عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 26-11-2022, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات




سادسًا: مواضع استعمال الفصلة المنقوطة التي تفرد بها





كتاب "الترقيم وعلاماته"





1- "بين الجُمل المعطوف بعضها على بعض، إذا كان بينها مشاركةٌ في غرض واحد"[47].











وضرب لذلك مثالاً فقال:





"خيرُ الكلام ما قلَّ ودلَّ؛ ولم يَطُل فيُملّ"[48].











قوله: "إذا كان بينها مشاركةٌ في غرضٍ واحد".











ماذا يترتَّب عليه في تقسيم الكلام؟





لا شيء





إذًا فوجود هذا القيْد كعدمه؛ لأنَّه لا يَزيد الجُمل المعطوف بعضها على بعض شيئًا غير حالتها هذه.











فإذا كان كونها معطوفًا بعضها على بعض لم يتغيَّر منه شيءٌ، فهي من مواضِع الفصلة كما سبق[49].











ولا حاجةَ للفصلة المنقوطة.











قلت: وهذا يَمنع الاشتباهَ والاختلاف.











2- "قبل المفردات المعطوفة التي بينها مقارَنة أو مشابَهة أو تقسيم أو ترتيب أو تفصيل أو تعديد أو ما أشْبَه ذلك"[50].











وضرَب لذلك أمثلة منها:





"اغتنمْ خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرمك؛ وصحَّتَك قبل سقمك؛ وفراغَك قبل شُغلك؛ وغناك قبل فقْرك؛ وحياتَك قبل موتك[51]"[52].











قوله: "التي بينها مقارنة... أو تقسيم... إلخ".











ما الفارق بينه وبين قوله في مواضِع استعمال الفصلة: "... وأفادتْ تقسيمًا أو تنويعًا"[53]؟











لا أرَى فارقًا بينهما.











إذا كان كذلك. فالموضِع للفصلة، لا للفصلة المنقوطة.











قلت: وهذا يَمنَع الاشتباه والاختلاف.











♦ ♦ ♦





سابعًا: موضع الفصلة المنقوطة الذي تفرد به قرار وزارة المعارف





"بين الجُمل الطويلة التي يتركَّب من مجموعها كلامٌ مفيد، وذلك لإمكان التنفُّس بين الجمل عند قراءتها، ومنْع خلط بعضها ببعض بسبب تباعُدها"[54].











وضرَب لذلك مثالاً فقال:





"إنَّ الناس لا ينظُرون إلى الزمن الذي عُمِل فيه العمل؛ وإنما ينظرون إلى مقدارِ جودته وإتقانه"[55].











قوله: "لإمكانِ التنفُّس بين الجمل".











إنَّ ربطَ مقدار التنفُّس بالفصلة والفصلة المنقوطة لا يُعرَف في لغة أهلها[56]، فهو مِن ابتكار علمائنا، ولا أدْري له وجهًا.











وقوله: "ومنع خلْط بعضها ببعض بسببِ تباعدها" يعني بسبب طولها.











فالفصلة غير المنقوطة تمنَع ذلك.











فإذا كان بعضُ هذا الكلام لا أصلَ له، ولا فائدة فيه.











وإذا كان بعضُه يتحقَّق باستعمال الفصلة غير المنقوطة. فيبقَى من هذا التعريف قوله:





"بين الجُمل الطويلة التي يتركَّب مِن مجموعها كلامٌ مفيد".











قلت: ولا فارق بينه وبين قوله في مواضِع استعمال الفصلة: "بين الجُمل التي يتركَّب من مجموعها كلامٌ تامُّ الفائدة" لا فارق إلا قوله: "الطويلة"، وهذا الفارق وحْدَه لا يكفي لأن ننتقل مِن استعمال الفصلة إلى استعمال الفصلة المنقوطة ممَّا يؤدِّي إلى الاشتباه والاختلاف بسببِ الاختلاف في تحديدِ طول الجُمل وقِصَرها مثلاً.











فإذا كان كذلك فيُمكننا إلغاءُ فارق "الطويلة" فيصبح الموضِع هو نفس موضع استعمال الفصلة المذكورة سابقًا[57]، ويمتنع الاشتباه والاختلاف.











♦ ♦ ♦





ثامنًا- الشرطة





ومواضِع استعمالها





1- لفصل الجُمل المعترضة (تُوضَع بين شرطتين)[58].











