عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-11-2022, 11:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي الفرق بين البلاء والعقاب

الفرق بين البلاء والعقاب



فارق بين البلاء والعقاب في الإسلام، وكثير من الناس يظنون أن كلَ مصيبة تقع على العبد عقابًا على التقصير في أمر معين، وهذا فهم خطأ، نتج عن الاختلاف في فهم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تناولت هذه المسألة؛ فالله -تعالى- يقول: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}، وهذا دليل صريح على أنَّ المصيبة إذا حلَّت تكون بسبب تقصير العبد، لكنَّ المصيبة إذا نزلت على العبد قد تكون للاختبار والبلاء؛ فالله -تعالى- ابتلى عبده الصابر أيوب -عليه السَلام- بلاء شديدا ليكشف مدى صبره -عليه الصَّلاة والسَّلام-، قال تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}، وقال -جل وعلا-: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، فالبلاء يكون للاختبار والامتحان، ومن ثم رفع درجات العبد، أمَا العقاب فيكون بسبب ذنوب سبق أن ارتكبها العبد، وأصر عليها، وجهر بها.

والبلاء يكون للمؤمنين في هذه الدنيا؛ فلا يبتلي الله المشركين ليرفع درجاتهم؛ فهم مشركون في الأصل، ولا يترك الله المؤمنين دون بلاء واختبار، قال -تعالى-: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}؛ لذلك كان بلاء الأنبياء شديدًا، روى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، أي النَّاس أشدُّ بلاءً؟ قال: الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثلُ، فيُبتلَى الرَّجلُ على حسبِ دينهِ فإنْ كان دينُهُ صلبًا اشتدَّ بلاؤهُ، وإن كان في دينِهِ رِقَّةٌ ابتُليَ على حسبِ دينهِ، فما يبرَحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يتركَهُ يمشي على الأرضِ وما عليه خطيئةٌ»، والخلاصة أن البلاء والعقاب يتفقان في الشكل؛ حيث إنَّ كليهما مصائب تنزل على العبد، ولكنَّ الفرق بين البلاء والعقاب هو أنَّ البلاء اختبار، والعقاب جزاء لذنوب عظيمة، وقد بين ذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في غير ما حديث ؛ فقال: «ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ». وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له».


فكون ما أصاب العبد عقوبة، أو ابتلاء لرفعة الدرجات لا يمكن لأحد الجزم بذلك؛ لأنه من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «يبتلي الله عباده بالسراء والضراء، وبالشدة والرخاء، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم، وإعلاء ذكرهم، ومضاعفة حسناتهم، كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والصلحاء من عباد الله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل»، وتارة يفعل ذلك -سبحانه- بسبب المعاصي والذنوب، فتكون العقوبة معجلة؛ كما قال -سبحانه-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}؛ فالغالب على الإنسان التقصير، وعدم القيام بالواجب، فما أصابه فهو بسبب ذنوبه وتقصيره بأمر الله، فإذا ابتلي أحد من عباد الله الصالحين بشيء من الأمراض أو نحوها، فإن هذا يكون من جنس ابتلاء الأنبياء والرسل، رفعا في الدرجات وتعظيما للأجور، وليكون قدوة لغيره في الصبر والاحتساب. فالحاصل أنه قد يكون البلاء لرفع الدرجات وإعظام الأجور، كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الأخيار، وقد يكون لتكفير السيئات؛ كما في قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}».
منقول




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.69 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.81%)]