عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13-12-2022, 02:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الكلمات النادرة

أما في المثال التالي، فإنه يعود في المرة الرابعة إلى الضمير الذي استخدمه في المرة الثانية ليرجع في الخامسة فيستخدم ما استخدمه في الأولى، وهكذا:
وجردًا مددنا بين آذانِها القنا

فبِتْنَ خفافًا يتَّبِعن العواليا

تماشى بأيدٍ كلما وافتِ الصفا
نقشن به صدرَ البزاةِ حوافيا

وينظُرْنَ مِن سودٍ صوادق في الدجى
يرينَ بعيداتِ الشخوص كما هيا

وتنصبُ للجرسِ الخفيِّ سوامعًا
يخلن مناداةَ الضمير تناديا


♦♦ ♦♦ ♦♦

أما بالنسبة للظروف، فإننا نرى الشاعر قد استعمل (لدنَّه) بتشديد النون (2/240/14)، وقد عرض الجرجاني في وساطته انتقاد المنتقدين للتشديد في هذه اللفظة، ورد المتنبي عليهم بأن للشاعر من الحرية في التصرف ما ليس لغيره، حتى لو لم تضطره إلى ذلك ضرورة شعرية، وتخطئتهم إياه في هذا استنادًا إلى أن ضوابط اللغة، بهذه الطريقة، ستزول، وقد استغرق ذلك أكثر من ست صفحات (ص462 - 469) ما بين أخذ وردٍّ من الفريقين ختمها الجرجاني بقوله: (والكلام في هذا الباب يكثر من الفريقين)، وهو ما يعني في الحقيقة أنه غير مقتنع بما فعل المتنبي، وإن حاول تسويغه، والصواب أنه كان على المتنبي ألا يذهب في الحرية إلى هذا الحد، حتى لو سبقه إلى شبيه تصرفه هذا شعراء آخرون، وحسنا فعًل؛ إذ غير (لدنه) هذه إلى (ببابه)، فأصبح البيت كالآتي:
فأرحامُ شعرٍ يتَّصِلن ببابه ♦♦♦ وأرحامُ مالٍ ما تني تتقطَّعُ

وهذا يدل في نظري على تنبهه لخطئه، وإن كابر قليلًا، وقد حاول العكبري، من غير اقتناع فيما يبدو، أن يقيس (لدنَّه) بالتشديد على (لدنِّي)[33]، والحقيقة أن هذا غير ذاك، كذلك لا نوافقه على ما قاله من أن المتنبي ربما شدَّد النون للضرورة الشعرية؛ لأن المتنبي قد كفانا مؤنة هذا التعليل بما يفهم من كلامه من أنه عمل هذا اتساعًا لا ضرورةً.

وهذا نص ما قال: (قد يجوز للشاعر من الكلام ما لا يجوز لغيره، لا للاضطرار إليه، ولكن للاتساع فيه واتفاق أهله عليه فيحذفون ويزيدون)[34]، يريد أن يقول: إن الشعراء هم أئمة الكلام وبهم يقتدى لا العكس[35].

وإذا كنا رأيناه يسكن ميم (لِمْ) عدة مرات، فقد سكن الظرف (مَعْ) مرة فيما لاحظت (4/81/2)، وإن كان من السهل تسويغ ذلك بضرورة الوزن ما دام لم يتسع المتنبي فيه، أما الظرف (عند)، فقد استعمله فاعلًا، وهو من تفننه المعجب، وذلك في البيت التالي:
ويمنعني ممَّن سوى ابنِ محمَّدٍ ♦♦♦ أيادٍ له عندي تَضيقُ بها عِنْدُ
♦♦ ♦♦ ♦♦

أما بالنسبة إلى أسماء الإشارة، فقد تنبَّه القدماء إلى أنه يكثر من استعمال (ذا) في موضع (هذا)، وعابوا عليه هذا الإكثار، حتى الجرجاني الذي يقر له بالعبقرية الشعرية قد أخذ عليه ذلك؛ لأن (ذا) في رأيه ضعفه في صنعة الشعر، وأنه ندر ما كان الجاهليون يستعملونها، بل قلما يستخدمها المحدَثون[36].

