عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16-10-2021, 03:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محاور الغربة والاغتراب في ديوان نقوش إسلامية

محاور الغربة والاغتراب في ديوان نقوش إسلامية (1)
أ. طاهر العتباني


إن الغريب هنا يجمع إلى همه وغُربته عن وطنه وأرضه غربةَ المنهج الذي يحمله، وهو مع ذلك يحمله ألوف مثله:





نجوع، نعرى، وتُدمينا سهامهمُ

ونَمتطي الدرب، للآفاق نَستبقُ




فكم ترنَّح في ليل الأسى جسد

وكم تَململ في ظلمائهم غَسقُ




وكم تشرَّد آلاف مؤلفة

كأنهم ورق يحنو له ورقُ











ترى من هم أولئك الذين عبر الشاعر عنهم بضمير الغائب "هم" ولم يذكرهم تصريحًا؟








إنه يتحدث عن نفسه وعن أمثاله من أولئك المخلصين الذين يحملون هم القضية حقًّا، ويذوقون حرَّها حقًّا؛ لأنهم لا يرضون إلا أن يروها كما هي صراعًا بين الحق والباطل، بين الإيمان والكفر، بين الحضارة الإسلامية بعقيدتها وتراثها وتاريخها، وبين التاريخ اليهودي الذي يمتلئ بالبؤر الشيطانية.







يقول الشاعر مبينًا موقفه هو ومن يرون نفس رؤيته:





نضيء ليل جهالات مُعربدة

نكاد بين ضجيج القوم نَختنقُ




فعن يمينك ريح الجهل عاصفة

وعن يسارك موج الشِّرك يصطفقُ




وأنت تحمل روحًا زاده ألَقًا

آي الكتاب فلا خوف ولا فرَقُ[22]











ثم يتساءل في ختام القصيدة: هل تُهيئ الأيام له عودةً إلى وطنه، ولو لم يَبق فيه إلا رَمق من عمر قليل:





يهزُّنا أرج التاريخ يا وطني

فهل نعود وفي أعمارنا رَمق[23]











إن الحلم الذي يحياه الغريب، والأماني التي تَرفل في أعماقه، تؤكد أن جَذوة الغربة ونيرانها لا تأتي على كل ما في نفسه من الأمل، إنه يحلم مع عودته بكثير من الأُمنيات:





إذا قدَّر الله لي أن أعود

وأطويَ أوراق هذا السفر




وأرجع للبيت بيتي القديم

وأَهبط من ذلك المنحدرْ




فإني سأحضن كل الوجوه

وألثم في البيت كل الصُّورْ




وأزرع ما عشت أغلى الزناب

ق أَروي بماء العيون الزهرْ




وأُطلق قلبي الجديد، الجديد

ليلعب في الريح تحت المطرْ[24]



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.61 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]