2- لفصل كلام المتخاطبين في حالة المحاورة، إذا حصَل الاستغناء عن الإشارة إلى أسماء المتخاطبين[59].











3- بين العدد - رقمًا أو لفظًا - والمعدود[60].











تنبيهٌ أول: يُلاحظ أنَّ الجملة المعترضة إذا حُذِفت لا يتأثَّر معنى الجملة الأساسيَّة غالبًا.











تنبيهٌ ثانٍ: أحيانًا يكون ما قبل الجُملة المعترضة محتاجًا إلى فصْلة، فلذلك يضع بعض المؤلِّفين هذه الفصلة بعدَ الشرطة الثانية، هكذا: " - ، "؛ على أساس أن لو حُذفتِ الجملة المعترضة تَبْقَى الفصلة.











وهذا أمرٌ لا يُحتاج إليه، أو لا معنى له إذا علمنا الاستخدام الصحيح لعلامات الترقيم، فإذا حذفت الجملة المعترضة وضعْنا الفصلة، أما في وجودها فلا.











تنبيهٌ ثالث: يُلاحظ ما ذكرناه مِن قبل أنه إذا تعدَّدتِ الجمل المعترضة في كلام متَّصل فإن كلاًّ منها تُوضَع بين قوسين لتحديدها، وبالذات إذا تقاربت.











♦ ♦ ♦





تاسعًا: علامات الترقيم التي لم يذكرها كتاب





"الترقيم وعلاماته" ولا "قرار وزارة المعارف"





1- الأقواس المزهَّرة[61]:





تُعرَف هذه الأقواس بالأقواس العزيزيَّة، واشتهرتْ بالأقواس القرآنية؛ لأنَّها تستعمل في تمييز الآيات القرآنية، وصورتها: ﴿ ﴾[62].











قلتُ: والكلام في هذا المقام في صورة هذه الأقواس لا في استعمالها؛ فإنَّ استعمالها يكاد أن يكونَ مِن المتَّفق عليه.











وصُورة هذه الأقواس في معظَم برامِج (الكمبيوتر) تحمِل صليبًا لا زهرةً كما يزعمون.











وهذه صورتها مكبَّرة ليتضح الأمر: ﴿ ﴾





ولذا أرَى عدم استعمال هذه الأقواس بالذات، واستبدالَ غيرها بها.











وقد استعملتُ مكانَها - في هذا الكتاب - الأقواس التي صورتها: {}[63].











2- الأقواس المعكوفة أو المعكَّفة





صورتها هكذا: [ ]





وتُستعمل في حصْر الزِّيادات على المخطوطات اللازمة لإقامةِ النص[64] وكاد المحقِّقون العرَب جميعًا أن يتَّفقوا على استعمالها بهذه الصورة في هذا الغرَض[65].











أمَّا ما يفعله قلَّة من المحقِّقين في حصْر الزيادات بين الأقواس المعتادَة ()، أو بين نجمتين أو زهرتين، فهذا مما يؤدِّي إلى التشويش والاشتباه، والأَوْلى بالمحقِّق أن يلتزم العُرْف الغالب[66].











وتفصيل هذا الأمر في كتابنا "التدقيق في فن التحقيق"، يسَّر الله طبعه.









[1] وسأبيِّن الاشتراك بينها.



[2] وسأتعرَّض لبيان ما فيها بعدَ قليل.



[3] وهو استعمال صحيح.



[4] انظر (186).



[5] انظر: "الترقيم وعلاماته" (209) و"قرار وزارة المعارف" (226).



[6] انظر: "الترقيم وعلاماته" (207، 208).



[7] انظر: "قرار وزارة المعارف" (226).



[8] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[9] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224).



[10] هذا كان في المطبوع، أمَّا هنا فقد جعلناه بخط سميك. فتكون العبارة: "فإذا نظرتَ إلى الكلام البارز بخطٍّ سميك"، وهكذا في كل موضع مما سيأتي (الألوكة).



[11] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[12] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[13] انظر: "قرار وزارة المعارف" (225).



[14] قلتُ "في المعنى"؛ لأني أرى عبارة: "الكلمات المفردة" غير مساوية لعبارة: "المفردات" التي جاءت في كتاب "علامات الترقيم".
بل أرى أن استخدام "الكلمات" هنا خطأٌ؛ فالمفردات المذكورة المراد بها "أشباه الجمل"، لا مفردات الكلمات.



