ويرضى

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.14 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]