عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 25-02-2023, 12:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بحث في تفسير قوله تعالى:{ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن

بحث في تفسير قوله تعالى:{ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ..}
ليلى باقيس


المسائل التفسيرية في قول الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)}



· سبب نزول الآية
جاء في آثار عن ابن عباس والبراء بن عازب ومالك والزهري والسديّ وقتادة وغيرهم أنه لما أمر تعالى بتحوّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، واستقبلها النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون قال أناس من الناس: ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ... } الآية
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق معاوية عن عليّ عن ابن عبّاسٍ، ومن طريق محمّد عن سعيد بن جبيرٍ أو عكرمة عن ابن عبّاسٍ وقال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبيرٍ، وقتادة، والسّدّيّ والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك، وأخرج هذا الطريق كذلك ابن إسحاق والبيهقي كما ذكره السيوطي.
ورواه ابن أبي حاتم من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازبٍ، وأخرجه كذلك الترمذي والنسائي، وابن المنذر، والدارقطني والبيهقي كما ذكره السيوطي.
ورواه ابن جرير من طريق عمرو عن أسباطٍ عن السديّ، ومن طريق يزيد عن سعيد عن قتادة.
ورواه ابن وهب المصري عن مالك.
ورواه البيهقي عن الزهري كما ذكره السيوطي.
ورواه الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن كما ذكره السيوطي.





المسائل التفسيرية



1: معنى الآية إجمالًا
أنه لمّا أُمر صلى الله عليه وسلم بالتوجّه إلى الكعبة، وكان قد صلّى نحو بيت المقدس بضعة عشر شهرًا بعد مقدمه المدينة، فلمّا وقع ذلك وأُمر بالتوجّه إلى البيت العتيق، حصل لبعض النّاس من أهل النّفاق والرّيب والكفرة من اليهود ارتيابٌ وزيغٌ عن الهدى وتخبيطٌ وشكٌّ، وقالوا: {ماولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}، فأنزل اللّه جوابهم في قوله: {قل للّه المشرق والمغرب}أي: الحكم والتّصرّف والأمر كلّه للّه، فالشّأن في امتثال أوامره تعالى فنحن عبيده حيثما وجّهنا توجّهنا، وهذا خلاصة ما قاله ابن كثير رحمه الله

2: مقصد الآية
قال ابن جرير: أعلم اللّه جلّ ثناؤه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما اليهود والمنافقون قائلون من القول عند تحويل الله قبلته وقبلة أصحابه عن الشّام إلى المسجد الحرام، وعلّمه ما ينبغي أن يكون من ردّه عليهم من الجوّاب، فقال له: إذا قالوا ذلك لك يا محمّد، فقل لهم: {للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}، وبنحو ذلك قال ابن عطية.

3: معنى السفهاء
السفه: الخفة والهلهلة، والسّفهاء جمع سفيهٍ، وهو خفيف العقل، وأصله من قولهم ثوب سفيه أي خفيف النسج، ذكره ابن عطية وابن حجر.
والسفهاء يطلق على:
1: الجهّال من الناس، ذكره ابن جرير
2: والخفاف الأحلام والعقول، ذكره ابن عطية وابن حجر ونقله العيني عن الزمخشري.

4: المراد بالسفهاء في الآية
اختلف في تعيينهم:
فقيل: أحبار يهود، وهذا قول مجاهد والبراء وابن عباس وغيرهم.
رواه ابن جرير والهمذاني عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، والنهدي عن رجل عن مجاهد.
ورواه النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي إسحاق عن البراء.
ورواه ابن جرير عن معاوية عن علي عن ابن عباس.
وذكر هذا القول الزجاج، وابن عطية، وابن كثير، وابن حجر، والعيني.
وقيل: المنافقون، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن عمرو عن أسباط عن السديّ،
وذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير وابن حجر والعيني والسيوطي.
وقيل: كفار قريش، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير والعيني والسيوطي.
قال ابْن كَثِيرٍ: والآية عامّةٌ في هؤلاء كلّهم، واللّه أعلم، وهذا ما ذهب إليه كذلك ابن عطية، وابن حجر والقسطلاني.

5: سبب تسميتهم بالسفهاء
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وإنّما سمّاهم اللّه عزّ وجلّ سفهاءً، لأنّهم سفهوا الحقّ فتجاهلت أحبار اليهود وتعاظمت جهالهم وأهل الغباء منهم عن اتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا كان من العرب ولم يكن من بني إسرائيل، وتحيّر المنافقون فتبلّدوا.

