[راغبة في رضا الله]

كثيرة هي الذكريات الجميلة معك أبي ولكن الآن تحملني مخيلتي وذاكرتي الى أيام الثانوية
حيث كنتَ تنتظرني على باب المدرسة بعد كل امتحان حاملاً معك كل ما أحبه من طعامٍ وهدايا..
فألمح في عيناك قلقاً وانتظار..تنتظر أن أبشرك بالنتيجة ..ثم تعلو الابتسامة وجههك الملائكي الساحر..
وتهمس صديقاتي في أذني مازحات
ألا كم هو وسيمٌ أبكِ ,ما رأيكِ أن تخطبينا له
فيحمر وجهي بين غضبِ وفخر..
وأعود الى البيت مخاطبة أمي..
هلاّ أخبرتي زوجكِ أن لا يأتي الي مرة أخرى الى المدرسة فقد أكلته عيون البنات..
فتضحك وتقول:
لاتقلقي فأبوكِ مختومٌ لي بالشمع الأحمر..وعيناه لايمكن أن تريان غيري..
رحمكِ الله يا أمي ..
كم وقف الى جانبك
كنتِ له أعظم زوجة..فقابل الاحسان بالاحسان
اعتنى بكِ بمرضك سنين طوال..ورفق بكِ وحنّ عليكِ أكثر مما تحن الأم على وليدها..
أبي كلماتي أرسلها لك بدموع قلبي..
أبيع الدنيا وما فيها من أجل رضاك..
فلا تحرمني من قدميك أقبلهما صباحاً ومساء..
ولاتحرمني من حبك واهتمامك وعطفك فأنا لا ازال حرف الألف في أبجدية حياتك
ولا أزال نبتة صغيرة تحتاج الى مائك وشمسك ويديك الحانيتين..حتى بعد الثلاثين وحتى لو صرتُ في ارذل العمر..
فلاتتركني للرياح تعصف بي وللأمواج تتقاذفني الى المجهول..
أبي اعذرني على تقصيري معك ..أسأل الله العظيم أن يطيل عمرك في طاعته..ويسعد قلبك في الدنيا والآخرة