والواقع أني لا أدري على أي أساس حكم الجرجاني بأن هذه الصيغة بالذات ضعيفة في صنعة الشعر عمومًا وفي صنعة البيتين التاليين على سبيل المثال بوجه خاص:
قد بلغتَ الذي أردتَ من البِرْ

رِ ومِن حقِّ ذا الشريف عليكا

وإذا لم تَسِرْ إلى الدار في وَقْـ
ـتِك ذا خفتَ أن تسيرَ إليكا



هل معنى ذلك أنه لو كان استعمل (هذا) في الموضعين لكان البيتان أفضل؟
لا أظن أبدًا، فليس العيب هنا في استعمال (ذا)، ولكن في استعمال اسم الإشارة أصلًا؛ إذ إن قوله: (ذا الشريف) يوحي في أحسن الأحوال باللامبالاة؛ لأن الإشارة هنا معناها أن المشار إليه مجهول، ولا تراد معرفته أو هو أقل قيمة من أن يذكر باسمه، بله بلقب شرفي مثلًا.

أما قوله: (في وقتك ذا)، فهو كلام نثري، يستوي في ذلك استعمال (هذا وذا)، فهذا هو العيب لا استعمال الشاعر (ذا) بالذات، كل ما في الأمر أن المتنبي يكثر من (ذا) خروجًا على المألوف بين الشاعرين والناثرين من استعمالهم عادةً (هذا) في الإشارة للمفرد المذكر القريب، ويقتضينا الإنصاف أن نقول إن البيتين السالفين قد قالهما المتنبي ارتجالًا يريد القيام من المجلس، وكان مجلس شراب، فهما مجرد كلام أضاف إليه الشاعر وزنًا وقافية، ومن التحكم نقدهما نقد الشعر.

هذا وقد لاحظت وأنا أقرأ ديوان الشاعر للمرة الأولى (وكنت قرأت قبله (الصبح المنبي)، والذي نقل الجرجاني ملاحظته عن إكثار المتنبي من استعمال (ذا) وحكمه عليه - أنه يكثر أيضًا من استعمال (ذي)، وأحصيتها على قدر استطاعتي، وعجبت كيف لم يلفت ذلك أيضًا نظرَهم، إلى أن قرأت أن ابن جني قد تنبه إلى هذا بل فاتح المتنبي فيه[37]، ومع ذلك فقد فاتهم أن ينتبهوا إلى أنه أيضًا يكثر استعمال (هذي) و(ذي)، كما أنه قد استعمل (ذيا)، و(ذان) و(تان)، وهو ما يعني أن استخدامه لصيغ أسماء الإشارة الأقل شيوعًا كثير نسبيًّا.

وقد استطعت أن أحصي له (ذي) سبع مرات على الأقل (1/180/14) و2/44/22) و2/28/7 و2/343/6 و3/33/51 و3/125/10 و3/134/1).

و(هذي) ما لا يقل عن عشر مرات (1/226/6 و2/40/7 مرتين، و2/72/13 و2/193/1 و2/384/2 و3/112/1 و3/155/24 و3/355/19 و3/367/3).

و(تا) مرة (3/93/3).
ومثلها في ذلك من (هاتا) (3/174/1).
و(ذيَّا) بتشديد الياء مصغرة (2/123/2).
و(ذياك) (2/193/3).
و(ذان) (3/371/29).
و(تين) (2/89/1).

فإذا أضفنا المرات التي استعمل فيها (ذا)، وهي كثيرة، فانظر كم من المرات قد استعمل المتنبي أسماء الإشارة الأقل شيوعًا، ألا يدل هذا مع ما سبق وما سَيَلِي، على رغبة قوية عنده على الخروج على المألوف؟
وقد سمج عنده استعمال (تين) بسبب السياق الذي وردت فيه، وهو:
اخترتَ دهمَاءَ تينِ يا مَطَرُ ♦♦♦...........................

إذ بدت الكلمتان كأنهما واحدة مما قد يوهم أنه ثنَّى (دهماء) خطأً على (دهماء تين)، علاوة على أن إضافة الصفة، إذا لم تكن أفعل تفضيل، إلى اسم الإشارة غريبةٌ.

إننا نقول عادةً: (اخترت أشد هاتين الفرسين دهمة)، ولا نقول: (اخترت دهماء هاتين الفرسين)، فإذا أردنا أن نعبر عن هذا المعنى الأخير، فإننا نقول عادةً: (اخترت الدهماء من هاتين الفرسين) مثلًا؛ لأن العبارة الأولى توهم أن الإضافة فيها: (دهماء تين)، هي إضافة الملكية لا البعضية.

أما العبارة الثانية، فهي باستخدام (أل) العهدية في (الدهماء)، واستخدام حرف الجر (مِن) قد حسمت الأمر وأزالت الوهم، ولكن مرة أخرى نقول: لقد وردت هذه العبارة في أبيات مرتجلة لا أظن المتنبي قد قصد بها الشعر[38].

