زوجي يشرب الخمر وأهلي مصرون على الطلاق
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
سيدة متزوجة تشكو من زوجها الذي يشرب الخمر، وأهلها مصرون على الطلاق، وهي لا تريد الطلاق، وتسأل: ماذا أفعل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة في الثلاثين مِن عمري، لديَّ تجربة زواج سابقة لم تنجحْ، وأثمرت عن طفلٍ عمره الآن ١١ عامًا.
تقدَّم لي شخص في عمري لَم يُرزق بأطفال، وهو شخص كريم طيب ويصلي، لكنه يمر بنوبات غضب تتسبَّب في مشكلات كثيرة.
بعد الزواج اكتشفتُ أن نوبات الغضب ما هي إلا نتيجة شربه للمسكر، وقد صارحني بذلك، بعدها افتعلتُ مشكلة وذهبتُ لأهلي وأخبرتُه أنني لن أعودَ إلا إذا ترَك هذا السم!
صارحتُ أهلي بأنه يشرب الخمر، مما جعل أهلي يُصِرُّون على طلب الطلاق.
أنا الآن عند أهلي وهو يتواصَل معي، ويعاهدني أنه على استعدادٍ تامٍّ لترك هذا البلاء، وأنا على استعداد لمنحِه فرصة ثانية.
وفي المقابل أُفكِّر في طلَب الطلاق، لكني أعرف أن هذا سيكون الزواج الثاني الذي فشلت فيه، وأخشى ألا أجد زوجًا يتحمَّل ظروفي بعد ذلك.
أنا في حيرة من أمري فأخبِروني ماذا أفعل؟
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فعزيزتي، زوجك لديه صفات جيدة، فهو لم يترك الصلاة، وهو ذو خلق كريم، لكنه ابتلي بتلك المعصية التي نرجو ويرجو هو أن يتوب منها بتوفيق الله، وقد وعَدَك بذلك؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كل ابن آدم خطاء، وخيرُ الخطائين التوابون))، ومَن هو المعصوم مِن الوقوع في الزَّلَل؟ ومَن هو الذي لم يعصِ ربه أبدًا؟
فما دام قد عاهدك ووعدك بتركه فأعطيه فرصة، وعودي إليه وأنتِ مُحسنة للظن مُتفائلة بصلاح الحال، أعينِيه، وبيني له ضرر شرب الخمر وخطورته، وإياك أن تُعَيِّريه.
خُذي بيديه للأمام، فقد يكون محتاجًا لمن يعينه على ذلك، وقد يكون محتاجًا إلى العلاج من الإدمان، افعلي ذلك مستعينة بالله، سائلة إياه التوفيق والثبات.
ولا تيئسي مهما رأيت، فلعلها تكون توبةً صادقة ينالك من ثوابها الأجر العظيم.