عرض مشاركة واحدة
  #425  
قديم 20-01-2023, 11:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى ____ متجدد

تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى
جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي
الجزء السادس

سُورَةُ الْقَصَصِ
الحلقة (425)
صــ 201 إلى صــ 210







[ ص: 201 ] قَوْلُهُ تَعَالَى: طسم قَدْ سَبَقَ تَفْسِيرُهُ [الشُّعَرَاءِ]

قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ أَيْ : طَغَى وَتَجَبَّرَ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا أَيْ : فِرَقًا وَأَصْنَافًا فِي خِدْمَتِهِ يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ وَهْم بَنُو إِسْرَائِيلَ ، وَاسْتِضْعَافُهُ إِيَّاهُمْ : اسْتِعْبَادُهُمْ ، إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ بِالْقَتْلِ وَالْعَمَلِ بِالْمَعَاصِي . يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَقَرَأَ أَبُو رَزِينٍ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ، وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : " يَذْبَحُ " بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الذَّالِ خَفِيفَةً .

قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ أَيْ : نُنْعِمُ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا وَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ ، وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ فِي الْخَيْرِ وَقَالَ قَتَادَةُ : وُلَاةً وَمُلُوكًا وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ لِمُلْكِ فِرْعَوْنَ بَعْدَ غَرَقِهِ .

قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا وَقَرَأَ حَمْزَةُ ، وَالْكِسَائِيُّ ، وَخَلَفٌ : " وَيَرَى " بِيَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَإِمَالَةِ الْأَلِفِ الَّتِي بَعْدَ الرَّاءِ " فِرْعَوْنُ وَهَامَانُ وَجُنُودُهُمَا " بِالرَّفْعِ . وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّهُمْ أَخْبَرُوا أَنَّ هَلَاكَهُمْ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَكَانُوا عَلَى وَجَلٍ مِنْهُمْ ، فَأَرَاهُمُ اللَّهُ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ .وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين . فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون

قوله تعالى: وأوحينا إلى أم موسى فيه ثلاثة أقوال .

أحدها : أنه إلهام ، قاله ابن عباس . والثاني : أن جبريل أتاها بذلك، [ ص: 202 ] قاله مقاتل . والثالث : أنه كان رؤيا منام ، حكاه الماوردي . قال مقاتل : واسم أم موسى " يوخابذ " .

قوله تعالى: أن أرضعيه قال المفسرون : كانت امرأة من القوابل مصافية لأم موسى ، فلما وضعته تولت أمرها ثم خرجت فرآها بعض العيون فجاؤوا ليدخلوا على أم موسى ، فقالت أخته : يا أماه هذا الحرس بالباب ، فلفت موسى في خرقة ووضعته في التنور وهو يسجر، فدخلوا ثم خرجوا ، فقال لأخته : أين الصبي ، قالت : لا أدري ، فسمعت بكاءه من التنور فاطلعت وقد جعل الله عليه النار بردا وسلاما ، فأرضعته بعد ولادته ثلاثة أشهر ، وقيل : أربعة أشهر ، فلما خافت عليه صنعت له التابوت .

وفي قوله : فإذا خفت عليه قولان .

أحدهما : إذا خفت عليه القتل ، قاله مقاتل .

والثاني : إذا خفت [عليه] أن يصيح أو يبكي فيسمع صوته ، قاله ابن السائب .

وفي قوله : ولا تخافي قولان .

[ ص: 203 ] أحدهما : أن يغرق ، قاله ابن السائب . والثاني : أن يضيع ، قاله مقاتل .

وقال الأصمعي : قلت لأعرابية : ما أفصحك! فقالت : أوبعد هذه الآية فصاحة وهي قوله : وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ، ولا تخافي ولا تحزني ، إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين جمع فيها بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين؟!

قوله تعالى: فالتقطه آل فرعون الالتقاط : إصابة الشيء من غير طلب . والمراد بآل فرعون : الذين تولوا أخذ التابوت من البحر .

وفي الذين التقطوه ثلاثة أقوال .