ومن خروجه على المألوف في استعماله اسم الإشارة استعماله إياه منادى بلا أداة نداء، وذلك في قوله:
هذي، برزتِ لنا فهجتِ رَسِيسَا ♦♦♦ ثم انثنيتِ وما شفيتِ نَسِيسَا

وكان حقه لو جرى على الأسلوب المعتاد هنا، أن يقول: (يا هذي)، وقد كان هذا مما أخذه على المتنبي منتقدوه، غير أن صاحب (الوساطة) رد بأن ذلك لضرورة الشعر، قياسًا على حذف حرف النداء قبل المنادى النكرة؛ مثل:
صاحِ، هل أبصرتَ بالخبــ ♦♦♦ ــتينِ من أسماء نارا

وقول العجاج:
جاريَ لا تستنكري عَذِيري ♦♦♦.....................

(جاري: جارية).
وحجته أنه إذا جاز ذلك في النكرة، فهو مع اسم الإشارة أجوز[39].

ولعله يشير بذلك إلى رأي مَن يسوون بين الاسم النكرة واسم الإشارة في أنهما كليهما مبهمان، وما دام قد جاز في اسم النكرة أن يحذف حرف ندائه، فإن حذفه مع اسم الإشارة - وهو بالضرورة أقل إبهامًا - أكثر جوازًا[40].

ويبدو لي أن الجرجاني وإن وفق في الاستشهاد ببيت العجاج، فإنه لم يوفق في البيت الأول؛ لأن (صاح) أصلها (يا صاحبي)؛ أي إن المنادى هنا ليس نكرة، وعلى هذا فلا يصح الاستشهاد بالبيت على ما يريد أن يقول، على أن هناك تفسيرًا آخر لصنيع المتنبي غير الضرورة الشعرية، وهو أنه جرى في ذلك على مذهب الكوفيين الذين يُجوِّزون حذف حرف النداء من المنادى المشار إليه[41].

أما العكبري، فقد أورد تأويل المعري للبيت، على أساس أن في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، وأن أصل الكلام هو: (برزت لنا هذي)؛ أي (برزت لنا هذه البرزةَ، فهجت رسيسًا)، وعلى هذا فلا ضرورة شعرية، ولا نحو كوفي[42].

ولعل مَن يتساءل قائلًا: ما دام المتنبي قد حرَص على مذهب الكوفيين، فأين الخروج على المألوف إذًا؟
وفي الجواب على ذلك نقول: إن النحو الكوفي هو نفسه خروج على المألوف إلى حد كبير؛ لأن الكوفيين يقيسون على الشاذ[43]، ليس ذلك فقط، بل إن النحو الكوفي - كما يقول د. شوقي ضيف - كان قد هُجر في عصر المتنبي إلى النحو البصري[44]، فمتابعة المتنبي في أسلوبه للنحو الكوفي المهجورِ هو خروج على المألوف، وبخاصة أن الشعراء بوجهٍ عامٍّ (قلما لجؤوا إلى شذوذات الكوفة ومسوغاتها في التعبير)[45]؛ أي إن المتنبي في هذه الناحية هو - كما يقول د. شوقي ضيف - (شاعر من طراز جديد)[46].

(ب) الصيغ الفعلية:
فإذا انتقلنا إلى الأفعال وجدناه كثيرًا ما يتنكَّب الصيغ الشائعة إلى صيغ أقل شيوعًا أو شبه مهجورة، ويستخدم أفعالًا وأوزانًا قليلة الاستعمال بوجه عام، وقد يشتق أفعالًا من اسم علم مثلًا...، إلخ.
إنه مثلًا يقول (يستاق)[47]، بدلًا من (يسوق).

و(تفاوح) (2/30/7)، التي أحدثت ضجة عند أدباء مصر، فأنكرها عليه قوم أول الأمر، ثم تحقق لهم أنها صحيحة فصيحة، ويبدو أن شعراء مصر قد أعجبوا بها بعد ذلك، فأخذوها عنه وانتشرت في أشعارهم[48].

و(يُفْكر)، بتسكين الفاء (2/61/90) بدلًا من (يُفَكِّر) بفتحها وتشديد الكاف، (وبالمناسبة أذكر أن هذا قد أخذ على أحد شعراء المهجر، ولعله إيليا أبو ماضي، فإن صدقت ذاكرتي فهذه فرصة لتصحيح هذا الانتقاد؛ إذ إن الصيغتين كلتيهما موجودتان في العربية، ويلاحظ القارئ الكريم أني لم أُخطِّئ المتنبي، بل قلت إنه تنكَّب الصيغة الشائعة إلى صيغة شبه مهجورة، وإن كانت صحيحة هي أيضًا)[49].

