عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-01-2022, 02:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي إرهاصات تلك الفترة

إرهاصات تلك الفترة
د. محمد منير الجنباز



حفِظ الله محمدًا في صغره وليدًا ورضيعًا، ثم فتى يافعًا، ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد رأيتُني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان، كلنا قد تعرى وأخذ إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة، فإني لأُقبل معهم كذلك وأُدبر إذ لكمني لاكمٌ ما أراه لكمةً وجيعة، ثم قال: شد عليك إزارك، قال: فأخذته وشددته عليَّ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري عليَّ من بين أصحابي"، وقد وردت هذه الحادثة في صحيح البخاري عن جابر بن عبدالله قال: "لما بُنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة، فخرَّ إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء، ثم أفاق، فقال: "إزاري إزاري"، فشد عليه إزاره"، وفي رواية أخرى: "فجعله على منكبيه، فسقط مغشيًّا عليه، فما رُئِيَ بعد ذلك عريانًا"، وعنى ببناء الكعبة هنا ترميمها، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة فتى يافعًا، أما بناء الكعبة بعد نقضها بالكلية، فكان النبي صلى الله عليه وسلم في سن الخامسة والثلاثين عندما حل لقريش النزاع حول وضع الحجر الأسود.

ومما ذُكر عن حفظ الله له في صباه أنه اشتاق يومًا أن يسمُرَ كما يسمر الفتيان في مكة، فقال: "ما هممتُ بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد من ذلك، ثم ما هممتُ بسوءٍ حتى أكرمني الله عز وجل برسالته، فإني قلت ليلة لغلام من قريش كان يرعى معي بأعلى مكة: لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة، فأسمر بها كما يسمر الشباب، فقال: أفعل، فخرجت أريد ذلك، حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعتُ عزفًا بالدفوف والمزامير، فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان بن فلان تزوج بفلانةَ بنت فلان، فجلستُ أنظر إليهم، فضرب الله على أذني فنمتُ، فما أيقظني إلا مسُّ الشمس، قال: فجئتُ صاحبي، فقال: ما فعلت؟ قلت: ما صنعت شيئًا، ثم أخبرته الخبر، قال: ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك، فقال: أفعل، فخرجت فسمعت حين جئت مكة مثل ما سمعت حين دخلت مكة تلك الليلة، فجلست أنظر فضرب الله على أذني، فوالله ما أيقظني إلا مَسُّ الشمس - حرُّها - فرجعتُ إلى صاحبي فأخبرتُه الخبر، ثم ما هممتُ بعدها بسوء حتى أكرمني الله عز وجل برسالته".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.59 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.13%)]