6:فائدة التخصيص في قوله (من الناس)
قالَ ابن عَطِيَّةَ: وخص بقوله من النّاس، لأن السفه يكون في جمادات وحيوانات.

7:فائدة جعل المستقبل في موضع الماضي في قوله: (سيقول)
لما فيه من الدلالة على استدامة ذلك، وأنهم يستمرون على ذلك القول ، قاله ابن عطية

8: معنى (ماولّاهم).
معناه: أي ما صرفهم عن قبلتهم، وعدلهم عنها، وهذا حاصل ما ذكره ابن جرير والزجاج وابن أبي حاتم والهمذاني وابن عطية والقسطلاني.
وقد روى هذا القول ابن أبي حاتم والهمذاني من طريق ورقاءعن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ورواه كذلك ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن مجاهد وعطاء.
وقال العيني: {ما ولاهم} أي: أي شيء رجعهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها.

9: معنى الاستفهام في قولهم: (ماولّاهم).
الذين قالوا ذلك كانوا أصنافًا:
فأما اليهود قالوا ذلك ارتيابًا وتشكيكًا يريدون فتنة النبي صلى الله عليه وسلم عن دينه، وهذا يُفهم مما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق محمّد بن أبي محمّدٍ عن سعيد بن جبيرٍ أو عكرمة عن ابن عبّاسٍ، ورواه ابن إسحاق والبيهقي وأورده السيوطي.
ومن طريق معاوية عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ، ورواه ابن المنذر والنحاس والبيهقي كما ذكره السيوطي.
وأما المنافقون وبعض اليهود فقالوا ذلك استهزاء بالإسلام وطعنا فيه.
وأما كفار قريش فكان سؤالهم تخبيط وزيغٌ عن الهدى كاشفًا عن حالهم وظنهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيرجع إلى دينهم.
وهذا يُفهم مما رواه ابن جرير عن عمرو عن أسباط عن السديّ، ورواه الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن والبيهقي عن الزهري وأورده السيوطي.
وما رواه ابن جرير من طريق يزيد عن سعيد عن قتادة، ورواه عبد بن حميد وابن المنذر كما ذكره السيوطي.
وذكر اختلاف الناس في شأن القبلة إلى هذه الأصناف كل من ابن عطية وابن كثير وابن حجر والعيني.

10: لمن سيقول السفهاء: (ماولّاهم؟)
للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وذلك إذا حوّلوا وجوههم عن قبلة بيت المقدس وتوجّهوا شطر المسجد الحرام، وهذا حاصل ما ذكره ابن جرير وابن عطية.

11: ذكر السبب الذي من أجله قال من قال: (ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها)
- أما أحبار اليهود فارتابوا وأرادوا التشكيك وفتنة النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن دينهم، قالوا: يامحمّد، ارجع إلى قبلتك الّتي كنت عليها نتّبعك ونصدّقك، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق محمّدٌ مولى آل زيدٍ عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عبّاسٍ.
وروى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن قال: "وقال اليهود للمؤمنين: ما صرفكم إلى مكة وترككم به القبلة قبلة موسى ويعقوب والأنبياء والله إن أنتم إلا تفتنون" وأورده السيوطي
- وأما المنافقون وبعض اليهود فأرادوا بذلك الطعن في الإسلام والاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، قالوا: لقد اشتاق الرّجل إلى وطنه، رواه ابن جرير من طريق يزيد عن سعيد عن قتادة، ورواه عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والبيهقي عن الزهريوالزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن وأورده السيوطي
وروى ابن جرير من طريق عمرٌو عن أسباطٌ عن السّدّيّ قال: "قال المنافقون: ما بالهم كانوا على قبلةٍ زمانًا، ثمّ تركوها وتوجّهوا غيرها؟"وبنحو هذا المعنى رواه البيهقي عن الزهري وأورده السيوطي.
- وأما كفار قريش فقد وقع لهم تخبيط وزيغ عن الهدى وظنّوا أن النبي صلى الله عليه وسلم سيرجع إلى دينهم، قالوا: تحير على محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم وعلم أنكم أهدى منه ويوشك أن يدخل في دينكم، رواه ابن جرير عن السدي وأورده السيوطي، وبنحو ذلك روى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن والبيهقي عن الزهري وأورده السيوطي.
وسبق أنه ذكر اختلاف الناس في شأن القبلة إلى هذه الأصناف كل من ابن عطية وابن كثير وابن حجر والعيني.