ومن ذلك استخدامه (غطَا) من غير تشديد الطاء (2/105/27) بدل (غطَّى)، بتشديدها، ومثلها مثل (حب) (2/205/1) بدل (أحب)، وفي استعمال اشتقاقات هذه المادة الأخيرة بعض مما يَلفِت النظر لطرافته؛ إذ يتراوح استعمال الثلاثي والرباعي حسب نوع الاشتقاق، ففي الأفعال يستخدم عادة الرباعي: (أحب يُحِب)، بضم حرف المضارعة، ويشتق من ذلك اسم الفاعل: (مُحب)، أما اسم المفعول والمصدر وأفعل التفضيل فيُؤخَذ من ثلاثي، فنقول على الترتيب: (محبوب) و(حُب) (بضم الحاء) و(أحب إليَّ من فلان)، ومن هنا نرى أن المتنبي قد ترك الفعل الرباعي الشائع واستخدام الثلاثي، وقد كرر ذلك مرة ثانية على الأقل، وذلك في بيته الرائع:
حَبَبْتُك قلبي قبل حبِّك مَن نأى ♦♦♦ وقد كان غدارًا فكن لي وافيا

وهو يقول: (يعتقي) (2/224/11) بدل (يعتاق).
و(تُرفَّع) بضم تاء المضارعة وتشديد الفاء (2/251/5)، بدلًا من الثلاثي (تَرْفَع)، بفتح التاء والفاء من غير تشديد.
و(راءها) بدلًا من (رآها) (2/362/2).

و(اتَّرك) (بهمزة وصل وتشديد التاء) بدل (ترك)، وأحسب أنه استخدم الأولى لما فيها من التضعيف الذي يكسب المعنى شدة، وذلك في بيته المشهور:
رِدِي حِياض الرَّدى يا نفسُ، واتَّرِكي ♦♦♦ حياضَ خوفِ الرَّدى للشاءِ والنعمِ

وفي مثل هذا الوزن استعمل الفعل (ثأر)، فقال (أثَّار) (3/98/12) (بهمزة وصل وتشديد الثاء، وقد خفف الهمزة؛ إذ أصل الفعل (اثأر).

ومن هذا الوزن أيضًا الفعل (يطَّلب)، بشديد الطاء (3/231/42)، بدل (يَطْلب) بتسكينها.
والفعل (احتفر) (3/281/20)، الذي استعمله مكان (حفر).

ومن الصيغ غير الشائعة عنده في الأفعال (صاعد) (3/168/14) بدل (صعِد)، و(تظاهر) (4/31/14) بدل (ظهر)، (إلا إذا كان معناه (تعاون)[50]، وذلك في بيته الذي كفَّره تقريبًا بسببه طه حسين، وهو من قصيدة يمدح بها أبا الفضل الذي اتهم بأنه قد أضل المتنبي وهوسه حين اتصل به الشاعر في صباه:
نورٌ تظاهر فيك لاهوتيُّهُ ♦♦♦ فتكادُ تعلمُ علمَ ما لن يُعْلَما[51]

وقد لاحظت أنه استخدم (انهوى) (1/274/27) بدل (هوَى: سقط)، وهي غريبة كما لاحظ الواحدي؛ إذ إن هذه الصيغة صيغة مطاوعة للفعل المتعدي، نقول: (فتحه فانفتح) و(جرَّه فانجر)، وهكذا، أما (هوَى)، فهو لازم[52]، وقد عد يوهان فك هذه الصيغة من العربية المولدة، اعتمادًا فيما يبدو من سياق كلامه على شرح الواحدي وعلى الخفاجي في (شرح درة الغواص)[53].

كذلك استخدم المتنبي (ينكسف) (في رواية العكبري 2/126/14)، أما اليازجي، فقد رواها (ينخسف) (1/177/14) بدل (يكسف)، وليست هذه كـ(انهوى)؛ لأن (كسف) كما تأتي لازمة تأتي متعدِّية، فيصح في هذه الحالة اشتقاق صيغة المطاوعة منها؛ يقال: (كسف القمر) و(كسفت الشمس القمر)[54]، ومثل (كسف وانكسف) في ذلك (همل وانهمل)؛ وإذ يقال: هملت (وانهملت) العين والسماء: فاضت وسالت[55]، وقد استعمل المتنبي صيغة (انفعل) منه ما لا يقل عن ثلاث مرات؛ مرتين في الماضي:
ولطالما انهَمَلت بماءٍ أحمرٍ

في شفرتَيْه جماجمٌ ونحورُ[56]

أرواحنا انهَمَلت وعِشْنا بعدها
مِن بعد ما قطرت على الأقدامِ



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.02 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.05%)]