عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-04-2021, 10:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي من أفسد البراءة؟!

من أفسد البراءة؟!
علي بن حسين بن أحمد فقيهي



بوح القلم

(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)

من أفسد البراءة؟!



تتسم مرحلة الطفولة بالعديد من الخصائص والكثير من الصفات المميزة لهذه المرحلة على غيرها من المراحل، من أبرزها:
١ - اتساع عالم التخمين والتخيُّل.
٢ - زيادة الوعي بالأشخاص والأشياء من حوله.
٣ - سرعة الاندماج وسهولة التواصل مع الآخرين.
٤ - المحاكاة والتقليد لما يشاهده في الواقع.
٥ - الشغف باللعب واللهو والحيوية والنشاط.
٦ - حساسية الانفعالات الوجدانية والعاطفية.
٧ - الانزعاج من الأمر والنهي والتقييد والانضباط.
٨ - الصفاء والنقاء والسذاجة والبساطة والطُّهر والبراءة.
٩ - سلاسة تعلُّم الجديد والمتنوع من الأقوال والأفعال والأفكار والمفاهيم.



تعتبر مراحل الطفولة بأنواعها الثلاثة (المبكرة والمتوسطة والمتأخرة) من أجمل المراحل العمرية للطفل نفسه، ولمن يتصل به من الأهل والأقارب والمربِّين والمعلِّمين.



تتعرض هذه المرحلة لمجموعة من الظواهر والمؤثرات التي تعوقها عن السير في مجالها الطبيعي، والاستمتاع بمرحلتها العمرية، وتتمثل في الصور والمشاهد التالية:
١ - كثرة الأوامر والنواهي والضوابط والقيود.
٢ - زرع الحقد والحسَد والغَيرة والانتقام بين الأقران.
٣ - التجمُّل والتفاخر بهم في اللقاءات والمناسبات.
٤ - العنف والإيذاء الجسدي والنفسي.
٥ - التبعية والتقليد في التربية والتعليم والتعامل والتوجيه.
٦ - غياب مهارة الاستماع والإنصات لهم، والحوار والمناقشة معهم.
٧ - الانسياق والانصياع للطلبات والرغبات الضارة والمؤذية.
٨ - المنع والحرمان من اللهو واللعب والانطلاق والحركة لأسباب واهية.
٩ - اتخاذ الأطفال ذريعة للثأر والانتقام بسبب الخلافات الأسرية والنزاعات العائلية.
١٠ - التقصير والإهمال في تلبية الاحتياجات والمتطلبات الضرورية واللازمة.
١١ - تشويه صورة الآخرين بكثرة الهمز واللمز، والسخريَّة والاستهزاء بهم.
١٢ - مطالبتهم بالطاعة والتنفيذ، والمحاسبة والمجازاة كالبالغين والمكلَّفين.
١٣ - عدم الوعي بالفروق الفردية في الجوانب العقلية والعلمية والنفسية والصحية والبيئية والاجتماعية.
١٤ - الجهل والغفلة عن التعرف على خصائص النمو وأنماط الشخصية لكل مرحلة من مراحل الحياة الإنسانية وكيفية التعامل معها.



ومضة: عن عبدالله بن شداد، عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في إحدى صلاتيِ العَشيِّ، وهو حامل حَسَنًا أو حُسينًا، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظَهْرَيْ صلاته سجدةً أطالها، قال أَبي: فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظَهْرَيْ صلاتك سجدة أطلتَها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: ((كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهتُ أن أعجله حتى يقضي حاجته))؛ رواه النسائي.



إضاءة: قال شوقي بغدادي:

هنا في فراغ القلب طاروا وحوَّموا
فراشاتِ حقلٍ في عيوني تُدَوَّمُ

أراهُمْ مدى عُمْري فكل قصيدةٍ
أغنِّي قوافيَها التي تُشتهى همُ

أحبُّهمُ في العيد فرحةَ بيتنا
مع الفجر قاموا، وارتدوا ثم سلَّموا

أحبُّهمُ عند الشتاء إذا غدوا
فضجَّ بهم صفٌّ وناء معلِّم

فإن رجعوا فالبيت منهم قصائدٌ
تُعادُ، وأرقامٌ مئاتٌ تُنظَّم

وأعينُهُمْ إذا علقت في حكايةٍ
توقَّدُ من وهْج الحديث وتحكم

وخمشاتهم في وجنة الأم لذَّةٌ
تسيل من الظُّفْر الحبيب وتنعم

لأمثالهم نبني ونرفع عالمًا
على الأرض يحيا الطفل فيه ويسلَّم



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]