[ابوالوليد المسلم]

تمسك بالأمل
بسمة موسى


مع أول شعاع من أشعة الشمس يلامس وجهي؛ أصحو، ويصحو معي بعض الأمل.
أقول لنفسي كالعود الأخضر أنا.. أرنو للضياء، مهما ظللت وراء القضبان قابعاً.
حتى لو التفت حول عنقى كالأفعوان وأنا أسعى.
وأنا أشق للشعاع سبيلًا.
ثم يمضى الوقت، وتمضى معه مني دفقات الحياة، وتخبو عزيمتي، أفكر.. أمضيت كثيرًا من الوقت أهذى!
شعاع النور الهارب لا يعود!
وشظايا البلور المكسور جرحها لن يلتئم!
أزلزل نفسي، أصفعها، أفِق .. وحاول أن تمضى!
وهل ينتظر العود الأخضر إلا الذبول؟
وهل تدور عقارب الساعة عكس الاتجاه؟
هل يصفو وجه دنياك الذي تغضن، وحفرت عليه حادثات الحياة أخاديدًا وطرقًا، وتعود صفحتها رقراقة حلوة كوجه صبية حيية من ذوات الخدور؟
ثم يأتي الليل، يطالعني القمر.. منيرًا بَهِيّا، أتأمله.. أفكر.
لولا الظلام الحالك ما أنار القمر، ما زينت فضته ليالي الحالمين، والآملين، والمتألمين.
لولا الظلام ما وصلتني رسائل القمر تهدهد قلبي وتطمئنها، كطفل رضيع تغنى له أمه أغاني المهد حتى يغفو آمنًا مبتسمًا.
فأنام وأنا أحتضن أحرف رسائله، لا يستقر حال ولا يدوم.
فتمسك بالأمل فمن شظايا الدموع الجارحة قد تنبُت أحن الابتسامات.
فقط افتح في القلب صفحة بيضاء، وانتظر!