إفرازات الجهاز التناسلي
أ. أريج الطباع
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في العشرين من عمري، الحمد لله ملتزمة، وأحافظ على أساسيات ديني، ومحافظة عليه، ولكن لدي مشكلة، أنا جاهلة فيها حقًّا؛ إذ لا أعرف ما هذا الشيء الذي يفرزه العضو التناسلي؟ ولا أعرف حكمه، ولكني خائفة، وأشعر بأنه موضوع مهم؛ لهذا استشرتكم أنتم؛ لأنكم عوني بعد الله تعالى.
مشكلتي هي أن كل من يُشعرني باحتوائه، ويضمني في وقت حزني، وأكون أنا محتاجة لأحد ما، أو يسمعني كلمات مريحة مثل "أنا معك"، و"سأكون بجانبك"، و"سأهتم بك"، أو حتى كلمة "أحبك"، تنزل علي إفرازات، لا أدري ما هي؟ ولا أعرف عنها شيئًا، ولا أشعر بأنها إفرازات شهوة؛ لأن مشاعري وقتها لا تفكر بأشياء جنسية أبدًا، ولا تفكر بشهوة، مشاعري تشعر بالحنان كالأم - فقط - وهي تضم طفلها، ومع أني سمعت أن هذه الإفرازات من الطبيعي أن تكون لدى الفتاة، لكني لا أدري لِمَ تنزل في هذا الموقف؟ لماذا؟
أشعر بأنه شيء غير جيد، وما كان المفروض أن يكون هذا، ولكني أعيد وأكرر أني لا أفكر بشهوة أبدًا، ولا في شيء متصل بالجنس إطلاقًا، أرجو منكم أن تفيدوني، رعاكم الله، وإن أردتم استيضاحًا أكثر أو أي سؤال، أخبروني.
وجزاكم الله عني كل خير
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أحييك على حرصك وورعك رغم حساسية استشارة كهذه.
وأطمئنك أن ما تعانينه ليس مشكلة، ولكنه حاجة للفهم، تشاركك فيها كثيرات بمثل عمرك، أو أقل، ممن لم يتزوجن بعد، فلا تتضح أمامهن الفروق بين الإفرازات التي تأتي للنساء عامة، وقد تختلط معهن الأمور في أحيان كثيرة.
الجهاز التناسلي مثله مثل بقية أجهزة الجسم، له وظائف محددة يقوم بها، وما يحصل به هو الذي يهيئه للقيام بوظيفته.
والإفرازات لها غدد خاصة تفرزها مثلها مثل العرق واللعاب، والإفرازات الأخرى التي يخرجها الجسم، وتقوم بطرد الخلايا الميتة والمكروبات، ولها دور بتسهيل عملية التناسل أيضًا.
ما أتوقعه أن الإفرازات التي تعانينها خليط من الإفرازات العادية، وتلك التي تحتاج وضوءًا، وإن كانت لا تصاحبها أفكار جنسية، لكن مجرد ارتباطها بالحنان والعاطفة يدل على أن مشاعرك مختلطة أصلاً، وأن الجهل يلعب دورًا كبيرًا كذلك.
في أحيان كثيرة يكون رفضنا للمشاعر، أو شعورنا بالذنب معها - سببًا في تحولها أو تخفيها خلف شعور آخر.
نصيحتي لك أن تتوضئي من هذه الإفرازات، وبالمقابل ألا تركزي عليها كثيرًا، ومع الوقت ستتحول لمسارها الطبيعي - بإذن الله - ولا تتعبك، خاصة مع تأكيدك أنك لا تفكرين فيما يثيرها، فالله - تعالى - لا يحاسبنا على ما لا نملك، لكن في الوقت نفسه علينا أن نكون حريصين على ما نملك التحكم فيه، وعلى توظيفه بمكانه المناسب بطريقة صحيحة.
تعرفي على جسدك، وافهمي وظائفه بوجه جيد؛ ليعينك على الحفاظ عليه، وعلى أن تنجحي بعد ذلك في زواجك، لكن احرصي على أن يكون ذلك من مصادر علمية غير مبتذلة.
اعترفي بمشاعرك وحاجاتك، وفي الوقت نفسه لا تركزي على ما لا تملكين
واشغلي نفسك بما تملكينه وتملكين التحكم فيه وتطويره