الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 17-03-2023, 07:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

شباب تحت العشرين - 1161


الفرقان


إدراك الشباب لدورهم الحقيقي
مهم جدًا أن يفهم الشباب دورهم الحقيقي في ظل صراع القيم الحالي، وأن يعلم أن ما تمر به الأمة من الهجوم على ثقافتنا ومبادئنا وأخلاقنا. إنما هي سنة من سنن الله في الكون، ألا وهي سنة التدافع، وقد وعد الله -تعالى- بحفظ هذا الدين، يضعف في القلوب لكنه لايزول، وأنه باق ببقاء الدنيا، وكم طاله وناله من أعدائه ما لو كان مع دين آخر لقضي عليه منذ قرون طويلة، ولكن الله كتب لهذا الدين الغلبة، ولأهله النصر إذا تمسكوا به وعملوا بما فيه. من هنا كان على الشباب أن يعوا الدور الخطير الذي تقوم به وسائل الإعلام غير الإسلامية، ومحاولات استقطابهم وتوجيههم إلى الوجهة التي يريدونها لهم، وشغل قلوبهم بملذات النفوس، وشهوات الجسد، وإعطاء صورة سلبية لنا نحن المسلمين، وتضخيم المساوئ والأخطاء التي تقع من بعضنا وتعميمها على الإسلام والمسلمين.
دور الشباب في الإسلام
تبوّأ الشباب مكانةً عظيمةً في الإسلام في مجال بناء الأمة والرقي بحضارتها في مختلف المجالات، الأمر الذي جعل منهم قدوةً لباقي أترابهم، حتّى بعد انقضاء زمانهم، وخلّد أسماءهم وإنجازاتهم إلى يومنا هذا، دلالةً على دور الشباب في ازدهار مجتمعهم، وقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- من حملوا راية الإسلام شبابًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
أعظم أنواع العبادة
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: أعظم أنواع العبادة أداء ما فرضه الله وتجنب ما حرمه الله -تعالى-، قال - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه -عزوجل-: «وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه»، فأداء الفرائض أفضل الأعمال كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «أفضل الأعمال أداء ما افترض الله، والورع عما حرم الله وصدق الرغبة فيما عند الله»، وذلك أن الله -تعالى- إنما افترض على عباده الفرائض ليقربهم عنده، ويوجد لهم رضوانه ورحمته.
الإمامة في الدِّين
قال الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر: الإمامة في الدِّين رُتبةٌ عليَّة ومنزلةٌ شريفة، إذا أكرم اللهُ -سبحانه- عبده بنيلها فاز بكرامة عظيمة ومنَّة جسيمة، ولا يبلغ العبد هذه الرتبة إلا إذا اجتمعت فيه صفات الخير؛ بحيث يكون قدوةً للصَّالحين وأسوةً لعباد الله يؤتمُّ به في الدِّين، ويؤتسى به في العناية بالفرائض، واجتناب المحرَّمات، وفعل الخيرات، والبعد عن المكروهات، فلا يكون العبد إمامًا للمتقين بعده حتى يأتم بالمتقين قبله، فإذا ائتم بهم ائتمَّ به مَن بعده.
ماذا نريد من شبابنا؟
نريد لشبابنا أن يكونوا نموذجاً في الجمع بين المعرفة بالذات والاعتزاز بها من جهة، والإفادة مما لدى الآخرين من صواب وحكمة من جهة أخرى؛ بحيث يجمعون بين متانة العقيدة والاقتناع بالإسلام دينا خالدا أبديا، وبين الاطلاع الواسع العميق على العلم الحديث؛ فالشباب هم عدتنا، نعدهم لجيل قادم يحمل الراية نحو موقع يتفق ومكانة دينهم ومكانة أمتهم، نريد من شبابنا أن يكونوا قدوة للعالم؛ فهم في نظر العالم قدوة ينظر إليهم ملهمين لتراث أمة توارثوه أبا عن جد؛ فهم أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد بن الوليد، هكذا أنتم يا شباب في نظر أمة الإسلام، فلا غرابة أن تكونوا مستهدفين في عقر داركم بالمخدرات والإباحيات من الصور والأفلام.
صور مضيئة من حياة الصحابة
كان ابن عباس - رضي الله عنه - حبر الأمة رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له «عفير» فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»، فأخذت هذه الكلمات من ابن عباس - رضي الله عنه - كل مأخذ؛ وذلك لأنه شعر أن له قيمة في هذا الوجود، وأنه ليس على هامش الحياة، ولذلك خاطبه النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الأسلوب الرفيع الذي يبني في نفس كل من سمعه ووعاه عقيدة راسخة لا تزحزحها الجبال، ومحبة عظيمة لله الواحد الأحد تملأ القلوب هيبة وإجلالاً، فأثمر ذلك أن كان ابن عباس حبر الأمة وعالمها - رضي الله عنه .
جهاد النفس مقدمة لجهاد العدو
قال الشيخ صفوت نور الدين -رحمه الله-: جهاد النفس مقدمة لجهاد العدو، فمن لم يجاهد نفسه لتلتزم بالشرع فتعمل به وتقف عند حدوده لم يمكنه أن يجاهد عدوه، بل إن خروجه للجهاد قبل بلوغ مواطن النـزال إنما هو من جهاد النفس على ذلك؛ ففي حديث أحمد عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال -في حجة الوداع-: «ألا أخبركم من المسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أَمِنَه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله».
من صور البر بالوالدين
- يروى أنّ أبا هريرة - رضي الله عنه - كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً. - أما عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهب ليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح، فلم يوقظها خشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده. - أما ابن عون المزني فقد نادته أمه يومًا فأجابها وقد علا صوته صوتها ليسمعها، فندم على ذلك وأعتق رقبتين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]