عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-08-2021, 12:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,299
الدولة : Egypt
افتراضي عموميات في التدريس

عموميات في التدريس


أ. حنافي جواد


ما هو التدريس؟
المعنى اللغوي:
التدريس - وفق لسان العرب - هي من جذر (درس) ودرس في اللغة أي عانده حتى انقاد لحفظه.
وقيل: درست - أي قرأت كتاب.
ودرست الصعب حتى رضته.
وأصل الدراسة: الرياضة والتعهد للشيء.
وبعير لم يدرس أي لم يركب.
ودرس الناقة يدرسها درسا: راضها.
درست السورة - أي أكثرت من القراءة حتى حفظتها.
الدرس – هو المقدار من العلم يُدرَس في وقت ما.
تدريس وفق المعاجم الانكليزية معناها Teach.
ووفق تلك المعاجم والتي ظهر بها المصطلح لأول مرة يظهر أن Teach معناها:
إعطاء المعلومات.
توصيل شيء ما مثل مهارة أو معرفة.
إقناع شخص ما بفعل شيء عن طريق العقاب أو الثواب.
تعليم شخص ما التعليمات الخاصة بعمل شيء معين.

1- مفهوم ونظام التدريس:
أ- مفهوم التدريس:
إن عملية التدريس عبارةٌ عن سلسلة منظمة مُعقلنة من الأفعال يُديرها المعلم ويُسهم فيها المتعلم (عملية تفاعلية تشاركية بنائية).


فالتدريس؛ بعبارة أخرى؛ نشاط مهني يتم إنجازه من خلال ثلاث عمليات رئيسة:

العمليات هي: التخطيط والتنفيذ والتقويم:

التخطيط للتعلمات والأنشطة وكل الممارسات الصفية.
التنفيذ والتطبيق والتفعيل والأجرأة داخل الفصل الدراسي.
التقويم والتقييم للعملية الوقوف عند نقاط القوة والضعف.



ويستهدفُ التدريسُ مُساعدة الطلاب والمتعلمين عموما على التعلم، وهذا النشاط قابل للتحليل والملاحظة والحكم على جودته، ومن ثم تحسينه.

إذن فالتدريس هو:
موقف مخطط مقصود يستهدف تحقيق مخرجات تعليمية مرغوبة على المدى القريب كما يستهدف إحداث مظاهر متنوعة للتربية على المدى البعيد.

أو هو مجموعة من الأعمال أو الإجراءات المخططة يديرها المعلم ويسهم فيها التلاميذ لتحقيق أهداف تربوية مرغوبة لدي المتعلمين على المدى القريب والبعيد.

ب- نظامُ التدريس:
نظام التدريس عبارة عن نسق يتكون من مجموعة من الأنشطة التعليمية التعلمية التي يقوم بها المدرس – الأستاذ قصد مساعدة التلاميذ والطلاب على تحقيق أهداف تربوية معينة، لغاية الاندماج والتربية السليمة، خدمة للبلاد والعباد.

أي إن التدريس نشاط هادف مُعقلنٌ يرمي إلى إحداث تأثير في شخصية الطالب.
(الجانب المعرفي – المهاري – الوجداني)
أما الغاية فهي التعلم أو تعديل سلوك الطلاب تعديلا يساعد على نموهم بشكل متكامل ومنسجم.

التدريسُ عمليةٌ ذات أبعاد ثلاثة تتألف من مدرس وطالب ومادة تعليمية أو خبرة تربوية.

التدريس سلوك اجتماعي، لا ينشأ في فراغ، فلا بد من وجود تفاعل بين المدرس والمتعلم وبينه وبين المادة التعليمية أو الخبرات التربوية، ومن هنا تظهر أهمية الدقة في اختيار الخبرات التربوية المناسبة وأيضا الدقة في اختيار الطريقة أو الطرق المناسبة.

التدريس سلوك يمكن ملاحظته وقياسه وتقويمه، وما لا يقبل ليس تدريسا.

التدريس يشتمل على بعد إنساني يتمثل في التفاعل بين المدرس والتلاميذ والمنهاج والمحتوى وعناصر أخرى تدخل في المحيط المدرسي.