أحدها : جواري امرأة فرعون ، قاله السدي . والثاني : ابنة فرعون ، قاله محمد بن قيس . والثالث : أعوان فرعون ، قاله ابن إسحاق .

قوله تعالى: ليكون لهم عدوا أي : ليصير بهم الأمر إلى ذلك لا أنهم أخذوه لهذا ، وهذه اللام تسمى لام العاقبة ، وقد شرحناه في (يونس : 88) .

وللمفسرين في معنى الكلام قولان .

أحدهما : ليكون لهم عدوا في دينهم وحزنا لما يصنعه بهم .

والثاني : عدوا لرجالهم وحزنا على نسائهم ، فقتل الرجال بالغرق ، واستعبد النساء . وقالت امرأت فرعون وهي آسية بنت مزاحم ، وكانت من بني إسرائيل تزوجها فرعون : قرت عين قال الزجاج : رفع " قرة عين " على إضمار " هو " . قال المفسرون : كان فرعون لا يولد له إلا البنات ، فقالت : عسى [ ص: 204 ] أن ينفعنا فنصيب منه خيرا أو نتخذه ولدا ، وهم لا يشعرون فيه أربعة أقوال .

أحدها : لا يشعرون أنه عدو لهم ، قاله مجاهد . والثاني : أن هلاكهم على يديه ، قاله قتادة . والثالث : لا يشعر بنو إسرائيل أنا التقطناه ، قاله محمد بن قيس . والرابع : لا يشعرون أني أفعل ما أريد لا ما يريدون ، قاله محمد بن إسحاق .
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين . وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون . فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون

قوله تعالى: وأصبح فؤاد أم موسى فارغا فيه أربعة أقوال .

أحدها : فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك .

والثاني : أصبح فؤادها فزعا ، رواه الضحاك عن ابن عباس ، وهي قراءة أبي رزين ، وأبي العالية ، والضحاك ، وقتادة ، وعاصم الجحدري ، فإنهم قرؤوا : " فزعا " بزاي معجمة .

والثالث : فارغا من وحينا بنسيانه ، قاله الحسن ، وابن زيد . [ ص: 205 ] والرابع : فارغا من الحزن ، لعلمها أنه لم يقتل ، قاله أبو عبيدة . قال ابن قتيبة : وهذا من أعجب التفسير ، كيف يكون كذلك والله يقول : لولا أن ربطنا على قلبها ؟! وهل يربط إلا على قلب الجازع المحزون؟!

قوله تعالى: إن كادت لتبدي به في هذه الهاء قولان .

أحدهما : أنها ترجع إلى موسى . ومتى أرادت هذا؟ فيه ثلاثة أقوال .

أحدها : أنه حين فارقته ; روى سعيد بن جبير عن ابن عباس [أنه] قال : كادت تقول : يا بنياه . قال قتادة : وذلك من شدة وجدها . والثاني حين حملت لرضاعه ثم كادت تقول : هو ابني ، قاله السدي . والثالث : أنه لما كبر وسمعت الناس يقولون : موسى بن فرعون ، كادت تقول : لا بل هو ابني ، قاله ابن السائب .

والقول الثاني : أنها ترجع إلى الوحي ; والمعنى : إن كادت لتبدي بالوحي ، حكاه ابن جرير .

قوله تعالى: لولا أن ربطنا على قلبها قال الزجاج : المعنى : لولا ربطنا على قلبها ، والربط : إلهام الصبر وتشديد القلب وتقويته .

قوله تعالى: لتكون من المؤمنين أي : من المصدقين بوعد الله . وقالت لأخته قصيه قال ابن عباس : قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا ، [أي] : أحي هو ، أو قد أكلته الدواب؟ ونسيت الذي وعدها الله فيه . وقال وهب : إنما قالت لأخته: قصيه ، لأنها سمعت أن فرعون قد أصاب صبيا في تابوت . قال مقاتل : واسم أخته : مريم . قال ابن قتيبة : ومعنى " قصيه " : قصي أثره واتبعيه فبصرت به عن جنب أي : عن [ ص: 206 ] بعد منها عنه وإعراض ، لئلا يفطنوا ، والمجانبة من هذا . وقرأ أبي بن كعب ، وأبو مجلز : " عن جناب " بفتح الجيم والنون وبألف بعدهما . وقرأ ابن مسعود ، وأبو عمران الجوني : " عن جانب " بفتح الجيم وكسر النون وبينهما ألف . وقرأ قتادة ، وأبو العالية ، وعاصم الجحدري : " عن جنب " بفتح الجيم وإسكان النون من غير ألف .