[15] انظر: "الترقيم وعلاماته" (206).



[16] انظر: "الترقيم وعلاماته" (206).



[17] انظر: "قرار وزارة المعارف" (223).



[18] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[19] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205) ونسَبه إلى الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه.



[20] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[21] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[22] انظر: "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (275). وانظر أيضًا: "معاني القرآن وإعرابه" (1/498)، "إملاء ما مَنَّ به الرحمن" (1/162)، و"دلائل الإعجاز" (باب الفصل والوصل) (195).
قلت: وسنعود إليه عندَ الكلام عن استعمال الشرطة (-).



[23] وهو المرقوم (ثانيًا) في "الترقيم وعلاماته"، و(ب) في "قرار وزارة المعارف".



[24] انظر: "الترقيم وعلاماته" (206).



[25] انظر: "الترقيم وعلاماته" (206).



[26] وقد التزمتُ هذا الأمرَ في كتابي، وهو أظهَرُ ما يكون في التراجم.



[27] انظر: "الترقيم وعلاماته" (207).



[28] عبارة "الترقيم وعلاماته"؛ لأنَّها أوضح.



[29] قيد أضفته. انظر: (236).



[30] قيد أضفته. انظر: (236).



[31] عبارة "الترقيم وعلاماته"؛ لأنَّها أوضح.



[32] عبارة "قرار وزارة المعارف"؛ لأنها أوضح.



[33] تفرد به "الترقيم وعلاماته".



[34] تفرد به "قرار وزارة المعارف".



[35] كذَا وقَع بالفاء بعدَها واو، نسبةً إلى "أدفو" مِن قرى صعيد مصر.
وجاء في موضعِه طبقات المفسِّرين (2/167): "للأدنه وَى" في ترجمة ابن العربي.
وقد تَكرَّر هكذا في مواضعَ كثيرة من "طبقات المفسرين". انظر مثلاً: (2/5. 79. 109. 298. 306. 338).
فالظاهر أن "الأدفوي" تحريف.
تنبيه: قال في "هدية العارفين" (1/322) "الأدرنة وي" بزيادة راء مهملة، والظاهر أنه تحريف أيضًا.



[36] انظر: "مناهج تحقيق التراث" (168).



[37] المكان هنا للفَصْلة المنقوطة؛ لأنَّ ما بعدها تفسير.



[38] كذا قال، ولا يصح، والصواب: "موضوعة"، أو لعله يقول بأنَّ اللغة توقيفيَّة، فيصح قوله، والمسألة معروفة.



[39] انظر: "مناهج تحقيق التراث" (168).



[40] انظر: "قواعد الكتابة" (13) و"Full Marks" (10).



[41] انظر: "Copy-editing" (156)



[42] انظر: "الترقيم وعلاماته" (209).



[43] ولا أرى استعمال علامات الترقيم في القرآن؛ للاختلافِ الواقِع فيها، ثم لما فيه مِن مساواة كلام الله تعالى بكلام البشَر. وكذا قال في "الترقيم وعلاماته" (200)، ولكنَّه لم يلتزمْ به.



[44] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[45] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[46] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[47] انظر: "الترقيم وعلاماته" (207).



[48] انظر: "الترقيم وعلاماته" (207).



[49] انظر: "الاختيار في مواضع استعمال الفصلة" (238).



[50] انظر: "الترقيم وعلاماته" (208).



[51] انظر: "الترقيم وعلاماته" (208).



[52] صحَّحه الحاكم وقال: "على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.
انظر: "المستدرك" (4/341) و"شرح السنة" (14/224).



[53] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[54] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[55] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[56] انظر: "قواعد الكتابة" (12 و14)،(156) "Copy-editing" و(10) "Full Marks".



[57] انظر: "الاختيار في مواضع استعمال الفصلة" (238).




[58] انظر: (236).



[59] انظر: "الترقيم وعلاماته" (214).



[60] انظر: "قرار وزارة المعارف" (226) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (274).



[61] سُمِّيت بذلك على أنَّها تحمل في وسطها زهرة، وليس هذا صوابًا، إنما هو صليب.



[62] انظر: "مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمُحْدثين" (211) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (278).



[63] كانت في المطبوعة هكذا: (())، فجعلناها هنا هكذا: {} (الألوكة).



[64] انظر: "مناهج تحقيق التراث" (211) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (278).



[65] انظر: "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (278).



[66] انظر: "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (278).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.02 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.58%)]