12: معنى القبلة
لغة: قبلة كلّ شيءٍ ما قابل وجهه.
وإنما هي فعلة بمنزلة الجلسة والقعدة،من قولهم: قابلت فلانًا: إذا صرت قبالته أقابله، فهو لي قبلةٌ، وأنا له قبلةٌ، إذا قابل كلّ واحدٍ منهما بوجهه وجه صاحبه، ذكره ابن جرير، وبنحو ذلك ذكره ابن عطية ملخصًا.
وشرعا: الموضع الّذي يستقبلونه بوجوههم في صلاتهم، ذكره ابن جرير.

13: المراد بالقبلة في الآية
يعني بيت المقدس، وهو قول عامة المفسرين وغيرهم.
روى ابن جرير من طريق ابن أبي جعفرٍ عن أبيه عن الرّبيع في قوله: "{سيقول السّفهاء من النّاس ماولاّهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها} يعنون بيت المقدس".
ورواه الحاكم من طريق ابن جريجٍ عن عطاءٍ عن ابن عبّاسٍ، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه بهذه السّياقة.
ورواه ابن أبي حاتم مختصرًا من طريق ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء عن ابن عباس.
وبنحو ذلك روى الهمذاني من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
وذكر هذا القول الزجاج والعيني والقسطلاني.

14: نسخ القبلة
روى ابن أبي حاتم من طريق ابن جريجٍ وعثمان بن عطاءٍ عن عطاءٍ عن ابن عبّاسٍ: " {سيقول السّفهاء من النّاس ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها} يعنون بيت المقدس، فنسخها وصرفه اللّه إلى البيت العتيق." ورواه الحاكمُ عن ابن جريجٍ دون عثمان وقال هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه بهذه السّياقة.
وروى أبوداود في ناسخه من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: "أول آية نسخت من القرآن القبلة ثم الصلاة الأولى." وأورده السيوطي
وروى أبو داود في ناسخه وأبو يعلى والبيهقي في "سننه" عن أنس، ومالك وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والنسائي عن ابن عمر ما كان من تحول المسلمين واستقبالهم للكعبة في صلاتهم حين أمروا بذلك، وأورده السيوطي.
وروى الطبراني عن عثمان بن حنيف قال: "ونسخ البيت الحرام بيت المقدس " وأورده السيوطي

15: أول ما نسخ من القرآن القبلة
روى ابن جرير من طريق الحسين عن عكرمة ويزيد النّحويّ عن عكرمة والحسن البصريّ، قالا: "أوّل مانسخ من القرآن القبلة" ورواه أبو داود في ناسخه عن ابن عباس وأورده السيوطي.
وروى الحاكم من طريق ابن جريجٍ عن عطاءٍ عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما قال:" أوّل مانسخ من القرآن فيما ذكر لنا شأن القبلة" قال:هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه بهذه السّياقة.
وروى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي عن ابن عباس نحو ذلك وأورده السيوطي.
وروى أبو داود من طريق مجاهد عن ابن عباس قال :"أول آية نسخت من القرآن القبلة ثم الصلاة الأولى." وأورده السيوطي
قالَ ابن عَطِيَّةَ: فذكر ابن فورك عن ابن عباس قال: "أول ما نسخ من القرآن القبلة."

16: إنكار اليهود للنسخ
قال الزّمخشريّ: {سيقول السّفهاء} أي: خفاف الأحلام وهم اليهود لكراهتهم التّوجّه إلى الكعبة وأنّهم لا يرون النّسخ." ذكره العيني

17:اختلاف الناس في أمر القبلة
واختلف الناس فيها فكانوا أصنافا:
فمنهم أحبار اليهود الذين ارتابوا وأرادوا التشكيك وفتنة النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن دينهم.
ومنهم المنافقون وبعض اليهود الذين اتخذوا ذلك للطعن والاستهزاء بالإسلام وأهله.
ومنهم كفار قريش وقد حصل لهم بذلك تخبيط وزيغ عن الهدى وقالوا: رجع محمّدٌ إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا.
وأما المؤمنون فقالوا: فكيف أعمالنا التي عملنا في القبلة الأولى، وكيف بمن مات وهو يصلي قبل بيت المقدس.
روى ذلك ابن جرير عن السدي وأورده السيوطي في الدر المنثور، ورواه ابن جرير في تفسيره من طريق عمرو عن أسباط عن السدي بلفظ مختصر.
ورواه الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن، والبيهقي عن الزهري، وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة وأورده السيوطي.
وذكر اختلاف الناس في شأن القبلة إلى هذه الأصناف كل من ابن عطية وابن كثير وابن حجر والعيني.