قوله تعالى: وهم لا يشعرون فيه قولان .

أحدهما : وهم لا يشعرون أنه عدو لهم ، قاله مجاهد .

والثاني : لا يشعرون أنها أخته ، قاله السدي .

قوله تعالى: وحرمنا عليه المراضع وهي جمع مرضع من قبل أي : من قبل أن نرده على أمه ، وهذا تحريم منع ، لا تحريم شرع . قال المفسرون : بقي ثمانية أيام ولياليهن ، كلما أتي بمرضع لم يقبل ثديها ، فأهمهم ذلك واشتد عليهم فقالت لهم أخته : هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم فقالوا لها : نعم ، من تلك؟ فقالت : أمي ، قالوا : وهل لها لبن قالت لبن هارون . فلما جاءت قبل ثديها . وقيل : إنها لما قالت : وهم له ناصحون قالوا : لعلك تعرفين أهله ، قالت : لا ، ولكني إنما قلت : وهم للملك ناصحون .

قوله تعالى: فرددناه إلى أمه قد شرحناه في (طه : 40) .

قوله تعالى: ولتعلم أن وعد الله يرد ولدها حق وهذا علم عيان ومشاهدة ولكن أكثرهم لا يعلمون أن الله وعدها أن يرده إليها .
[ ص: 207 ] ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين . ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم . قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين .

ولما بلغ أشده قد فسرنا هذه الآية في سورة (يوسف : 22) ، وكلام المفسرين في لفظ الآيتين متقارب ، إلا أنهم فرقوا بين بلوغ الأشد وبين الاستواء ; فأما بلوغ الأشد ، فقد سلف بيانه [الأنعام : 152] .

وفي مدة الاستواء لهم قولان .

أحدهما : أنه أربعون سنة ، قاله مجاهد ، وقتادة ، وابن زيد .

والثاني : ستون سنة ، ذكره ابن جرير . قال المفسرون : مكث عند أمه حتى فطمته ، ثم ردته إليهم ، فنشأ في حجر فرعون وامرأته واتخذاه ولدا .

قوله تعالى: ودخل المدينة فيها قولان .

أحدهما : أنها مصر . والثاني مدينة بالقرب من مصر .

قال السدي : ركب فرعون يوما وليس عنده موسى ، فلما جاء موسى ركب في أثره فأدركه المقيل في تلك المدينة . وقال غيره : لما توهم فرعون في موسى أنه عدوه أمر بإخراجه من مدينته ، فلم يدخل إلا بعد أن كبر فدخلها يوما على حين غفلة من أهلها .

[ ص: 208 ] وفي ذلك الوقت أربعة أقوال .

أحدها : أنه كان يوم عيد لهم ، وكانوا قد اشتغلوا فيه بلهوهم ، قاله علي عليه السلام .

والثاني : أنه دخل نصف النهار ، رواه جماعة عن ابن عباس ، وبه قال سعيد بن جبير .

والثالث : بين المغرب والعشاء ، قاله وهب بن منبه .

والرابع : أنهم لما أخرجوه لم يدخل عليهم حتى كبر ، فدخل على حين غفلة عن ذكره ، لأنه قد نسي أمره ، قاله ابن زيد .

