عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-01-2022, 10:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الذين لا يحبهم الله

الذين لا يحبهم الله


د. أمير الحداد



الظالمون

«اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» مسلم، والبخاري في (الأدب المفرد).

- وما الظلم؟!

- خلق سيئ أشده الشرك وأيسره اقتطاع حق الآخرين ولو عود من أراك.

- إنه لشديد!

- اسمع حديث النبي [.. «حق اقتطع من امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة» فقال له أجل: وإن كان يسيرا يا رسول الله؟ قال: «وإن كان قضيبا من أراك» رواه مسلم.

لم يُخْفِ صاحبي استغرابه من شدة الحديث:

- هذا يعني أنه يخلد في النار ولا يدخل الجنة.. بسبب عود من سواك؟

- كلا.. لا تفهم الحديث كما تريد.

- هكذا لفظه.

- اجمع كل الأحاديث واقرأ ما قاله العلماء حتى تخرج بالفهم الصحيح، واسمع الحديث الآخر: «فمن قضيت له من أخيه شيئا فلا يأخذه؛ فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي بها يوم القيامة» (السلسلة الصحيحة)، حتى إذا قضى القاضي بحكم.. قانوني.. لك وأنت تعلم أنه لا حق لك فيه فإنما هو ظلم يعذب به الظالم يوم القيامة.

- وكيف يكون الشرك ظلما؟!

- كما قال الله تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} (لقمان: 13).. فهذا أعظمه، ومن عظائم الظلم.. كتمان شهادة الحق في دين الله: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} (البقرة: 140)، ومن افترى على الله الكذب: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون} (الأنعام: 21).. {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحيَ إليَّ ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله} (الأنعام: 93)، ومن أعرض عن الحق وقد تبين له: {ومن أظلم ممن ذُكّر بآيات ربه فأعرض عنها ونسيَ ما قدمت يداه} (الكهف: 57).

فهذا أعظم الظلم.. ويأتي بعد ذلك ظلم الناس للناس.. بأكل الحقوق ومنع الواجبات وقطع الأرحام وشهادة الزور.. وكل وسيلة تنتهي بأخذ غير صاحب الحق حقه.

- ولكن لم تبين لي معنى الحديث الأول الذي بدأت به.

- «أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة»؟

- نعم.
- معناه أن عمله يوجب عليه دخول النار.. إلا أن يرجع الحق إلى صاحبه بحسناته.. أو بأن يصلح الله بينهما يوم القيامة.. أما عمله فيوجب عليه دخول النار.. ويحرمه من دخول الجنة ابتداء.. فإن لم يغفر الله له ويأخذ صاحب الحق حقه.. فإنه يدخل النار ما شاء الله له ثم يكون مآله إلى الجنة.. إن لم يمت على الشرك؛ فإن الشرك هو الذنب الوحيد الذي يخلد صاحبه في النار مطلقا لا يخرج منها أبدا. ولا يغفر له الله عز وجل.. وهو أعظم أنواع الظلم.. والله لا يحب الظالمين.. ولكنه عز وجل يبغض بعضها أكثر من بعض.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.03 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.77%)]