18:المخاطب بقوله تعالى: {قل لله المشرق والمغرب}
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ: "يعني بذلك عزّ وجلّ: قل يا محمّد" وبنحو ذلك قال العيني

19:لمن أمر أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام؟
لهؤلاء الّذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: ما ولاّكم عن قبلتكم من بيت المقدس الّتي كنتم على التّوجّه إليها إلى التّوجّه إلى شطر المسجد الحرام. قاله ابن جرير

20:معنى اللام في قوله تعالى: (لله المشرق والمغرب)
اللام للملك، أي لله تعالى ملك المشارق والمغارب وما بينهما، يُفهم ذلك مما ذكره ابن جرير وابن عطية

21:المراد بالمشرق والمغرب
قيل: يعني بذلك ما بين قطري مشرق الشّمس وقطري مغربها، أي بلاد الشرق والغرب والأرض كلها، ذكره ابن جرير والعيني
وقيل: أراد بالمشرق الكعبة لأن المصلّي بالمدينة إذا توجه إلى الكعبة فهو متوجّه للمشرق، وأراد بالمغرب بيت المقدّس لأن المصلّي في المدينة إلى بيت المقدّس متوجّه جهة المغرب، ذكره العيني

22: الحكمة من الرد بهذا الجواب لمن قالوافي تحويل القبلة: (ما ولّاهم).
أي: الحكم والتّصرّف والأمر كلّه للّه، وحيث أمر الله أن يصلّى ويتعبّد، فهو له، وعالم به، وفي ذلك إقامة حجة عليهم.
وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير والعيني والقسطلاني

23: معنى الهداية
هو أن يسدّده الله تعالى ويوفّقه إلى الطّريق القويم، وهو الصّراط المستقيم، قاله ابن جرير.
وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفرٍ عن الرّبيع عن أبي العالية في قول اللّه: {يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ} قال: "يهديهم إلى المخرج من الشّبهات والضّلالات والفتنة"

24: معنى (الصراط المستقيم)
معناه: الطّريق القويم، قاله ابن جرير وبنحو ذلك قال ابن عطية.
وقَالَ الزَّجَّاجُ: معناهّ: طريق مستقيم كما يحبّ الله.

25:المراد بالهداية إلى الصراط المستقيم في الآية
قالَ ابنِ عَطِيَّةَ: ويهدي من يشاء، إشارة إلى هداية الله تعالى هذه الأمة إلى قبلة إبراهيم.
وبنحو ذلك قال ابن جرير وابن كثير.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم -يعني في أهل الكتاب -: "إنّهم لا يحسدوننا على شيءٍ كما يحسدوننا على يوم الجمعة، التي هدانا اللّه لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين " رواه أحمد، ذكره ابن كثير والسيوطي

26: سبب صلاته صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس
والمقصود التّوجّه إلى بيت المقدس بعد مقدمه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة، واختلف أهل العلم في ذلك:
فقال بعضهم: أمره تعالى بالتوجه لبيت المقدس، وهذا قول ابن عباس والجمهور، وهذا حاصل ما ذكره ابن جرير والزجاج وابن عطية وابن كثير.
والسبب في ذلك: أن أكثر أهل المدينة اليهود، روى ذلك ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ، قال: "لمّا هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المدينة، وكان أكثر أهلها اليهود، أمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس" ورواه ابن المنذر والنحاس والبيهقي وأورده السيوطي.
وقيل: ليختبر الله تعالى من آمن من العرب، لأنهم كانوا يألفون الكعبة وينافرون بيت المقدس وغيره، فامتحنهم الله تعالى ببيت المقدس، ذكره الزجاج وابن عطية.
- وقال آخرون: كان ذلك باختيارٍ واجتهادٍ من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من غير أن يكون الله فرض ذلك عليه، وهذا قول عكرمة وأبي العالية والحسن، وهذا حاصل ما ذكره ابن جرير وابن عطية وابن كثير
روى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبدالرحمن قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي انتظر أمر الله في القبلة وكان يفعل أشياء لم يؤمر بها ولم ينه عنها من فعل أهل الكتاب" ذكره السيوطي
والسبب في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أراد بذلك أن يتألّف أهل الكتاب ليؤمنوا به ويتبعوه، رواه ابن جرير عن أبي العالية، ورواه من طريق الحسين عن عكرمة ويزيد النّحويّ عن عكرمة والحسن البصريّ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]