قوله تعالى: هذا من شيعته أي : من أصحابه من بني إسرائيل وهذا من عدوه أي : من أعدائه من القبط ، والعدو يذكر للواحد وللجمع . قال الزجاج : وإنما قيل في الغائب : " هذا " و " هذا " ، على جهة الحكاية للحضرة ; والمعنى : أنه إذا نظر إليهما الناظر قال : هذا من شيعته ، وهذا من عدوه . قال المفسرون : وإن القبطي كان قد سخر الإسرائيلي أن يحمل حطبا إلى مطبخ فرعون فاستغاثه أي : فاستنصره ، فوكزه قال الزجاج : الوكز : أن يضربه بجميع كفه . وقال ابن قتيبة : " فوكزه " أي : لكزه ، يقال : وكزته ولكزته ولهزته : إذا دفعته ، فقضى عليه أي : قتله ; وكل شيء فرغت منه فقد قضيته وقضيت عليه . وللمفسرين فيما وكزه به قولان .

أحدهما : كفه ، قاله مجاهد . والثاني : عصاه ، قاله قتادة .

فلما مات القبطي ندم موسى لأنه لم يرد قتله ، و قال هذا من عمل الشيطان أي : هو الذي هيج غضبي حتى ضربت هذا ، إنه عدو [ ص: 209 ] لابن آدم مضل له مبين عداوته . ثم استغفر ف قال رب إني ظلمت نفسي أي : بقتل هذا ، ولا ينبغي لنبي أن يقتل حتى يؤمر . قال رب بما أنعمت علي بالمغفرة فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال ابن عباس : عونا للكافرين . وهذا يدل على أن الإسرائيلي الذي أعانه موسى كان كافرا .
فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين . فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين

قوله تعالى: فأصبح في المدينة وهي التي قتل بها القبطي خائفا على نفسه يترقب أي : ينتظر سوءا يناله منهم ويخاف أن يقتل به فإذا الذي استنصره بالأمس وهو الإسرائيلي يستصرخه أي : يستغيث به على قبطي آخر أراد أن يسخره أيضا قال له موسى في هاء الكناية قولان .

أحدهما : أنها ترجع إلى القبطي . والثاني : إلى الإسرائيلي ، وهو أصح .

فعلى الأول يكون المعنى : إنك لغوي بتسخيرك وظلمك .

وعلى الثاني فيه قولان .

أحدهما : أن يكون الغوي بمعنى المغوي ، كالأليم والوجيع بمعنى المؤلم [ ص: 210 ] والموجع ; والمعنى : إنك لمضل حين قتلت بالأمس رجلا بسببك ، وتدعوني اليوم إلى آخر .

والثاني : أن يكون الغوي بمعنى الغاوي ; والمعنى إنك غاو في قتالك من لا تطيق دفع شره عنك .

قوله تعالى: فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما أي : بالقبطي قال يا موسى هذا قول الإسرائيلي من غير خلاف علمناه بين المفسرين ; قالوا : لما رأى الإسرائيلي غضب موسى عليه حين قال [له] : إنك لغوي مبين ورآه قد هم أن يبطش بالفرعوني ، ظن أنه يريده فخاف على نفسه ف قال يا موسى أتريد أن تقتلني وكان قوم فرعون لم يعلموا من قاتل القبطي ، إلا أنهم أتوا إلى فرعون فقالوا : إن بني إسرائيل قتلوا رجلا منا فخذ لنا بحقنا ، فقال : ابغوني قاتله ومن يشهد عليه لآخذ لكم حقكم ، فبينا هم يطوفون ولا يدرون من القاتل ، وقعت هذه الخصومة بين الإسرائيلي والقبطي في اليوم الثاني ، فلما قال الإسرائيلي لموسى : أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس انطلق القبطي إلى فرعون فأخبره أن موسى هو الذي قتل الرجل ، فأمر بقتل موسى ، فعلم بذلك رجل من شيعة موسى فأتاه فأخبره ، فذلك قوله : وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى . فأما الجبار ، فقال السدي : هو القتال ، وقد شرحناه في (هود : 59) ، وأقصى المدينة : آخرها وأبعدها ، ويسعى ، بمعنى يسرع . قال ابن عباس : وهذا الرجل هو مؤمن آل فرعون ، وسيأتي الخلاف في اسمه في سورة (المؤمنون : 28) . فأما الملأ ، فهم الوجوه من الناس والأشراف .

وفي قوله : يأتمرون بك ثلاثة أقوال .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 47.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.33%)]