التدريس عملية اتصال وتواصل، وأن وسيلتها الرئيسية هي اللغة، فيجب على المعلم استخدام لغة ما لتوصيل رسالة معينة إلى مستقبل معين.

التدريس ليست فقط ما يقوم به المعلم داخل الفصل، وإنما هو عملية تتضمن أنشطة كثيرة قبل وأثناء وبعد لقاء المدرس بالتلاميذ.

2.- مراحلُ عملية التدريس:
للعملية التدريس مراحل عدة منها:
تحديد الأهداف التعليمية، وتتضمن:
أ - أهداف معرفية.
ب - أهداف مهارية – حس حركية.
ج - أهداف انفعالية أو وجدانية.
والحدود بين الأهداف هذه وهمية والتقسيم تربوي، وإلا فأن التمازج هو الأصل.

المحتوى التعليمي، ويتضمن:
أ- محتوى معرفي العلمي.
ب- محتوى مهاري السلوكي.
ج- محتوى انفعالي الوجداني.

عمليات وإجراءات التدريس، وتتضمن:
أ- طرق وأساليب تدريسه.
ب- مهارات التدريس.
ج- أنشطة ووسائل ووضعيات تعليمية.

التقويم:
وهو المرحلة الرابعة، وتأتي في قمة الهرم باعتباره يساير جميع المراحل التعليمية التعلمية من أهداف ومحتوى وعمليات وأدوات تنفيذية للتدريس، ويسايرها في جميع مراحلها منذ مرحلة التخطيط قبل التدريس حتى مرحلة الانتهاء منه.

وهناك من قسم العملية التدريسية إلى ثلاث مراحل رئيسة، تبعا لتقسيم جاكسون الذي يشتمل على:
المرحلة الأولى: وهي مرحلة التخطيط للتعلمات، وهي مرحلة النشاط الذهني الذي يهدف إلى تحديد الأهداف واختيار أفضل السبل لتحقيقها.

المرحلة الثانية: تبدأُ بمواجهة المعلم لطلابه، ولذلك فهي مرحلة تفاعل حي، سريعة بأحداثها، وما كان منطقيا في مرحلة التخطيط يصبح موقفا سيكولوجيا معقدا.

المرحلة الثالثة: وفيها يحاول المعلم أن يقف على درجة تأثيره في الطلاب والمتعلمين، يقيم الممارسة التدريسية ويحاكمها، وبالتالي فإنه يكوّن نظرة دقيقة على درجة فاعلية التدريس ويحاول أن يستفيد بهذه المتابعة في عملية التدريس.

ويجب التأكيد على أمرين هنا:
أولها أن هذه المراحل الثلاث متكاملة وأن التقسيم هذا أنما هو بقصد الدراسة والتحليل فقط، وثانيها أنه إذا بدت مرحلة التنفيذ أو التفاعل على أنها أهم المراحل الثلاث وأكثرها ارتباطا بالتعليم إلا أن مرحلتي والتخطيط والمتابعة لازمتان لنجاح عملية التدريس.

والجدير بالذكر أن التخطيط الجيد مفتاح للتدريس الجيد فهو أشبه بالرسم المعماري بالنسبة للمهندس.
مهندس العمليات التعليمية التعليمة، يضع إرشادات وتوجيهات وتفصيلات يجب أن لا تترك للذاكرة أو لارتجال المدرس أو الصدفة مدخلاً لها.

3- قواعد التدريس العامة:
التدريس تواصل وتفاعل وبناء.
التدريس أولا وأخيرا عملية مقصودة بطبيعتها.
التدرج من المحسوس إلى المجرد.
التدرج من المعلوم إلى المجهول.
التدرج من غير المحدود إلى المحدود.
التدرج من البسيط إلى المركب.
التدرج من السهل إلى الصعب.
التدرج من الأمثلة إلى القاعدة (الاستقراء)
التدرج من العموميات إلى الجزئيات.

4- من مهام المدرس:
إيجاد الطرق لمساعدة الطلاب على التعليم والنمو السليمين.
تصميم الخبرات التربوية بما يوافق المرحلة العمرية.
إكسابه المعلومات وتنمية المهارات وفهم المواقف والوضعيات التعليمية التعلمية.
تمكين الطلاب من الاستمتاع باكتساب الخبرات من خلال الأنشطة التي يقومون بها.
التنسيق بين مجموعة من الإجراءات والأفعال يقوم بها المعلم ويشترك فيها الطلاب بهدف تحقيق مطالب النمو المتكامل للطلاب نموا يساير متطلبات العصر وتنمية المجتمع.
التدريس لا يقتصر على إعطاء معلومات للطلاب خلال فترة محددة، بل يتكون من عدد من المتغيرات من أبرزها:

من أبرز المتغيرات التي يجب مراعاتها قبل وأثناء الممارسة التعليمية التعلمية:

متغيرات تنبؤية وتتمثل في المعلم (خصائصه ـ برنامج إعداده ـ خبراته ـ سماته الشخصية...).

متغيرات البيئة التعليمية مثل الطالب (خصائصه ـ قدراته ـ استعداداته ـ اتجاهاته ومستواه الاقتصادي والاجتماعي وحجم الفصل والبيئة التعليمية داخله).

متغيرات العمليات، وأهمها سلوك المعلم داخل الفصل، وسلوك الطالب أيضا، والتفاعل بينهما، والمتغيرات السلوكية التي يمكن ملاحظتها على الطلاب.

متغيرات المدخلات والعمليات والمخرجات:
المدخلات (input) مجموعة من العناصر أو الإجراءات أو المكونات.
العمليات (PROCESS) التي تعمل وتترابط وتتفاعل.
المخرجات OUTPUT)) لأجل تحقيق هدف مشترك.

5- الغاية من التدريس:
إن غاية التدريس أرحب وأوسع وأكبر مما يصبُو إليه التعليم ويحاول تحقيقه، فالتدريس يصبو للتربية بمعناها الواسع، بمعنى أن هدف من التدريس لا يقتصر على مجرد معلومات تلقى ومعارف تكتسب أو مهارات تتعلم، مثلما الحال بالنسبة للتعليم الذي يملأ العقل بشتى ألوان المعرفة والمعلومات، وإنما التدريس هو إعداد الفرد للحياة والتكيف والتغيير نحن الأفضل، فمن خلال عملية التدريس تتحقق تربية العقل والشخصية والخلق والوجدان والضمير (...).

باختصار، فإن غاية التدريس تتمثل في جعل الفرد عضوًا عاملا وكاملا في مجتمعه، وتعويده على الاعتماد على نفسه، والإبداع والابتكار والتفكير السليم، وذلك من خلال تنمية ملكاته العقلية والذهنية، وتقوية إرادته والاهتمام بصحته الجسمية والعقلية والنفسية، في تكامل وتناغم، وإكسابه مقومات الخلق القويم، والاستمتاع بالحياة.

من غايات التدريس:
غايات تربوية.
غايات تعليمية.
غايات اجتماعية.
غايات اقتصادية.
غايات سياسية.
غايات ثقافية فكرية.
غايات تواصلية.
غايات حضارية.
غايات سيكولوجية (...)

6- التربية والتدريس:
يقوم التدريس على ثلاثة محاور رئيسة هي: (القيم، المعارف، المهارات) والخلل القائم في النظام التدريسي هو كون التدريس والمناهج تركيز على جانب المعلومات (المعارف) وتهمل الجانب القيمي والجانب المهاري.

إن المطلع على المناهج والبرامج والمقررات يجدها طبعا تتضمن موادا أو فقرات موضوعها التربية والتأديب والتكييف والإدماج والتخليق ولكنها قليلة من ناحية وغير مؤثرة من ناحية ثانية.

يجب على المعلم أن يدرك أن المعارف جزءٌ مهم من العملية التعليمية، لكنها ليست غاية في حد ذاتها.

فإذا لم تعدل المعلومة سلوكا ظاهريا أو داخليا لدى الطالب، وما لم تحدث أثرا إيجابيا، فهي معلومة غير مفيدة من الناحية القيمية.

التربية التأديب والتخليق من مهام التدريس، فلا تدريس من غير تربية، لأن تلقين المعلومات وفهم القواعد وتطبيقها لا يكفي ما لم يكن للخلق والتربية والأدب مكانة في كل ذلك، فالتربية هي المراهم التي تلين مفاصل العملية التدريسية.
يتبع






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]